موغيريني يرى أن للشعب السوري الحقَّ في تقرير مصيره.. ولافروف يكشف أن اشنطن تؤسس لاستقرار قواتها شرق الفرات
أكدت المفوضة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بأن الحلّ السياسي طريق وحيد للخروج من الأزمة السورية، مؤكدة أن الشعب السوري هو صاحب الحق في تقرير مصيره.
وقالت موغيريني في مؤتمر صحافي مشترك مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا خلال مؤتمر دولي للمانحين لسورية في بروكسل، أمس: «سورية ليست لعبة سياسية .. وعلى السوريين أن يقرّروا مصيرهم بأنفسهم». وأضافت أن «الحل السياسي والمفاوضات هما الطريق الوحيد للخروج من الأزمة في سورية».
كما أشارت موغيريني إلى ضرورة استئناف محادثات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثامن.
من جهته شدّد المبعوث الأممي الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا على أن المكاسب التي حققتها دمشق وحلفاؤها على الأرض في الحرب لا تخدم البلاد نحو السلام.
وقال: «نرى أنه في الأيام والأسابيع القليلة الماضية.. لم تؤدّ المكاسب العسكرية والتقدّم على الأرض والتصعيد العسكري لحل سياسي ولم تجلب أي تغيير.. بل ما حدث هو العكس تماماً».
وفي حديثه حول الأوضاع في إدلب عبّر دي ميستورا عن أمله بعدم تدهورها قائلاً: «إن إدلب تحدّ جديد هام. يوجد هناك حالياً 2,5 مليون شخص. وطبعاً لن تثقوا بأنهم جميعاً إرهابيون. وهناك نساء وأطفال ومدنيون وكلهم يواجهون الوضع ذاته».
وتابع: «نأمل بأن كل ذلك تطور الأحداث سيصبح بالنسبة لنا حجة للاقتناع بأن إدلب لن تتحوّل حلب جديدة أو غوطة شرقية جديدة»، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «نهج تخريب سورية اتخذه عدد من البلدان»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة لن تغادر سورية على عكس تصريحاتها».
وأضاف لافروف عقب اجتماع وزراء خارجية دول منظمة شانغهاي للتعاون في بكين أن «واشنطن تستقر بنشاط على الضفة الشرقية لنهر الفرات ولن تغادر من هناك ورئيس فرنسا يشجّعها».
إلى ذلك، انتهت مساء أمس عملية إخراج الدفعة الرابعة من الحافلات التي تقل الإرهابيين وعائلاتهم من منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، وذلك لنقلهم إلى شمال سورية تمهيداً لإعلان المنطقة خالية من الإرهاب.
وأفاد مصدر بتجهيز 47 حافلة تقل المئات من الإرهابيين وعائلاتهم وإخراجها إلى نقطة التجميع على أطراف بلدة الرحيبة ليصار إلى نقلها دفعة واحدة باتجاه شمال سورية وذلك تنفيذاً للاتفاق الذي أعلن عن التوصل إليه الجمعة الماضي بخصوص إخراج الإرهابيين وعائلاتهم من منطقة القلمون الشرقي.
ولفت المصدر إلى أن عملية إخراج الحافلات تمّت بعد قيام الجهات المختصة بتفتيشها بشكل دقيق لمنع الإرهابيين من تهريب أسلحة وذخيرة ومفخخات خشية استخدامها أثناء تحركهم باتجاه شمال سورية لاتهام الدولة السورية.
وكانت الجهات المختصة صادرت عدداً من البنادق الحربية والمسدسات والقنابل اليدوية والذخيرة الناعمة التي خبأها الإرهابيون بين الثياب وبعض أدوات الإقامة والأغطية وذلك خلال عملية التفتيش الدقيق للحافلات الخارجة من البلدة تنفيذاً لبنود الاتفاق الذي يسمح لكل إرهابي باصطحاب سلاح فردي واحد مع عدد محدود من الطلقات تقدّر بمخزنين فقط.
وقام الإرهابيون في الرحيبة وجيرود والناصرية بتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة ومستودعات ذخيرتهم، حيث سلّموا خلال الأيام الثلاثة الماضية للجيش العربي السوري 30 دبابة وعدداً من العربات والآليات المزوّدة برشاشات وأعداداً كبيرة من الصواريخ المتنوعة إضافة إلى كميات كبيرة من الذخيرة.
ميدانياً، واصل الجيش السوري عملياته جنوب العاصمة دمشق. وأفاد الإعلام الحربي بأن الجيش استعاد مزارع متعددة عند المنطقة الفاصلة بين أماكن انتشار مسلحي تنظيم داعش جنوب الحجر الأسود، ومنطقة انتشار الفصائل المسلحة في بلدة يلدا وصولاً إلى «متنزّه العاشق» و«منطقة البوايك».
مصادر أفادت أن الجيش السوري يستهدف مواقع داعش بقصف مركز في الحجر الأسود ووسط اشتباكات عنيفة متواصلة في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة في جنوب دمشق خاصة.
وأوضحت أن استئناف العملية العسكرية جاء بعد نكث الجماعات المسلحة التفاهم على خروجها من بلدات جنوب العاصمة.
وفي القلمون الشرقي اختار ألف شخص من المسلحين وعائلاتهم التسوية مع الدولة السورية بعدما كان مقرّراً خروجهم كدفعة ثالثة وأخيرة، وفق ما أعلن الإعل