يازجي: لإجراء الانتخابات في موعدها والابتعاد عن الخطاب الفئوي والطائفي المتشنّج
رأى بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، أن خير ما يقدّمه الخارج لسورية هو الدفع إلى الحوار غير المشروط وتعزيز جهود المصالحة وترسيخ وتعزيز السبل الآيلة إلى إحلال السلام. ودعا إلى إجراء الانتخابات النيابية في لبنان في موعدها وإلى الحفاظ على المؤسسات الدستورية والابتعاد عن الخطاب الفئوي والطائفي المتشنج والالتفات إلى هموم المواطن المعيشية.
ترأس اليازجي أول من أمس، قداس إثنين الباعوث في الكاتدرائية المريمية في دمشق، وألقى عظة قال فيها «يوافينا عيد الفصح المجيد والضيق يعتصر قلب هذا الشرق، يوافينا والاضطراب يتسيّد أكثر من مكان، لكن كل هذا ليس له أن يزيح ناظرنا عن المسيح، نحن نعلم أن الأيام صعبة، وأنّها لم توفر ديناً أو مذهباً أو إنساناً أو كنيسة أو مسجداً، لكن كل هذا ليس له أن ينيخنا تحت صليب شقاء هذه الدنيا، لأننا من صليب يسوع نتلمّس فجر قيامتنا بقيامته وبحربة جلجلته نزيل حراب ضيقنا».
وأضاف «نحن مغروسون في الشرق بقوة اسمه القدوس … نحن لسنا زواراً في هذه الأرض. نحن من شرايين جذورها. نحن دماؤها وعروقها. نحن لم ننطو يوماً ولم نخف، لأننا أصحاب قضية وأبناء وطن، ونحن مع الوطن، عليلاً كان أم معافى».
وتابع «صلاتنا اليوم أن يعطي الرب سورية سلاماً تاقت له. صلاتنا من أجلها، وهي الوطن الواحد بكل مناطقه وكل أطيافه، صلاتنا من أجل أن يتعاون الجميع للتصدّي لإرهاب لم يوفر أحداً، صلاتنا من أجل المخطوفين، صلاتنا من أجل جرح ينزف منذ خمسة أعوام، من أجل أخوينا مطرانَيْ حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين وسط تعامي العالم الخارجي عن قضيتهم وقضيتنا. وهنا نقولها ومن جديد: أما آن للعالم أن يستفيق؟ أما آن له أن ينتقل من لغة الشعارات إلى لغة القرار والأفعال؟ أبناء هذا البلد وحدهم هم الأدرى ببلدهم. أما آن لجلجلة هذا الشعب أن تنتهي؟ أما آن للعالم أن يغضب؟ نحن لم نجبل برائحة الموت بل بنسمة الله الخالق. نحن لا نريد تباكياً على أقليات وأكثريات. فليعلم العالم أن في سورية سوريين وفقط سوريون يجمعهم وطن واحد لا يتجزأ وعيش واحد لا ينفصم وجيش واحد ضم أبناء الوطن في بوتقة البلد الواحد وقدّم الغالي والرخيص في سبيل وحدة ترابه. وإن خير ما يقدّمه الخارج هو الدفع إلى الحوار غير المشروط وتعزيز جهود المصالحة وترسيخ وتعزيز السبل الآيلة إلى إحلال السلام. فنحن لم نخلق لنكون سلعة في سوق المصالح. ومع كل ذلك، نحن هنا لندافع عن أرضنا وأرض أجدادنا. والفصح يعني العبور، ومن هنا صلاتنا أن يعبر الله بهذا الشعب الطيب إلى بر الأمان والاستقرار والسلام».
أضاف «صلاتنا من الكاتدرائية المريمية بدمشق من أجل بلدنا لبنان وأهلنا في لبنان. نسأل رب القيامة أن يقيم لبنان، الوطن والقلب، في الخير والوئام. نسأله صون استقرار هذا البلد ونسأله أن يدرأ عنه تداعيات الخارج».
واعتبر «أن ملف الانتخابات النيابية العتيدة يحمل أهمية كبيرة لواقع هذا البلد ولكل مؤسساته الدستورية». وقال «من المعيب أن تقايض الملفات انتخابياً وأن تعتصر المصالح من قلب الظرف الحالي. نحن كأرثوذكس نبقى دوماً جسر تواصل ولقيا. ونبقى أبعد من مجرد مصالح ضيقة تزول وتمّحي. ومن هنا دعوتنا لإجراء الانتخابات في موعدها وللحفاظ على المؤسسات الدستورية والابتعاد عن الخطاب الفئوي والطائفي المتشنج والالتفات إلى هموم المواطن المعيشية. ونهيب بالجميع ونقولها بالفم الملآن إن اهتزاز استقرار أي بلد أو أي منطقة في العالم له آثاره وتداعياته التي تعبر القارات والمحيطات».