محكمة الليل
محكمة الليل
ما أشبهك بي أيها الليل
وحيداً مثلي
غائبٌ عنكَ القمر
مضطربٌ وما لكَ مُستقرّ
أتشكو إليّ أيها الليل؟
أم أشكو إليك؟
تشكو إليَّ ظلاماً
وأشكو إليكَ ظلماً
أشكو إليك حبيباً
مركبُهُ الهجر
وديدنه القهر.
يا قاضياً للعشق اعدلْ
وقُل في السرّ أو في الجهر
احكمْ
فحكمُك في العشق أمر.
أنا مثلكَ عاشقةٌ أيّها الليل
وكلانا كقاضينا الجليل..
كلُّنا عاشقٌ خجولٌ
خجولٌ… خجول
والعاشقُ في محراب
من يهوى ذليل!
أنا مثلكَ عاشقةٌ أيّها الليل
عاشِقةٌ…
وبالعشق مرّغني الحبيب
أضرمَ في قلبي
شواظاً لا لهيب
حبيبي مُذنبٌ يا قاضياً
لستَ الغريبَ ولا القريب
حبيبي مُذنبٌ
وما إلّاهُ للقلبِ الطبيب
هو ذا حبيبي ها هنا
حبيبي بين قضبان العدالة والغرام
قاصِصْهُ…
بل جرِّمهُ واحكُمْ بما اقترفَ الفؤاد
قد أهرقَ الغرام…
ومارسَ العصيان!
سيّدي القاضي:
أنا كما حبيبي مُذنبةٌ
أجل سيّدي أنا مُذنبةٌ!
ذنبي أنني جاهلةٌ سُبُلَ الهوى
أميَّةٌ في لُغةِ العيون
ما وعيتُ ولا رأيت
ما يُخفيه خلفَ هاتيكَ الجفون
وأنتَ يا حبيبي…
يا ظالمي… يا قاتِلي:
إن خدعَتْني عيناكَ
فما خدعَتْني لمسةُ يديك
يا ظالماً كنتَ
لا بل ما زلتَ
جرحي في الهوى
كم نادَيتني وما أجبتُ إلّا:
لبّيكَ… لبّيكَ… لبّيك!
يا قاضياً برّأ ظالِماً
وأدانَ المظلوم
قلها: لا تثريبَ عليها ولا تثريبَ عليك.
يا قاضياً ظلمنا معاً
سأُنفَّذُ الحكمَ وأقولها لكَ أنت:
لا تثريبَ اليومَ عليك…
لا تثريبَ عليك…
لا تثريبَ عليك
يا قاضي الليل
لا تثريبَ على حبيبي
ولا تثريبَ على الليل.
مها الشعار