ماذا إذا ردّت إيران على استهداف جنودها في تي فور؟
حميدي العبدالله
قال أكثر من مسؤول إيراني إنّ طهران سوف تردّ على الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف جنودها في مطار تي فور وذهب ضحيته 7 شهداء من قوات الحرس الثوري.
تل أبيب بدورها تأخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجدّ، لدرجة أنها ألغت مشاركتها في مناورات جوية تجري في ألاسكا في الولايات المتحدة.
وتحدّث خبراء في الكيان الصهيوني أنّ الحرب ستكون قاسية وصعبة. مستشار الأمن القومي الأسبق يعكوف عميدور قال «إنّ المواجهة بين إيران وإسرائيل لا مفرّ منها، إذا نشر الإيرانيون قوة عسكرية تكون نسخة عن القوة التي بنوها في لبنان»، وأضاف «إنّ إسرائيل لن تسمح لإيران بفعل ذلك، وإذا أصرّت، فإنّ الحرب لا مفرّ منها».
وفعلاً إيران سوف تصرّ على نهجها الحالي. هذا ما أكده أكثر من مسؤول إيراني، وهذا ما قاله بوضوح الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، الذي أكد أنّ إيران لن تسمح لتل أبيب بتقييد مسألة وجودها العسكري في سورية، لأنّ هذه مسألة سيادية تخصّ دمشق وطهران ولا دخل لتل أبيب فيها. أيّ أنّ احتمال المواجهة العسكرية، بل الحرب بين إيران والكيان الصهيوني في سورية هو احتمال مرجّح، وليس مجرد احتمال قد تقود إليه احتكاكات عابرة من نوع خطأ في الحساب من هذا الطرف أو ذلك.
الإسرائيليون يعتقدون أنّ الحرب إذا وقعت لن تشبه حروب «إسرائيل» الأخرى. يؤكد عميدور أنّ «المواجهة ستكون صعبة ومعقدة جداً، تسفر عن خسائر كبيرة جداً للطرفين». واضح أنّ وقوع الحرب على الأرض السورية سوف يدفع الجيش السوري، وقوات المقاومة المنتشرة على الأرض السورية إلى جانب الجيش السوري لمحاربة الإرهاب للدخول في هذه المواجهة. والأرجح أنها ستكون حرب تقاصف صاروخي، وبالتالي فإنّ الظفر في هذه الحرب التي سوف تشبه لعبة عضّ الأصابع سيكون للذي يمتلك عناصر الصمود في هذه المواجهة أكثر من الطرف الآخر.
واضح أنّ كثافة الصواريخ التي ستسقط على المدن والبلدات الواقعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وضيق الرقعة الجغرافية التي يتركّز فيها سكان الكيان الصهيوني مع اتساع الجغرافيا السورية التي ستكون ساحة المواجهة، يمنح إيران وسورية والمقاومة ميزة في هذه المواجهة، حتى وإنْ كان ثمة تكافؤ في الاستهداف الصاروخي، ومن شأن ذلك أن يلحق بالكيان الصهيوني خسائر غير مسبوقة لم يعتد عليها في حروبه السابقة، بل إنه قد يحفّز هجرة المستوطنين الإسرائيليين عبر البحر. وقد تكون لذلك تداعيات أخطر بكثير مما يرد في حسابات حكومة تل أبيب. لذلك يقول عميدور «إنّ الإسرائيليين سيتوسّلون من أجل حياتهم وسيجدون صعوبة في الدفاع عن أنفسهم».
وقد تقود هذه الحرب إلى نتائج على المستوى الديمغرافي، حيث قال أفرايم هيلفي رئيس الموساد الأسبق «إنّ التهديد الوجودي لدولة إسرائيل، ليس تهديد النووي الإيراني، وإنما أن يصبح عدد اليهود أقلّ من عدد العرب». والحرب قد تسرّع في هذا التغيير الديمغرافي.