يمّ الزلف من ها الأرض الندية

آمنة بدر الدين الحلبي

وقَّفوني ع حدود الوطن..

سألوني عن اسمي..

قلت لهم يمّ الزلف: من ها الأرض الندية..

همسوا ولمزوا والعين حمراء..

مين يمّ الزلف؟؟؟

ما رح نعترف بالأسامي الغربية..

قلت لهم أنا عشتار: أنا المرأة السريانية..

اختلفوا صرخوا..

أصواتهم ع القلب مضنية..

ورصاص متل زخ المطر..

وقنابل عنقودية..

سألوني غرباء الدار..

عن جنسيتي.. طلبوا الهوية..

أنتِ مين، ومنين جايبة..

ثوبك، أنت المرأة الأجنبية..

سيوف مرفوعة.. وإيدهم ع فتيل الشظية..

غرباء الدار ما رح يعرفوا..

الزلف موشى وزخرفته سريانية..

فتحوا وراقي.. بعثروا كتبي..

عينهم مليانة إجرام.. وريحتهم عفنة..

من كهاريس الحرية..

هدّدوني بالجلد.. شعّلوا نار الحقد..

حطوا البارود بصدري.. وقلّبوا الهوية..

يلا ردّي أنت مين..

شو طايفتك ومن أيّ مذهب..

اعترفي بسرعة..

قلت لهم أنا المرأة الشامية..

صوتي من بردى.. والياسمين عطري..

سنابل قمح ع دروبي مروية..

غرباء الدار الإجرام بدمهم..

كبروا هللوا..

خرطشوا بارودهم..

مشط رصاص وقلبكِ..

بروح ع المشرحة الطبية..

عيونك غالية..

أتاتورك بدفع مليار ومية..

أخذوا بنتي.. قلعوا عينها..

وقلبها متربّع بعلبة ذهبية..

ابني قطعوا إيده..

سرقوا كبده.. صلبوا روحه..

والجسد معلّق ع شريط كهربا..

لأنه ابن الشمس الذهبية..

قالوا اعترفي أنك مندسّة..

نقلت أخبار الحرية..

أصابع الموت مرسومة..

ع وجهك..

وخطابات مكتوبة بإيد نازية..

أعلنّا عليك الموت.. أعلنّا عليك الموت..

ع الطريقة الصهيونية..

أو بتقولي عن أعداء الحرية..

يلا اعترفي يا مندسة.. وين رفقاتك..

تنفتش جلودهم..

عن مستقبل الديمقراطية..

يا بتموتي جلد وشنق..

رصاصة براسك..

نسرق ولادك… نحرق بيتك..

وجسدك نشويه.. لثوار الحرية..

ما رح اركع للشيطان..

ما رح اسجد..

غير لرب السما المضوية..

غرباء الدار..

الشاة المذبوحة..

ما بهمها السلخ..

لحمي مرّ.. ودمي للوطن غية..

لوثوا ثوبي بحقدهم الأزرق..

صرخ الزلف تيحمي عشتار..

من رؤوس مدببة.. وعقول متل الحجر..

يمكن الحجر بحنّ ع المية..

غرباء والغدر بدمهم..

شهروا السيف.. جبناء العصر..

لسان أعجمي.. والحروف سنسكريتية..

إذا يمّ الزلف ما عرفوها..

مين جابهم ع الأرض السورية..

شموخ وعزة وكرامة..

والراية بعيون خضراء محمية..

عالية بالسما بترف..

وعلى الأرض ما بتحف..

ورح تبقى ع طول..

تضوي متل النجمة الفضية..

أبناء الشمس ما بيركعوا للذل..

عشتار بتسودهم..

جمال وحب وحنيّة..

للخصب معطاءة..

مكانة ووفرة وغنيّة..

من الشمال للجنوب..

ومن الشرق للغرب..

الأرض سورية..

هيك قالت عشتار..

سنابل قمح والبيادر غنية..

الدحنون شفاهه حلوة..

والزعتر ع مبسم عشق..

والياسمين طوق معلق..

بجيد المرأة السورية ..

الصوت بيصدح للسلام..

وبغني.. «عالعين يمّ الزلف زلفا يا موليا»..

والحضارة سريانية..

كل عام رح نغني لعيد السنة السورية

«عالعين يمّ الزلف زلفا يا موليا».. من التراث الشعبي السوري.. أمّ الزلف هي عشتار بالسريانية، وهي آلهة الجمال والخصب والحرب لدى السوريين القدماء.. ترتدي عشتار زيها الموشى بالثمار والفاكهة «الزلف» عندما يقوم تموز من الموت وموليا تعني الخصب والوفرة والمياه الطبيعية.

المصدر: تاريخ سورية الحضاري القديم، د.أحمد داود، الجزء الأول، ص. 463

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى