ورد وشوك

ورد وشوك

التغابي في معرض الحاجة إليه قمّة الذكاء…

لكنّ الحمق بحدّ ذاته آفة لو استحكمت مفاصل الحكمة في الحياة واستعصت فيها، ضاع الأمل في بلوغ المراد، وفُتحت الأبواب المواربة على مصارعها ليدخل السجال والقيل والقال في أمور قد يكون مؤجّل بحثها، إعمالاً بمبدأ سلّم الأولويات ودرءاً لفتح جبهات مع أو ضد انقسام الساحة إلى ساحات.

قد يعلو الصوت أنّ هناك حالات لا تحتمل التأجيل، والبتّ فيها أمر ضروريّ. هذا والله أكيد، لكن للعلاج مراحل آخرها إعمال الكيّ.

أن تحكم على عضو فعّال في الجسم بالبتر أمر يحتاج إلى التفكير والتدبير وإجراء كلّ الحسابات بما فيها من جمع وتقسيم. واستعمال الميزان في التقييم أمر حتميّ لمواجهة شرّ مستطير قد يهدّد من حيث النتيجة استتباباً للأمن وشيكاً وبثّاً للفوضى من جديد بالغباء المفضوح عند من أتاحت له الظروف أن يتبوّأ كرسيّاً المفروض من يشغله أن يكون له من الذكاء نصيب ولو محدود، لكنه هو بالوراثة معروف أنه فقط محظوظ وبالحماقة مشهور. وعليه، لا بدّ اليوم من وضع النقاط على الحروف والاعتراف بفشله، والسعي إلى تدارك الأمور. ولكن كيف لذلك سبيل؟!

قيل لعيسى بن مريم: «يا روح الله، إنك تحْيي الموتى». قال: «نعم بإذن الله». قيل: «وتبرئ الأكمة». قال: «نعم بإذن الله». قيل: «فما دواء الحمق؟». قال: «هذا الذي أعياني».

فلكلّ داء دواء يستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها، لأن من ابتلي بها يتوهّم أنه أعقل الناس رغم كونه لا يحسن التفريق بين العدوّ والصديق، و الأمر جدّاً خطير. فيا رب إليك المشتكى وحدك بقولك للأمر كن فيكون… قادر على التغيير.

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى