3 شهداء و611 جريحاً في اعتداءات الاحتلال على مسيرات العودة الكبرى عند حدود قطاع غزة
قال قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار مساء أمس، إن خروج الجماهير الفلسطينية تأتي للتأكيد على حق العودة وتمسكنا به وسنسعى لتحقيقه بكل الإمكانيات.
وأضاف السنوار لدى وصوله إلى مخيم العودة شرق البريج وسط قطاع غزة أننا ماضون حتى تحقيق أهداف شعبنا وكسر الحصار.
وأثناء تفقده المصابين بالنقطة الطبية بمخيم العودة شرق خانيونس قال السنوار إن «شعبنا الفلسطيني يزيدنا في كل يوم ثقة بأن التحرير قاب قوسين أو أدنى». وأضاف السنوار أن «شعبًا جوّع وحوصر وقُهر 11 عامًا، ويخرج بهذا الزخم والعطاء هو شعب جدير بالعودة».
ووجّه السنوار التحية إلى الطواقم الطبية والصحافية، وقال: «هؤلاء هم فرسان المعركة بجدارة ونحن فخورون بكم ويجب أن نقبل رأس كل واحد فيكم».
من جهته، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية مساء أمس، أن مسيرة العودة أربكت الاحتلال، وأن شعبنا لن يتراجع عنها.
وقال هنية خلال مشاركته بفعاليات المسيرة بمخيم العودة شرق رفح جنوب قطاع غزة إن «مسيرة العودة أربكت المحتل، وسيعيد حساباته جرائها»، مشددًا على أنها «تضع الخطوات الواثقة على طريق التحرير». وأضاف مستذكرًا أن المكان الذي يقف فيه قد خُطف منه الجندي الصهيوني جلعاد شاليط عام 2006: «أطباقنا الطائرة أصبحت ترعب المحتل فما بالكم بصواريخنا وقنابلنا».
وشدّد هنية على أن لن يجري التراجع عن مسيرة العودة، وستستمر للأمام لكون شعبنا يملك زمام أمرها، وقال: «القرار بأيدينا».
في سياق متصل، قال الناطق باسم حماس فوزي برهوم في بيانٍ له إن جرائم الاحتلال الصهيوني بحق المتظاهرين الفلسطينيين زادت الشباب الثائر إصرارًا على مواجهة العدو وكسر الحصار.
وتحت عنوان «جمعة الشباب الثائر» شارك الفلسطينيون في الجمعة الخامسة لمسيرات العودة الكبرى على حدود قطاع غزة، ورفع المشاركون أعلام فلسطين وأحرقوا الإطارات المطّاطية عند الشريط الحدوديّ، كما نُصبت الخيام مسافة 50 متراً على طول السلك الفاصل استعداداً للمسيرة الكبرى منتصف الشهر المقبل.
وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت استشهاد 3 فلسطينيين، كما أعلنت أن إجمالي الإصابات بلغ 611 ، منها 85 إصابة تعاملت معها المستشفيات و83 تعاملت معها النقاط الطبية، مشيرةً إلى أن الفلسطينيين المصابين استهدفوا بالرصاص الحي والرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأفاد مصدر بأن قوات الاحتلال بدأت تطلق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين عند الشريط الشائك في قطاع غزة.
الاعتداءات الصهيونية استهدفت أيضاً الطواقم الطبية والإعلامية المشاركة في مسيرة العودة. مصدر من منطقة خان يونس أشار إلى أن قوات الاحتلال استحدثت عدداً من الثكنات العسكرية المقابلة لمخيمات العودة عند الحدود مع القطاع.
من جهتها، قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة لـ»الميادين» «هذه أرضنا ولن نتركها رغم الاعتداءات»، مؤكدةً أن الاعتداءات الصهيونية لن تنال من المقاومة ولا من إرداة القتال لدى الفلسطينيين.
كما لفتت أبو دقة «نحن نُقتل بسلاح أميركي وبريطاني وما يجري في سورية والعراق واليمن تتمة لما يجري في فلسطين».
«وكالة معاً» الإخبارية الفلسطينية أفادت من جهتها بأن الشبان الفلسطينيين أحدثوا صباح أمس ثغرة في السياج الفاصل شرق مخيم العودة شرق جباليا شمال قطاع غزة.
وأفادت وسائل اعلامية بأن عشرات الفلسطينيين تمكنوا من اجتياز السياج الفاصل وأحدثوا ثغرة فيه، ما دفع جيش الاحتلال إلى نشر تعزيزات عسكرية إضافية عند الحدود وسط استنفار أمني كثيف. وأضافت وسائل الاعلام أن الشبان الفلسطينيين الذين عبروا السياج في منطقة جباليا شمال القطاع تمكنوا من العودة إلى القطاع.
الأمم المتحدة تندّد
إلى ذلك، دعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، الكيان الصهيوني لمنع قواته من الاستخدام «المفرط» للقوة ضد المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال المفوض السامي زيد رعد الحسين في بيان بهذا الصدد: «نشهد في كل أسبوع حالات استخدام القوة المميتة ضد متظاهرين عُزل، ومن الصعب تصور أن حرق الإطارات أو رمي الحجارة أو حتى قنابل المولوتوف من مسافات بعيدة على قوات أمن محصنة بشكل كبير في مواقع دفاعية قد تشكل مثل هذا التهديد».
وأضاف: «عمليات القتل الناجمة عن الاستخدام غير القانوني للقوة في سياق مناطق محتلة، كما هو الحال في غزة، تعدّ أعمال قتل متعمدة وتشكل انتهاكاً جسيماً لاتفاقية جنيف الرابعة».
وشدد على أنه «يقع على عاتق كل دولة التزام أساسي بموجب قانون حقوق الإنسان في ضمان التحقيق في جميع الخسائر في الأرواح والإصابات الخطيرة ومحاسبة المسؤولين عنها بموجب القانون الجنائي، ويجب أن يؤدي أي تحقيق في الأحداث الأخيرة في غزة إلى هذا الغرض».
ومنذ 30 آذار/ مارس الماضي يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة اعتصامهم السلمي قرب السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار المقرر تواصلها حتى 15 أيار/ مايو المقبل.
وابتدع الشبان في قطاع غزة خلال فعاليات مسيرة العودة بدائل وأساليب مقاومة جديدة لحماية أنفسهم من قمع قوات الاحتلال الصهيوني المستمر لها في كل يوم أبرزها: «الطائرات الحارقة» و»الكاوتشوك» و»المرايا» و»الكمامات البلاستيكة».