الرئيس الروسي: هدفي في الحياة كما كان سابقاً هو خدمة الشعب والوطن
تمّ تنصيب فلاديمير بوتين أمس، رئيساً لروسيا لولاية رابعة تستمرّ حتى سنة 2024، بعد أن أمضى 18 عاماً في الحكم كرئيس ورئيس للوزراء.
قال فلاديمير بوتين، خلال حفل تنصيبه رئيساً لروسيا، أمس، «إنّ الهدف الرئيس من حياته وعمله، كما كان سابقاً، هو خدمة الشعب والوطن».
وأشار الرئيس الروسي إلى أنه «يعتبر من واجبه ومغزى حياته العمل من أجل مستقبل سلمي ومزدهر لروسيا وحماية شعب روسيا العظيم ومن أجل رفاهية كل أسرة روسية».
وأضاف «في هذه اللحظة، عند تسلّمي منصب رئيس روسيا، أشعر خاصة بمسؤوليتي الهائلة أمام كل فرد منكم، أمام شعبنا متعدّد الأطياف، المسؤولية أمام روسيا، بلد الانتصارات والإنجازات العظيمة، أمام تاريخ الدولة الروسية وأجدادنا، وشجاعتهم وعملهم الجاد ووحدتهم التي لم تُقهر ومواقفهم المقدّسة تجاه الوطن».
وشكر بوتين المواطنين على دعمهم الصادق له في الانتخابات الرئاسية واعتبرها «أصوله السياسية الضخمة ودعمه المعنوي».
وبُعيد حفل التنصيب سمّى بوتين مرة جديدة ديمتري مدفيديف لمنصب رئيس الوزراء، ويُتوقّع أن يصادق الدوما مجلس النواب على هذا الترشيح من دون أي مفاجأة.
وتولّى مدفيديف الرئاسة بين 2008 و2012، إلا أنه لا يحظى بشعبية وتمّ تهميشه في الولاية الأخيرة لبوتين الذي لم يتخلّ يوماً عن مستشاره الوفي.
وقال بوتين واضعاً يده على الدستور الروسي «اعتبر أنه واجبي وهدف حياتي أن أبذل قصارى جهدي من أجل روسيا، في حاضرها ومستقبلها»، في احتفال رسمي في القصر الكبير في الكرملين حضره رؤساء غرفتي البرلمان الروسي والمحكمة الدستورية.
وبعد فوزه بنسبة 76.7 من أصوات المقترعين، وهي الأعلى منذ وصوله الى الحكم، فرض بوتين نفسه بصفته الرجل القوي في روسيا التي عزز مكانتها على الساحة الدولية رغم التوتر المتنامي مع القوى الغربية.
وقال بوتين «سأبذل أقصى جهودي لتعزيز قوة وازدهار ومجد روسيا»، قائلاً «كل قوتنا تكمن في أصالتنا الثقافية ووحدتنا».
وشكر بوتين الشعب الروسي «لدعمه الصادق»، مشدّداً على أهمية هذا الدعم «ليس فقط للدفاع عن موقعنا على الساحة الدولية وإنما أيضاً من أجل تغييرات إيجابية في العمق داخل البلاد».
وبعد ساعات من تنصيبه، أصدر بوتين مرسوماً أعلن فيه أهدافه في ولايته الجديدة، خصوصاً تقليص نسبة الفقر ورفع معدل الحياة إلى 78 عاماً بحلول العام 2024.
أشاد بوتين خلال حملته الانتخابية بالقدرات الجديدة العسكرية الروسية متحدثاً عن صواريخ «لا تُقهر»، لكنه أكد بعد فوزه المظفر أنه «سيعمل على خفض الإنفاق العسكري في 2018 و2019» ونفى «خوض سباق نحو التسلح».
وأكد بوتين أمس، أنّ «الأهم اليوم هو أسلوب حياة جديد، والسيادة والأمن والصحة، هذا ما تتمحور حوله سياستنا».
وكانت الولاية الأخيرة لبوتين شهدت أزمة غير مسبوقة بين روسيا والدول الغربية على خلفية النزاع الأوكراني.
ومنذ ضم القرم، تعاني روسيا من عقوبات قاسية فرضها الغرب الذي تخوض مواجهة معه في الملف السوري في حين تتهم من الولايات المتحدة بالتدخل في الانتخابات لصالح دونالد ترامب.
وازدادت المواجهة حدّة مع حملة طرد دبلوماسيين روس ردت عليه موسكو بتدابير مماثلة إثر اتهامها بتسميم عميل روسي سابق مزدوج في بريطانيا.
وصف فلاديمير بوتين هذه الاتهامات بأنها «هراء» وتحدثت الخارجية الروسية عن وقائع مختلقة.
ووصفت اللجنة الانتخابية الانتخابات التي فاز فيها بوتين بفارق كبير عن منافسيه بأنها «شفافة إلى أقصى حد».
وسيبقى بوتين في الحكم حتى 2024. عندها سيكون في الثانية والسبعين من عمره. ولدى سؤاله بعد فوزه عن احتمال ترشحه في نهاية هذه الولاية، قال «لا بد أنكم تمزحون! ماذا علي أن أفعل؟ أن أبقى حتى يصبح عمري مئة سنة؟ لا».
ولا يتيح الدستور أكثر من ولايتين متتاليتين، إلا إذا أدخلت تعديلات عليه. ويقول الخبراء «إنّ بوتين قد يستغل السنوات الست المقبلة لإعداد من يخلفه وإن كان تحفظ حتى الآن عن أي إشارة إلى الشخص المحتمل».
وقالت أليونا كوزيليفا التي تعمل مساعدة تجارية لدى توجهها أمس، إلى عملها في متجر كبير في موسكو «لا أرى مرشحاً آخر مثله… كل عام تصبح روسيا أفضل وأقوى وأجمل».
من جهة أخرى، اقترح ديمتري ميدفيديف، الذي رشحه الرئيس فلاديمير بوتين لمنصب رئيس وزراء روسيا الاتحادية، أمس، «ترشيح نائب وزير الدفاع، يوري بوريسوف»، لشغل منصب نائب رئيس الحكومة لشؤون مجمع الصناعات العسكرية.
وقال ميدفيديف، خلال اجتماع مع كتلة حزب «روسيا الموحدة» في مجلس الدوما: «هناك مجال آخر – المجمع الصناعي العسكري، وتطوير المجمع الصناعي العسكري من خلال الحكومة، وهناك اقتراح لتعيين نائب وزير الدفاع، بوريسوف في هذا المنصب». وقد شغل هذا المنصب في الحكومة السابقة، ديمتري روغوزين.
وتجدر الإشارة إلى أن يوري بوريسوف، عسكري محترف، في القوات المسلحة في الاتحاد السوفياتي السابق ثم روسيا الاتحادية منذ عام 1978. وفي منتصف العقد الأول من القرن الحالي، كان في قيادة الوكالة الاتحادية للصناعة في روسيا تحت إشراف وزارة الصناعة والطاقة ، وأصبح في عام 2008 نائباً لوزير الصناعة والتجارة في روسيا، وفي عام 2011 أصبح النائب الأول لرئيس لجنة الصناعة العسكرية التابعة لحكومة روسيا الاتحادية، وعين نائباً لوزير الدفاع في عام 2012.
وكانت الحكومة الروسية قدمت، أمس، استقالتها للرئيس بوتين، وذلك بعد اختتام مراسم تنصيبه رئيساً لروسيا الاتحادية.