وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط في بعبدا وتأكيد على الحوار الإسلامي – المسيحي
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «أزمة مسيحيي المشرق نتجت عن الخلل في التوازن في الشرق الاوسط الذي تسبب به الإرهابيون من خلال إشاعتهم اجواء من التعصب شملت المسلمين والمسيحيين على حد سواء، لذلك فإن المحافظة على المسيحيين يتم من خلال تشجيع الإسلام المعتدل، ومساعدتهم محلياً».
واضاف الرئيس عون خلال استقباله وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي ضمّ رؤساء وممثلي الكنائس في الشرق، إضافة الى شركاء وداعمي المجلس من كنائس أوروبا وأميركا وكندا: «يعتقد الناس أن التوازن السكاني هو سبب هجرة المسيحيين، إلا أن الأزمة في أغلبيتها كانت اقتصادية. أن التطهير العرقي لم يحصل في الدول العربية. والسؤال لماذا هاجر المسيحيون وكم بقي منهم في القدس، واحد في المئة؟ منذ إقامة «إسرائيل» في المشرق وهي تمارس سياسة التهجير ليس فقط للفلسطينيين وللطوائف الإسلامية، بل للطوائف المسيحية أيضاً بعد تجريد ابنائها حقوقهم السياسية ومعاناتهم من ازمة اقتصادية، فيما تستمر «إسرائيل» باضطهادها الاديان، وحاولت فرض ضرائب على الكنيسة السريانية، ولكن التحركات المناهضة لهذا التدبير نجحت في احباط الأمر. وكل هذه الاسباب تشكل حقيقة ازمة النزوح المسيحي من الشرق.»
وتابع رئيس الجمهورية: «إن الوضع الاقتصادي والتمييز العنصري في إسرائيل لا يساعدان على إبقاء المسيحيين في فلسطين، وفي مصر ايضاً، حيث قامت مجموعات متطرفة باستهداف المسيحيين الذين نزح قسم كبير منهم بفعل هذه الاعتداءات، على رغم إصرار الدولة المصرية على محاربة هذه المنظمات الارهابية ومواجهتها».
وأكد أن «استهداف المسيحيين لا يقتصر على الشرق، بل في كل دول العالم، ولكن الشرق يحمل معنى رمزياً اساسياً لهم لأنه نقطة انطلاقهم، ولا يمكن تصوّر الوجود المسيحي إذا اضمحل هذا الحضور في فلسطين، فأي وجود سيكون من دون كنيسة القيامة وكنيسة المهد والقبر المقدس… فهذه هي ينابيع المسيحية، وجفافها يشكل الخطر الحقيقي الذي يواجه المسيحيين اليوم، لأن هجرتهم بسبب الحروب قد تنتهي بعودتهم إلى أرزاقهم في حال توفر الحل السياسي السريع.»
وقال الرئيس عون: «إن وضع المسيحيين في لبنان يبقى الأفضل في المنطقة، ولكن هناك خطر يتهدّده أيضاً يتمثل بأزمة النازحين السوريين، وما تشكّله من خطر في ظل إصرار الأمم المتحدة على ربط عودتهم بالحلّ السياسي على رغم وجود أكثر من 80 في المئة من المناطق التي يسودها الهدوء في سورية. وهو أمر غير منطقي لأن لا مهلة محدّدة لهذا الحلّ وقضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خير شاهد على ذلك».
وحذّر من أن لبنان في خطر بسبب النازحين السوريين الذين بلغ عددهم مليوناً و850 الف نازح ناهيك عن اللاجئين الفلسطينيين، ونحن نعمل على حل لهذا الموضوع مع الحرص على عدم وجود أي خطر محدق بالعائدين».
وألقت القائمة بأعمال الأمين العام للمجلس ثريا بشعلاني كلمة شكرت فيها للرئيس عون استقبال الوفد، وقالت: «إن هذا المجلس الذي يترأسه بطاركة الشرق وقدس القساوسة، يمثل أمامكم برؤسائه أو ممثليهم القس حبيب بدر عن العائلة الانجيلية، المطران جورج صليبا ممثلاًً البطريرك اغناطيوس أفرام رئيس العائلة الارثوذكسية الشوفية، المطران كيال ممثلاً البطريرك يوحنا العاشر رئيس العائلة الأرثوذكسية، وأخيراً وليس آخر المطران صياح ممثلاً البطريرك ساكو رئيس العائلة الكاثوليكية. كما حضر أيضاً شركاء وداعمو المجلس من كل كنائس أوروبا وأميركا وكندا.
إنكم، وإذ طالبتم بأن يكون لبنان مركزاً عالمياً لحوار الثقافات والديانات، كما أنكم استضفتم عيد البشارة في صرحكم، فإنكم لَمدركون ومؤمنون برسالة لبنان والشرق الاوسط وبخاصة دور المسيحيين فيه واهمية حضورهم ورسالتهم».
وأضافت: «ان مجلس الكنائس منذ نشأته سنة 1974، يعمل على الحوار المسكوني بين الكنائس والحوار الإسلامي – المسيحي ودعم قضايا العدل والسلام في المنطقة، وبالتالي فهو الى جانبكم والى جانب كل المسؤولين السياسيين والمدنيين في المنطقة الذين يشاركونه أهدافه ورسالته، ويطلب منكم الوقوف الى جانبه في رسالته وعمله».
وثم تحدّث عضو اللجنة التنفيذية للمجلس، القس حبيب بدر شاكراً للرئيس عون الاستقبال ومثنياً على الدور الذي يقوم به من أجل لبنان عموماً، ودعمه للوجود المسيحي في المشرق في شكل خاص، مشدداً على استعداد المجلس وضع إمكاناته في سبيل المساعدة على تحقيق هذه الأهداف