الناشف: مبادئ سعاده أكثر من كافية لنكون أمة واحدة وجيشاً واحداً وسداً منيعا أمام المطامع الأجنبية بو نكد: آذارنا هو رمز تجدّد الأمة مع مولد زعيمها وباعث نهضتها ومؤسّس حزبها الذي نقلنا من الجهل إلى الوعي

أقامت منفذية المتن الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل عشاء في مطعم «شاتو رويال» بعلشميه، حضره رئيس الحزب حنا الناشف، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، العمُد: داليدا المولى، حبيب دفوني ورامي قمر، عضو المجلس الأعلى المندوب السياسي في جبل لبنان الجنوبي حسام العسراوي، وكيل عميد المالية منفذ عام المتن الأعلى نبيل بو نكد، وكيل عميد الداخلية حافظ الأحمدية، ناموس المكتب السياسي سامر زيدان، منفذ عام بيروت حسام زلزلي، منفذ عام الضاحية الشرقية بطرس ابو حيدر، عضو المجلس القومي حافظ الصايغ، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاجتياجات الخاصة نهلا ناصيف رياشي، مدير التحرير المسؤل في جريدة البناء رمزي عبد الخالق، وأعضاء هيئات منفذية المتن الأعلى والغرب وعدد من مسؤولي الفروع الحزبية.

كما حضر الحفل ممثلون عن الحزب التقدمي الاشتراكي، الحزب الديمقراطي اللبناني، رئيس بلدية بعلشمية خالد الدنف، رئيس بلدية القصيبة روجيه نعيمي، نائب رئيس بلدية رأس المتن رجا بو رسلان، وسيم ماضي ممثلاً الشيخ عصام ثابت، والمرشحون للانتخابات النيابية في قضاء بعبدا، د. سهيل الاعور، د. رانية المصري، د. علي درويش ود. زياد عقل، عدد من المخاتير، ممثل عن نادي هلال النصر، ممثل عن جمعية AFDC للتنمية الحرجية، عدد من رؤساء الجمعيات الخيرية، وفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين.

استهلّ الحفل بالنشيدين اللبناني والسوري القومي الإجتماعي، ثم ألقت لارا زيدان كلمة تعريف وترحيب وتحدثت عن معنى ولادة باعث النهضة أنطون سعاده.

بو نكد

وألقى منفذ عام المتن الأعلى نبيل بو نكد كلمة جاء فيها: « طيفكم، مطبوع في القلب والوجدان، ممهور بختم المحبة القومية الاجتماعية، تلاوينكم من حبر هذه الأمة، من صنينها وأرزها، من قاسيونها وياسمينها، من فلسطينها وقدسها، من فراتها ونخلها، من زاغروسها، من اسكندرونها، ونجمتها المتلألئة في بحرها السوري».

تلاوينكم، فيها إشراقة نور، رسمت في هذه الليلة النيسانية، قوس قزح، تزامنت ألوانه البديعة، مع احتفالاتنا الآذارية، ومع أعيادنا القومية، فآذارنا، ليس الأول منه فقط، بل هو، بالفكرة والمبدأ، رمز على امتداد الأيام والسنين، هو رمز انبعاث الانتصار والقيامة، هو رمز الانتصار على الموت، هو رمز تجدّد الأمة مع مولد زعيمها وباعث نهضتها ومؤسّس حزبها أنطون سعاده.

أضاف بو نكد: «أنطون سعاده، الذي انطلق من متننا الشمالي، انطلق ليصنع التاريخ، انطلق ليعلم، ويصارع، ويحاور، ويقاوم، ويهاجم، ويهدي، فكانت العقيدة، وكان الحزب، وكانت المبادئ، وكانت النهضة، وكان الاستشهاد، إنها ملحمة رجل في أمة، وملحمة أمة في رجل».

وقال: «نحن لا نحتفل بميلاد سعاده، لنطفئ الشموع ونتقبّل التهاني، بل نحتفل لأنّ هذا الإنسان العظيم بفكره ومسلكه وقدوته، نقلنا من البلبلة إلى الوضوح، ومن الجهل إلى الوعي، ومن الظلمة إلى النور، ومن الفردية إلى الجماعة، ومن التقوقع إلى الإنفتاح، ومن التفكك إلى الوحدة، ومن الإتكالية إلى الواجب، ومن الفوضى إلى النظام، ومن الضعف إلى القوة، ومن العبودية إلى الحرية، ومن الكيانية إلى رحاب الأمة، فهذا هو معنى الأول من آذار بالنسبة لنا، فتحية إلى رسوله، في آذاره وتموزه، وتحية إلى كلّ مؤمن بهذا الفكر الحضاري المتجدّد».

وتابع قائلاً: تحية إلى كلّ الشهداء الذين سقوا بدمائهم تراب هذا الوطن، واسمحوا لي أن أخص منهم، شهداء منفذية المتن الأعلى، وهم ثلاثة وثلاثون شهيداً، بدءاً من بلدة بزبدين وصليما وقرنايل وكفرسلوان وبتبيات والخريبة وقبيع والعبادية ورويسة البلوط وصولاً إلى بلدة بعلشميه، هذه البلدة التي تستضيف حفلنا اليوم، فيها كرم وشجاعة ورجولة، فيها عنفوان قومي متوارث من زمن الكنعانيين، وقيل إنهم اسموها بعل شمين تيمناً بإله السماء، هذه البلدة، زرعنا فيها بالأمس ثلاثة وثلاثين شجرة أرز، وعلى كلّ أرزة، اسم شهيد من شهداء حزبنا في المتن الأعلى، وتمّ ذلك على قطعة أرض في بلدة بعلشميه حيث سيُقام عليها نصب تذكاري لشهداء من الحزب: غسان ابو منصور، منصور ابو منصور، أمل الحمصي، فادي الدنف، نجيب صويلح، حسيب الدنف، عباس الدنف، عزات العياش، وايضاً الشهيد عاطف الدنف ثائر بطل وقائد عملية حفر نفق التحرّر من قبضة العدو اليهودي، فروحه وأرواح كلّ الشهداء ترفرف فوقنا الآن، تعانق بعضها البعض متحلقة حول روح الاستشهادي الأول البطل وجدي الصايغ، ومع غيره من الشهداء نسور الزوبعة الحمراء الذين سطروا ملاحم بطولية في مواجهة الإرهاب، في لبنان وعلى مختلف جبهات الكيان الشامي الذي يواجه كغيره من كيانات أمتنا، أكبر مؤامرة يهودية اميركية غربية تدميرية، لم نقرأ ولم نسمع مثيلاً لها في التاريخ.

وختم بو نكد: إنّ منفذية المتن الأعلى تقيم حفلها لدعم نشاطات الأشبال أمل المستقبل الآتي ولدعم الطلبة الذين هم نقطة الارتكاز لهذا المستقبل، فنحن نولي اهتماماً خاصاً لهذا النشاط والشكر لكلّ من دعم وساهم، والتحية إلى عناصر القوى الأمنية، وإلى جميع الذين عملوا جاهدين لنجاح هذا الحفل».

الناشف

وألقى رئيس الحزب حنا الناشف كلمة استهلها بتوجيه التحية الى المتن، متن البطولة والرجال والرجولة، متن الشهداء والأبطال، متن الذين وقفوا بوجه عدو شرس، ومتن الذين وقفوا بوجه الرجعية المتمادية، هذا المتن نحن فيه اليوم لنحيي ذكرى ميلاد زعيم الأمة أنطون سعاده، هذا الميلاد الذي أتى في الربيع الذي هو شهر الخصب والعطاء والخلق، وقد أتى ميلاد سعاده في هذا الربيع ليحيي شعباً ويحيي امة ويحيي الوطن السوري».

أضاف رئيس الحزب: «ميلاد سعاده أحيا أمة ظنها العالم أنها ميتة وأصبحت في قبر التاريخ، فجاء سعاده ليجعل منها نبراساً للأمم وكلّ العالم، فيقول سعاده: «منذ الساعة التي عقدنا فيها القلوب والقبضات على الوقوف معاً والسقوط معاً، في سبيل تحقيق المطالب صرنا أمة واحدة تريد الحياة الجميلة، أمة تحب الحياة لأنها تحب الحرية وتحب الموت متى كان طريقاً الى الحياة».

وتابع:»لماذا نحب سعاده ولماذا نؤمن بعقيدة سعاده؟

لأن سعاده كان حربا على الفوضى ودعانا لى النظام، لأنّ سعاده كان حرباً على المفاسد ودعانا إلى الاخلاق لأنّ كلّ نظام لا يقوم على الأخلاق فإنه الى انهيار. فسعاده حثنا على القيم وفضائل المحبة ومحبة الآخر، والعمل للآخر وللوطن والعمل في هذا الوطن، سعاده كان حرباً على الفردية والمصالح الشخصية، كان حرباً على الإقطاع والعبودية والتزلّف وعلى التشرذم والتفرقة.

«أرادنا سعاده شعباً واحداً لا تفرّقه الطوائف أو المذاهب أو الحزبيات الدينية أو الأجناس، أرادنا شعباً واعداً في أمة واعدة تجمعنا بوتقة الأمة السورية التي تفاعلنا مع إنسانها وجغرافيتها، لكي نصبح أمة سورية واحدة، أردانا حرباً على الرجعية العربية والتبعية للأجنبي، وفي هذا الخصوص يقول سعاده: عندما يرى إنساننا يُحيي الأجنبي ويُحيي علم بلاد الأجنبي ويستقبل الاجنبي ويقف صاغراً أمام الدول الجامحة، يقول انْ اختلفوا فانهم سيتفقون على اقتسام خيرات بلادنا، وانْ اتفقوا سيتفقون على اقتلاعنا فهذا هو سعاده وها نحن نشاهد ونرى، بأنّ اتفاقهم هو لاقتلاعنا واقتلاع أرضنا وشعبنا وتاريخنا وتراثنا».

«لقد وقف سعاده بين أبناء شعبه وقدّم لهم عقيدته فوقف المسلم مع المسيحي وقاتل المسيحي مع المسلم، ووقفوا جميعهم بوجه إسرائيل والمحتلين قبضة واحدة، فسعاده دعا للإيمان بالعقيدة القومية التي تحث الرجال على القتال والاستشهاد من أجل الوطن، فهذه هي المبادئ التي نؤمن بها والقيم والمثل، التي هي أكثر من كافية لنكون موحدين وأمة واحدة وجيشاً واحداً وشعباً واحداً، وسداً منيعا أمام المطامع الأجنبية والتعدّيات وهجمات التخلف والتكفير والإرهاب».

وختم رئيس الحزب مستشهداً بكلام الأديب أمين الريحاني الذي قال: «ثلاثة في لبنان خالدون… طبيعته، أرزه، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وبعد 86 عاما لا زلنا نقاتل ونستشهد ونواجه لتبقى أمتنا ويبقى حزبنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى