رئيس الجمهورية: رجاؤنا هذا العام قيام لبنان وخلاصه من التعثر
وجّه رئيس الجمهورية ميشال عون ، في تصريح له من بكركي قبيل قداس عيد الفصح ، التهنئة بمناسبة العيد قائلاً: «ينعاد عليكم بالصحة والسلامة وعلى اللبنانيين جميعاً وعلى لبنان والمسيحيين»، مشيراً الى «أننا اليوم في العيد الكبير الذي فيه تجديد للرجاء. ورجاؤنا هذا العام قيام لبنان وخلاصه من التعثر». وأعرب الرئيس عون عن تمنّيه بأن «لا تتعرّض القدس وكنيسة القيامة لما تعرّضت له سابقاً»، معتبراً أنه «إذا تمت السيطرة على المعالم المسيحية في القدس، سيجفّ النبع الذي يغذي العالم بالروح المسيحية»، مشدداً على «أننا لا نريد أن تتحول كنائسنا لمرافق سياحية وأن ننتظر على الباب للدخول، مثلما كان سيحصل بكنيسة القيامة لدى السريان. من هنا مواقفنا السياسية يجب أن تهدف الى ما يحدث في فلسطين».
وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ترأس قداس عيد الفصح المجيد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية لصرح «كابيلا القيامة»، بحضور رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى السيدة ناديا، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وعدد من الفاعليات السياسية والقضائية والعسكرية والنقابية والعسكرية والمدراء العامين والمؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان «لقد قام! وليس هنا». قال فيها: «أنتم، فخامة الرئيس، على رأس الدولة تقودون مسيرة هذا النهوض بما أوتيتم من وعي لجوهر الأمور، وهمة في الإرادة، ورغبة في القلب، ومعرفة في شؤون الدولة، وخبرة سنوات. إننا نشكر الله معكم، ومع كل المسؤولين في البلاد، على عودة المؤسسات الدستورية والإدارات العامة إلى عملها، فيما الملفات المتنوّعة والمؤجلة متراكمة عبر السنين. ونشكره تعالى على ما تحقق من إنجازات، على أكثر من صعيد، وبخاصة ما يختص بزيادة قدرات الجيش والقوى الأمنية وسائر الأجهزة، الذين نقدر تضحياتهم، وقد صانوا بكفاءة عالية سيادة الوطن وأمنه. كما نقدر توصيات مؤتمر روما الذي شاركت فيه إحدى وأربعون دولة، مشكورة، لدعم الجيش والقوى الأمنية. لكننا نتطلّع مع فخامتكم إلى تحقيق اللامركزية الإدارية الموسّعة بكل ما لها من حسنات على كل صعيد، ومحاربة الفساد، وضبط مال الدولة، والنهوض بالاقتصاد، وتحقيق الإنماء الشامل وتوطيد الأمن المتوازن، والعمل الجدي على تحييد لبنان، لكي يتمكّن من أن يكون مكاناً عالمياً لحوار الديانات والثقافات والحضارات، بحسب رغبتكم».
وتابع الراعي: «فخامة الرئيس، نشاطركم الهموم الوطنية الكبيرة، وبخاصة الهم الاقتصادي، لكون الاقتصاد عصب الدولة وعمودها الفقري. لكنّي أودّ مرة جديدة أن أشدّد على همّ آخر كبير، هو قضية العلم والتربية. لا أحد يجهل أن ثروة لبنان الطبيعية هي العلم والمعرفة. هذه الثروة مهدّدة اليوم بالسقوط إذا لم تحافظ الدولة عليها. هل من أحد يُنكِر ويجهل أن التعليم النوعي يعود بمجمله إلى المدرسة الخاصة؟ تجب المحافظة على هذه المدرسة بمعلميها وطلابها وأهلهم. لا تستطيع المدرسة بأي شكل من الأشكال أن تتحمّل سلسلة الرتب والرواتب مع الدرجات الست الاستثنائية، التي أقرّها القانون 46/2017، من دون أن ترفع أقساطها. وهذا لا تريده البتة لأن الزيادة ستكون مرهقة بالكلية على أهالي الطلاب. نحن نأسف كل الأسف أن تكون نتيجة هذا القانون خلافاً مستحكماً بين إدارة المدرسة ومعلميها وأهالي طلابها، فيما هم أسرة تربوية واحدة. توجد المدرسة اليوم أمام أمرين تكرههما: حرمان المعلمين حقوقهم، وإرهاق أهالي التلاميذ بأقساط جديدة تقتضيها السلسلة والدرجات الست. فتجنباً لإقفال العديد من المدارس، إن لم يكن معظمها، وتشريد تلامذتها، وزجّ المعلمين والموظفين في عالم البطالة، طالبنا ونطالب الدولة مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة بتمويل الدرجات الست الاستثنائية، فيما المدارس تلتزم تطبيق الجدول 17 من القانون 46. من المعيب حقاً أن يستمرّ التهديد بإضراب من المعلمين أو الأهالي أو المدرسة، فيما الضحية هم أجيالنا الطالعة الذين من حقهم أن يتابعوا دروسهم في جو من الهدوء والاطمئنان حتى إنهاء سنتهم الدراسية وإجراء امتحاناتهم، ولا سيما الرسمية منها. وهذا حقهم المقدس ولا يحقّ لأحد التلاعب به أو حرمانهم منه».
وفي نهاية القداس، توجّه عون والراعي إلى صالون الصرح، حيث تقبّلا التهاني بالعيد من المصلّين.
وبعد تبادل التهاني بالفصح والتقاط الصور التذكارية، عقدت خلوة بين الرئيس عون والراعي، في مكتب الأخير تناولت الأوضاع والمستجدات الراهنة.
وترأس البطريرك الماروني أمس، القداس السنوي التقليدي على نية فرنسا في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بحضور السفير الفرنسي برونو فوشيه. وبعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة قال فيها: «إن قيامة المسيح هي حدث مؤثر وحاضر دائماً في تاريخ الإنسانية. أفكر تحديداً بكل المظلومين، المهجّرين واللاجئين الذين هربوا من ويلات الحرب في العراق، سورية، في الأرض المقدسة واليمن وبلدان أخرى». وتابع «أفكر بالأشخاص المهدّدين بالظاهرة اللاإنسانية والمنتشرة بكل أسف وهي الإرهاب. نتضرّع الى الله أن ينير قلوب البشر في التزامهم ضد تلك الآفة. ندعو إلى أن تتوحّد جهود المجتمع الدولي وجهود المسؤولين نحو الحل السياسي للصراعات، وقف الحروب وتأمين السلام العادل والشامل والدائم».