دير الشيروبيم في صيدنايا.. هيكل ملائكة ومقصد سياحي ديني عريق
يعانق دير الشيروبيم التابع لبلدة صيدنايا السحاب في أعلى قمم القلمون الشرقية باسمه المستقى من الملائكة، وما يحمله من معانٍ روحية ليشكّل صرحاً أثرياً تاريخياً مهماً ومقصداً لراغبي السياحة الدينية في سورية.
ومن قمة الدير تنبسط أمام الزائر إطلالة دمشق والنبك وسهل البقاع وجبال صنين في مشهد ساحر يدفع مَن يزوره مرّة لتكرار الزيارة كلما سنحت له الفرصة.
وتعرّض الدير القديم لاعتداءات إرهابية عدة مما تعرّضت لها المنطقة، وما يحتاجه إلى لمسات عناية تنفض غبار الإرهاب عنه وتُعيد له ألقه كأحد أهم الأديرة السورية القديمة في المنطقة.
الراهب نقولا من دير مارجريوس والشيروبيم في صيدنايا البطريركي عرّف بالدير المؤلف من الدير والكنيسة وساحات كبيرة بالإضافة إلى أكبر تمثال للسيد المسيح عليه السلام ينير أعلى قمة في الدير، مشيراً إلى أنه قبل الحرب الإرهابية على سورية كان مؤلفاً من قسمين أحدهما عبارة عن سلسلة من المغاور المحفورة عددها 23 كان يتعبّد فيها الرهبان بشكل مشترك أو إفرادي، وبجانبها مدرج يعود للقرن الثالث الميلادي كان يجتمع فيه الرهبان مع الأب الروحي لتلقي التعاليم الدينية والقسم الآخر أبنية ضخمة بعضها للأطفال الأيتام والآخر تُقام فيه مخيمات صيفية سياحية ودينية زوارها من داخل وخارج سورية.
وعن تاريخ تأسيس الدير أوضح الراهب أنه يعود للقرن الخامس الميلادي، لكن حصل زلزال أدى إلى تهدّم الأبنية في المنطقة فتمت إعادة بناء الدير بمساعدة دير سيدة صيدنايا.
وفي محيط الدير بستان مساحته 60 دونماً أرضه مباركة، كما يقول الراهب تجري فيه أعمال الزراعة ويضم أشجار التفاح والكرز والمشمش واللوز والكرمة تؤمّن مونة الدير وتقدّم خيراته للأيتام، وفيه بئر ماء تعود للعام 1986.
وينقل صرح الدير الكبير وأجراس كنيسته رسالة البقاء عبر الزمن للحفاظ على أرض مباركة بالمحبة والعطاء بقيت معطاءة بصمود أهلها.
ودير الشيروبيم قرب صيدنايا في سورية على ارتفاع 2000 متر عن سطح البحر.
وتعني كلمة شيروبيم بالآرامية القديمة الملائكة وقد سُمّي الدير بهذا الاسم وفي هذا المكان المرتفع، بحيث يكون هيكلاً للربّ ومكان للعبادة في أعلى القمم الجبلية في سلاسل الجبال القريبة من دمشق. ومن قمة هذا الدير التاريخي يستطيع الزائر مشاهدة دمشق وجبل صنين وجبل الشيخ ومناطق كثيرة بعيدة من سورية ولبنان.
ويتكون دير الشيروبيم من قسمين: القسم الأول يضم سلسلة متتابعة من المغاور المحفورة في باطن الجبل. والقسم الثاني أبنية ضخمة تاريخية مخصّصة للعبادة والإقامة وغيرها.
وتنقسم المغاور في الدير قسمين: مغاور بشكل أماكن لحياة مشتركة رهبانية مغاور مشتركة محفورة بطرق معينة ومخصصة لمشاركة المتعبّدين والرهبان. ومغاور للعبادة بالشكل الأكثر توحّداً مغاور مفردة أو إفرادية حيث يوجد فيها مدرج محفور بالصخر خاص لاجتماع الرهبان مع القس والأب الروحي لأخذ التعاليم في حياتهم الرهبانية.
وأعيد ترميم هذا الدير الأثري الهام في العام 1981 الميلادي وتمّت العناية بالمباني الضخمة والمغاور والكهوف التاريخية وتشجير المكان المحيط بالدير. وقد لاقى الدير أهمية خاصة من صاحب الغبطة البطريرك الراحل إغناطيوس الرابع هزيم الذي كلف الأرشمندريت يوحنا مع أخوية الرهبانية لمتابعة التنمية الروحية والعمرانية لهذا الدير التاريخي العريق.
وبُني قرب الدير تمثال للسيد المسيح يُعتبر الأكبر في المشرق.