سمير عون لـ«البناء»: حضور القوميين متجذِّر في الشوف ولا يمكن لأي مال سياسي مواجهة هذا الفكر النهضوي
حاورته ـ عبير حمدان
يرتبط سمير عون، مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي في دائرة الشوف وعاليه، بالأرض بشكل وثيق ويؤمن بأن التغيير ضرورة في مواجهة المنطق الطائفي والمذهبي الذي سعى إلى إلغاء كل مَن يخالفه الرأي ورفض مبدأ المشاركة في القرار ولو على حساب مصلحة الناس ومتطلّباتهم.
يؤكد عون أن الحضور القومي متجذّر في الشوف ـ كما في عاليه، كما في كل لبنان ولا يمكن لأي مال سياسي مواجهة هذا الفكر النهضوي الذي ينبذ الطائفية ويدعو إلى بناء الإنسان وإلى قيام الدولة المدنية.
ويرى عون أن القانون الانتخابي الحالي ساهم في إلغاء سياسة «المحدلة»، لكنه كرّس الطائفية، ولذلك من الأجدى أن يكون هناك عمل فعلي لإنجاز قانون انتخابي على قاعدة النسبية الكاملة ويكون لبنان دائرة واحدة.
ويراهن عون على وعي الناس الذي سيحدّد خيارهم ويساعدهم في الخروج من النفق الطائفي والمذهبي المظلم الذي حجب عنهم الإنماء في مختلف القطاعات.
القانون ألغى المحادل لكنه رسّخ الطائفية
نسأل عون عن قرار خوض المعركة الانتخابية في هذه المرحلة تحديداً رغم أن الحزب القومي متجذّر في الشوف، فيجيب: «الحزب السوري القومي الاجتماعي جزء لا يتجزأ من نسيج هذه المنطقة وحضوره فاعل. ومن هنا كان لا بد أن يشارك في هذا الاستحقاق ليساهم في تغيير الواقع المظلم الذي يسيطر على الناس، واليوم يأتي هذا القانون الانتخابي الذي يعتمد النسبية ولو بشكل منقوص، ولكنه يلغي سياسة المحادل الانتخابية مما يترك المجال أمام الجميع للمشاركة والوصول إلى الندوة البرلمانية. ونحن نراهن على وعي الناس وأملهم بالتغيير الحقيقي».
ويرى عون أن مشروع الحزب السوري القومي الاجتماعي هو القوة في وجه الفساد المسيطر على النظام السياسي القائم في لبنان، فيقول: «مشروع الحزب السوري القومي الاجتماعي هو خشبة الخلاص لهذا الوطن. نحن نسعى لبناء دولة المواطنة والعدالة، الدولة المدنية الديمقراطية، دولة تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة ومحاربة الطائفية والفساد والفاسدين».
قوة لبنان بوحدة اللبنانيين
أضاف: نحن نؤمن بأن قوة لبنان تتجسّد بوحدة اللبنانيين، وبمعادلة الجيش والشعب والمقاومة وبانتمائه الى محيطه، والأهم تحديد هوية العدو بعد أن حاول البعض حرف مسار البوصلة لغايات سياسية مشبوهة. وانطلاقاً من هذه الثوابت سنعمل من أجل تحقيق كل القضايا التي ينادي بها حزبنا، إذا فزتُ في الانتخابات وأبرز هذه القضايا تبدأ ببناء الدولة القادرة والفاعلة والقوية، التي تعتز بمقاومتها وجيشها للحفاظ على أمنها وسيادتها وردع الإرهاب والعدوان، والسعي الى إصلاح سياسي للنظام القائم من خلال تحديث القوانين واقتراح مشاريع قوانين تنشّط القطاعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية كافة، ولعل الأولوية هي العمل على إنجاز قانون انتخابي على قاعدة لبنان دائرة واحدة واعتماد النسبية خارج القيد الطائفي مما يُلغي هيمنة المنطق الطائفي والمذهبي وبالتالي نصل الى المساواة المأمولة بين المواطنين، بحيث لا يكون هناك تفرقة بينهم أمام القانون. ويبقى موضوع حماية الثروة النفطية من أي اعتداء في أعلى القائمة الطويلة لبرنامج الحزب السوري القومي الاجتماعي والعمل على الاستفادة من هذه الثروة بشكل فاعل لتعديل ميزان المدفوعات مما يؤثر بشكل إيجابي على الدورة الاقتصادية. وهذا يستدعي منا التعاون الأمني والدفاعي مع دول سورية الطبيعية لحماية أرضنا وسمائنا ومائنا وثرواتنا من أي اعتداء».
قرارنا الإنماء
أما في ما يتصل بالبرنامج الانتخابي يشدّد عون على أهمية الإنماء وتفعيل القطاع الزراعي والسياحي والصناعي: «أنا إبن هذه الأرض التي تستحق منا الكثير، الناس في الشوف كما في كل لبنان يريدون العيش بكرامة من دون أن يضطروا إلى مغادرة قراهم وبيوتهم للبحث عن فرص عمل في الخارج. لذلك أضع على قائمة أولوياتي العديد من العناوين التي تبدأ بتطوير البنى التحتية، وكل ما يتصل بها من خدمات سواء على صعيد صيانة شبكة المياه وتخفيض الرسوم السنوية عليها، والعمل على تطوير محطات توليد الكهرباء وترميم وشق الطرقات الزراعية وصيانة شبكات الصرف الصحي وتوسيع الطرقات وإنارتها. والحدّ من تلوّث مياه الأنهار والينابيع والعمل على تفعيل دول التعاونيات الزراعية المتخصصة وتشجيع المؤسسات المتخصصة بالتصنيع الزراعي وإنشاء مراكز توضيب للخضار والفاكهة والعمل على تطوير التواصل بين المزارع والمُصنّع الغذائي لتأمين تصريف الإنتاج الزراعي المحلي».
لتطوير ميادين التنمية المحلية كافة
ويتابع عون في إطار متصل: «القطاع الصحي لا يقلّ أهمية عن القطاع الزراعي لذلك من المفروض أن نعمل على تطوير وتجهيز المستشفيات والمستوصفات الحديثة في الشوف وكل قرى الجبل، مع ضرورة إنشاء مراكز للتوعية والتثقيف الصحي. وأيضاً علينا التركيز على القطاع التربوي من خلال الحفاظ على المدارس الرسمية وتجهيزها وتطويرها في كل القرى، ذلك أن طلب العلم حق للجميع وليس لمن يملك الإمكانية المادية ويلتحق بمدارس خاصة».
ولا يغفل عون الجانب السياحي والبيئي، وعنه يقول: «كما ترين الطبيعة تتكلّم عن نفسها، في هذا الجزء من لبنان. وهي تستحق منا الحماية من خطر الحرائق والامراض التي قد تفتك بالأشجار، لذلك يجب أن يتم إنشاء مناطق محمية بإشراف الجهات الرسمية المعنية وتسهيل الوصول إليها ووضعها على الخريطة البيئية والسياحية. وبالتالي تصبح مورداً أساسياً للمنطقة، ومن هنا يجب العمل على إقفال المرامل والكسارات العشوائية وتنظيم هذا القطاع بالإطار الذي لا يؤذي الطبيعة. والأهم من كل ذلك السعي الجدي والفاعل لحل أزمة النفايات وإقفال المطامر والمحارق العشوائية حفاظاً على صحة أبنائنا وشواطئنا البحرية ومواردنا المائية».
صناديق الاقتراع ستثبت رؤيتنا وترسّخ نصرنا
أما في ما يتصل بالجانب السياسي والعسكري فلا ينفي عون حتمية النصر الذي يُترجم اليوم على الساحة الانتخابية اللبنانية، وعن ذلك يقول: «لا يمكن فصل المشهد اللبناني الانتخابي عن الواقع الميداني العسكري الذي شهدناه على أرض الشام. والقومي شريك في النصر الذي تحقق ضد الإرهاب وهذا ليس غريباً عن تاريخه المقاوم. لولا الحضور المقاوم للقوميين وحلفائهم، لما كنا نُجري هذا الحديث اليوم من هنا. أؤكد أننا انتصرنا في كل الساحات ومَن يتفوق في الميدان العسكري ويُسقط المشروع الإرهابي يمكنه التفوق في الميادين كافة، ذلك أن الناس تعي الواقع، وتقرأ التاريخ بشكل صحيح وتعرف ما تريد، وصناديق الاقتراع ستثبت رؤيتنا وترسّخ نصرنا».
تصوير: جهاد وهبي