بري: هناك مَن «يُبرغت» اليوم في دائرتنا

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جعل المشاركة في الانتخابات استفتاء لتأكيد أن لبنان لا يمكن إلا أن يكون أنموذجاً للوحدة الوطنية والعيش المشترك.

وقال: «إن أحد منجزاتنا هو حفظ لبنان وفي قلبه الجنوب، ونحن من خلال الاستحقاق الانتخابي لن نقبل بجعله قرباناً للمصابين بجنون العظمة والمعقدين نفسياً، ولن نسمح بإضعاف الحاضن الشعبي للمقاومة وتحويله من موقع القوة للبنان الى شراع مثقوب تتسلل منه رياح الفتنة».

وتوجّه إلى الجنوبيين قائلاً: «نعم لا أخشى عليكم أن تقعوا في براثن التحريض الطائفي والمذهبي الرخيص». واستشهد بكلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «الداعي إلى نبذ مَن يؤجّج المشاعر الطائفية»، قائلاً «هل يسمع الأقربون خصوصاً». وقال: «نريد إنقاذ البلد من الطائفيين والأنبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان»، من الذين يعتبرون الوطن مزرعة وطاولة لتقاسم المغانم، من الذين يدبرون الأمور في الليل ويديرونها في الليل، من هؤلاء الطائفيين الذين لا علاقة لهم بمصالح طوائفهم بل يستغلونها لمصالحهم الذاتية والانتخابية، واسأل: اين كانوا عندما هجرت شرق صيدا ومن أعادها؟، اين كانوا عندما احتل الجنوب والشريط الحدودي؟، أين كانوا عندما احتلت رميش البطلة الصامدة التي حوّلت مع أخواتها الجنوبيات شتلة التبغ الى اقتصاد مقاومة؟ هل هم الذين أقاموا فيها المدارس والجامعات؟

وأردف: «لن ندفن رؤوسنا في الرمل لتمرير أي مشروع يتصل بالتوطين مقابل حفنة من الدولارات، بل بكل دولارات الأرض»، مؤكداً «رفضنا المسبق أي شروط سياسية تضعها المؤتمرات الجارية لمنح اية مساعدات».

جاء ذلك في الخطاب الذي ألقاه بري في مهرجان عهد القسم الجماهيري الحاشد الذي أقامته حركة أمل في ساحة القسم في صور، حيث امتدت الحشود من الساحة الى الأوتوستراد والطرقات المؤدية الى المدينة.

وخاطب بري هذه الحشود عبر شاشة كبيرة، مشيراً الى أسباب حالت دون حضوره شخصياً سيكشف عنها لاحقاً.

وحضر المهرجان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وعدد من أعضاء الكتلة، أعضاء من كتلة التنمية والتحرير ، مرشحون على لوائح الأمل والوفاء ، راعي أبرشية صور للموارنة شكرالله نبيل الحاج، قيادات حركية ورجال دين وعلماء وهيئات شعبية وتربوية ونقابية وحشد كبير من المواطنين غطى الساحة

ونبه إلى أن اسرائيل تبيت عدواناً ضد لبنان تمهيداً لإرجاع بلدنا سنوات الى الوراء وجعله مشوّه حرب، وهي أعدّت كرة نار ومنظومات حربية عديدة لهذه الغاية. إننا إزاء ذلك ندعو الى زيادة الانتباه ورفع درجة التأهب على الصعيد الوطني لردّ اي عدوان. اننا نؤكد ان الثلاثي الماسي المتمثل بجيشنا وشعبنا ومقاومتنا، سيتمكنون من رد اي عدوان، وستكون لدينا القدرة دائماً على حماية حدود سيادتنا، ونحن نجدّد مطالبتنا أن تشمل مسؤولية الدفاع عن حدودنا ومجالنا الجوي عبر السعي للحصول على منظومات دفاعية لحماية هذا الشعب ولمنع استخدام اجوائنا لممارسة العدوان على اشقائنا.

ودعا الى اتخاذ كل الخطوات لتشكيل رأي عام دولي يعمل على تحرير مواردنا البحرية من غاز ونفط، ورفض كل تواطؤ داخلي في تأخير استخراج ثرواتنا وتحريرها، والى المسارعة لإقرار إنشاء شركة البترول الوطنية والصندوق السيادي وقانون البر، ووضع المراسيم التطبيقية للقوانين النفطية التي اقرّها مجلس النواب .

وأضاف: في الانتخابات أقول من أجل قطع الشك باليقين انها بدأت، ونحن واثقون من المسؤولية العالية التي تتمتع بها أجهزتنا الأمنية ومن تولي جيشنا مسؤوليات الامن الى جانب الدفاع لحماية إجراء الاستحقاق الانتخابي. ونحن بمناسبة ارتفاع الأصوات متهمة أجهزة الدولة بممارسة ضغوط انتخابية نؤكد ضرورة تحييد الأجهزة الامنية الوطنية وغيرها عن التدخل في العملية الانتخابية .

وأردف: إسرائيل فشلت في تقسيمنا طوائف، خصوصاً أن الجنوب عامة والمنطقة الحدودية خاصة، تضم خليطاً من كل الطوائف والمذاهب، وقد عاشت حرماناً رسمياً من الأمن والأمان والتنمية طيلة عهود حتى التحرير، وجل الأمر أن بعض الناس وقعوا آنذاك في فخاخ إسرائيل، وهناك اليوم مَن يحاول أن يسلك الطريق إلى محاولة تدمير فكرة وتجربة ورسالة لبنان وتدميرها عبر سياح انتخابيين أحدهم يبرغت اليوم في دائرتنا، يتكلّمون عن حرية تلة مغدوشة، نسوا من حررها، وعن المشاركة ودائرة جبيل خير شهيد على المشاركة التي يدعون أنهم يتمتعون بها .

أضاف: اننا نطلب الى اهلنا الذين انتسبوا وسكن الامل قلوبهم وكانوا الأكثر وفاء، الأهل في جميع انحاء لبنان التزام الاستحقاق المتمثل بالانتخابات التشريعية، مجدداً عبر اوسع استفتاء لدعم البرنامج الانتخابي الذي سبق لنا وأعلناه في التاسع عشر من شباط الماضي، والذي نضيف اليه اليوم التزامنا بمكافحة جرائم إساءة استعمال السلطة الاقتصادية وكل مظاهر إساءة استعمالها، سواء في شقها التشريعي او التنفيذي او القضائي وفي جميع مجالاتها السياسية او الإدارية. إنني ادعوكم في كل لبنان، خصوصا البقاع والجنوب والضاحية والعاصمة بيروت، الى الاستفتاء للوائح الامل والوفاء واللوائح التي تضم مرشحين للثنائي حزب الله وأمل ونضيف هذا الثنائي الوطني، ونقول اننا نعتبر هذا التوصيف اطراء لنا رغم ان البعض يحاول استهدافنا بهذه الصفة. إني ادعوكم الى تأكيد وحدة صفنا والالتزام بما يصدر عن المصادر الإعلامية للوائحنا والانتخاب لها، ورفع الحاصل الانتخابي واعطاء الصوت التفضيلي لمرشحينا، ونبذ كل محاولات الإثارة والشغب السياسي ومحاولة الايقاع بيننا وبين حلفائنا وشركائنا واصدقائنا الحقيقيين .

وتابع: إننا نحن الذين نشكل طليعة مجتمع المقاومة في لبنان والمنطقة الذين وقفنا موقف الدفاع عن الوطن عن وحدة الوطن، عن عروبة الوطن، عن قضية الوطن عن قضية فلسطين، نؤكد ان مصلحتنا الكاملة هي في التعاون الكامل لمقاومة الفساد والاحتكار. والكهرباء تضيء أمام الأعشى بل الأعمى من هم الفاسدون المفسدون، ويحاضرون بالعفة في الوقت نفسه. كما اننا في سلوك الطريق الى الانتخابات وبانتظار الاستحقاق لا نطلق وعودا في الهواء ولا نرسم مدناً على الرمال ولن نقبل بمحاولات إلغاء وشطب الآخرين وتمليك لبنان وجعل حراس بساتينه وتاريخه وجباله وشواطئه رجالا من الفتن.

إننا ندعو الجميع الى تحويل الاستحقاق الانتخابي يوم السادس من ايار، يوم عيد الشهداء من اجل لبنان، الى عيد مضاف للدخول الى الدولة وأدوارها .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى