نتن ياهو يلهث للإفلات من السجن وترامب لن يمزّق الاتفاق النووي…!

محمد صادق الحسيني

نتن ياهو يصعّد لهجته ضد إيران، ويحاول إظهار نفسه لاعباً أساسياً في الملف النووي الإيراني.

وهو ذاهب للقاء بوتين ليشكوه تعاظم نفوذ إيران في سورية واستعداداتها لنقل أسلحة متطورة إليها لمهاجمة الكيان كما يزعم..!

وهو يجتمع بوزرائه في أجواء يروّج من خلالها أنه يهدف إلى حسم الموضوع الإيراني على خلفية أكاذيبه وأكاذيب ترامب اليائسة والبائسة…!

ونحن نذكّره ونقول لمن يهمّه الأمر أيضاً:

لا نتن ياهو ولا مجلس وزرائه اصحاب قرار في هذا الشأن….

والعين مفتوحة على واشنطن وليس على نتن ياهو….

فمثله لا يستطيع التأوه ألماً دون أمر البيت الأبيض…!

وكل ما يروّج له تهويل فارغ وهروب من المحاكمة التي تلاحقه، وهو يعرف أنه لن يفلت من العقاب ولن يفلت من السجن…! فقبله أقالوا رابين وسجنوا موشيه قصاب وسجنوا أولمرت لأسباب أتفه من أسباب محاكمته التي تحضَّر له…!

وبهلوانياته هذه باتت مفضوحة. وهي لا تنطلي الا على جهال الأعراب من الحكام من أجل ابتزازهم لا غير…!

من جهة أخرى، فإن معارضي الاتفاق النووي مع إيران، من صهاينة يتقدمهم بنيامين نتن ياهو الى محافظين جدد يقودهم جون بولتون ورودي جولياني، يواصلون جهودهم اليائسة لدفع الرئيس الاميركي الى الانسحاب من الاتفاق.

فها هو محامي ترامب ورئيس بلدية نيويورك السابق، رودي جولياني يحاكي صنوه نتن ياهو بحمله ورقة كناية عن الاتفاق النووي ويلوح بها ويعلن أنه يجب تمزيقها امام حشد من بقايا أنصار شاه إيران في واشنطن يوم أمس السبت 5/5/2018. ولكنه فشل، كما فشل من قبله نتن ياهو عبر مسرحيته النووية البائسة، في إقناع أي أحد بمنطقية الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.

وهذا يعني أن اليأس الذي وصل إليه ترامب ورهطه من إيجاد أي ثغرة تساعدهم في ارتكاب جريمة تمزيق اتفاق دولي معتمد في مجلس الأمن الدولي سوف تضطر الرئيس الاميركي أن يتخذ قراراً بعدم اتخاذ أي قرار…!

أي أن لا ينسحب من الاتفاق وفِي الوقت نفسه لا يمدّد العمل بقانون تعليق العقوبات الاميركية ضد إيران.

وهذا يعني:

استمرار الضغط الأميركي على طهران لإجبارها على القبول بإعادة التفاوض على الاتفاق. وكذلك على الملفات الأخرى من برنامج صاروخي الى موضوعة النفوذ الإيراني وما الى ذلك. وهو الأمر الذي رفضته طهران رفضاً قاطعاً…!

لكن ترامب شخصياً يهدف من وراء تعامله مع الاتفاق بهذه الطريقة الضبابية الحفاظ على وسيلة ضغط وابتزاز أساسية تجاه أتباعه من أنظمة الجزيرة مهدداً إياهم بإيران وبسلاحها النووي.

كما أن لترامب أهدافاً داخلية ايضاً من وراء الحملة التي يشنّها، بالتعاون مع نتن ياهو، ضد الاتفاق النووي. فهو قد تعاقد مع شركة أمن إسرائيلية في شهر أيار 2017 لتلفيق تهم وتشويه سمعة كل من: بن روديس Ben Rohdes والذي كان أحد كبار مستشاري أوباما لشؤون الأمن القومي وكولين كال Collin Kahl وهو نائب مساعد أوباما وذلك لأنهما كانا من مؤيدي توقيع الاتفاق. وهي الشركة نفسها التي ألفت وأخرجت مسرحية نتن ياهو النووية الفاشلة يوم الاثنين الماضي.

وقد نشرت هذه المعلومات صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر يوم أمس، السبت 5/5/2018، وذلك في إطار الضغط على ترامب لعدم المساس بالاتفاق النووي، الامر الذي قام وزير الخارجية البريطاني بالتأكيد عليه مجدداً أمس الأحد، حيث سيصل الى واشنطن ويقابل الرئيس الاميركي لهذا الهدف. فيما انضم وزير الخارجية البريطانية السابق جاك سترو Jack Straw، الذي كان وزير الخارجية خلال فترة التفاوض على الاتفاق، الى الأصوات المعارضة للمساس بهذا الاتفاق، حيث قال في تصريح لصحيفة الغارديان، السبت 5/5/2018، بأن اليأس والعجز عن إلغاء الاتفاق قد أوصلا كلاً من نتن ياهو وترامب الى درجة محاولاتهم إلصاق التهم بأشخاص على صلة بمفاوضات الاتفاق في عهد الرئيس اوباما. عندما وصل الامر بأعوان ترامب الطلب من شركة الامن الإسرائيلية الخاصة التحري عن كافة جوانب حياة مساعدي أوباما، بن روديس وكولن كال، الخاصة وعائلاتهم وحياتهم العائلية بحثاً عن مصلحة شخصية لهما في توقيع الاتفاق.

كما طلب اعوان ترامب من الشركة الامنية الإسرائيلية الاتصال بزعماء الجالية الإيرانية في الولايات المتحدة، الذين كانوا على علاقة مع بن روديس وكولن كال. كما طلب هؤلاء المحققون من الشركة الأمنية الإسرائيلية . إلى جانب قيامهم ضباط الشركة الإسرائيلية بتحريات واسعة عن جميع الصحافيين المؤيدين لتوقيع الاتفاق، بدءاً بصحافيي نيويورك تايمز مروراً بصحافيي محطة MSNBC التلفزيونية وصولاً الى موقع صحيفة أتلانتيك الألكترونية الأميركية وصحيفة هارتس الإسرائيلية التي يعتبرها كلٌّ من نتن ياهو وترامب صحيفة يسارية تعمل ضدهما.

إذن هي مؤامرات ومسرحيات فاشلة لم تتمكن من تأمين أسباب مقنعة للرئيس الأميركي لتمزيق الاتفاق النووي الى جانب أن حلفاءه الأوروبيين، وانطلاقاً من مصالحهم التجارية والاقتصادية، لم يساندوه في هذا المنحى.

وعليه فإن أكثر ما يمكن أن يصل اليه الرئيس الاميركي من قرارات، يوم 12/5/2018، بشأن الاتفاق هو ما ذكرناه بداية، أي عدم الانسحاب وعدم تمديد رفع العقوبات لأن بديل الانسحاب وفرض العقوبات مجدداً سيعني قنبلة نووية إيرانية، في ما لو قررت إيران صنعها، اضافة الى تضامن دولي واسع مع إيران قد يشمل عقوبات اقتصادية على الولايات المتحدة من قبل حلفاء إيران. فماذا لو قررت روسيا مثلاً تخفيض كميات الألومينيوم التي تشتريها شركة بوينغ من شركات التعدين الروسية؟ علماً أن شركة بوينغ الأميركية تشتري أربعين في المئة من احتياجاتها من هذا المعدن من روسيا. وماذا لو قامت الصين باتخاذ أي إجراء على صعيد الديون الأميركية أيضاً!؟

أخيراً وليس آخر، فقد أفاد مصدر استخباري يتابع موضوع الاتفاق النووي الإيراني بما يلي:

1 ما يدور من حديث عن مناورة بالقوات ومعلومات

وإشاعات يتم نشرها حول استعدادات لحرب ضد إيران ليست سوى تضليل وحرب نفسية للضغط على إيران لا أكثر.

2 تمّ التأكد من ذلك عبر اتصالات أجريت مع مسؤولين خليجيين وسعوديين أكدوا أن الأوضاع طبيعية ولم تتخذ أي قرارات عسكرية ذات صلة.

اليد العليا لا تزال بيد تحالف المقاومة،

ومحور الشر الأميركي يأفل نجمه يوماً بعد يوم والايام حبلى بالمفاجآت..

بعدنا طيّبين قولوا الله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى