متحف جبعدين بيت القلمون العريق.. عَبَق الماضي

جبعدين توأم معلولا قرية سياحية في جبال القلمون السوري تمتاز بطبيعتها الجميلة وآثارها العريقة، إضافة إلى موقعها المميّز، حيث تحيط بها الجبال من كل صوب وتنتشر فيها بعض الآثار والمغر والكهوف.

تقع جبعدين على بعد 60 كم من الشمال الشرقي لمدينة دمشق. سكنها الإنسان القديم البدائي في الكهوف والمغاور المحفورة في الصخور، لكن الأدوات التي كان تستخدم لنحتها فقدت وأتلفت بعبث العابثين من دون إدراك أهميتها الأثرية والتاريخية.

كما تتميز البلدة بمحافظة أهلها على التحدّث باللغة الآرامية لغة السيد المسيح .

متحف جبعدين عبق الماضي واحد من أهم الصروح ذات القيمة الأثرية والتاريخية بيت تراثي عمره يتراوح بين 400 و500 سنة. وهو بيت للتاريخ والأساطير والحكايات يجمع آثار الآباء والأجداد وأدوات عيشهم قبل مئات السنين. هذا ما قاله لنا الدليل السياحي عماد فياض: «آن الآوان اليوم ليفتح باب هذا البيت ويرى النور من قبل الجميع».

وأوضح فياض أن الأهمية التاريخية لهذا البيت تعود لكونه يوثق تاريخ الأدوات الريفية باللغة الآرامية التي تُعتبر أحد عوامل الجذب السياحي من داخل وخارج سورية، مشيراً إلى أن الأجداد القدامى تركوا هذه الأدوات التراثية ليعرف الأبناء تراثهم.

وأشار فياض إلى أن كل المقتنيات الأثرية الموجودة في هذا المتحف كانت موجودة في بيوت أهالي جبعدين وتمّ جمعها خلال الحرب الإرهابية على سورية للحفاظ عليها وعلى تراث جبعدين القديم الذي كان هدفاً للإرهابيين وداعميهم.

وكانت وزارة السياحة افتتحت يوم أول أمس، هذا البيت الأثري كأول متحف تراثي آرامي سوري في منطقة جبعدين احتضن أهمّ المعدّات الريفية الموثّقة باللغة الآرامية.

فاطمة صالح من سكان جبعدين، قالت: إن المتحف قديم جداً، وبجهد أهالي المنطقة تمّ جمع الآثار والحفاظ عليها حتى الآن مطالبة الجهات المعنية بالاهتمام بالأماكن الأثرية وآثارها الفاخرة ورعايتها ليبقى التراث السوري القديم موجوداً في ذاكرة الجيل الحاضر والمستقبل ولتتم المحافظة عليه.

وبيّنت صالح أن الزوار يأمون المتحف بشكل مستمرّ من داخل جبعدين وخارجها، متمنية أن يتمّ توسيع هذا المتحف ليبقى بيتاً للتراث الآرامي القديم وتاريخه الصامد.

ويؤكد أهل البلدة أن جبعدين ستبقى بلدة التاريخ والآثار والحكايات ومتحفاً بشرياً للغة السيد المسيح في سفوح جبال القلمون السورية وستبقى اللغة الآرامية والعادات والتقاليد والتاريخ راسخة في هذه المنطقة.

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى