ورد وشوك
ورد وشوك
هي الحياة قد يفوق مُر طعمها حلوه في معظم ما مرَّ بنا من مراحل وسيمرّ عبر سنوات تشكّل حصيلة العمر فيها وهو قصير مهما طال، إذا ما حسبناه في ما مضى منه وما هو آت… ولمفهوم التذوّق فيها حقائق مذهلة بفهمها وتفعيلها قد يتغيّر بنا الحال. فمن المحال تمكنّنا من الإحساس بالنكهة إذا كنّا لا نجيد تمييز الروائح المرتبطة بخلايا الدماغ المسؤولة عن تحريك حاسة التذوّق، أو إيقافها لدى الإنسان أمر يختلف باختلاف الظروف الخارجية للبيئة المحيطة بنا، إضافة إلى أن كل منّا يملك عدداً مختلفاً من براعم التذوّق… والمادة المذاقة لا بدّ أن تكون قابلة للذوبان في الماء ليقوم بعمله اللعاب…
إذاً المذاق ليش حكراً على المأكولات فقد يكون معنوياً مجازياً كما في قوله جلَّ في علاه «كلّ نفس ذائقة الموت»…
وعليه، مهمّ جدّاً أن نبرم مع أنفسنا اتفاق قبل تنفيذه بنا هذا القرار… اتفاق يمكّننا من إحداث التغييرات فنحيل ما هو علقم في حياتنا إلى طعم نحبّه ونستسيغه يناسبنا في درجة حلاه، والتنفيذ يحتاج لأدوات لا بدّ من استحضارها. أهمها الصبر وطول الأناة والنظر دائماً إلى المقدار الملآن في كأسها، واحترام الذات وقبول الآخر بما فيه من تناقضات وتنشيط حاسة الشمّ وإشراك كل الحواس، خاصة في مواسم تفتح الورد بكل الأنواع على أمل أن تفوق رائحته رائحة الموت والدخان بالحب والحنان والاستعداد للعطاء مع تفضيل طعمها المعنوي على الماديات التي يمكن ضياعها واكتسابها في كثير من الأحيان مسؤول عن ذلك اتباعنا للطرق المختلفة في هذه الحياة بينما ماهو معنوي حكر على الشعور والإحساس ويحتاج في تقديره لميزان دقيق يستعمل في قياس النفائس والجواهر التي يحسب لاقنائها ألف حساب هكذا في معظم مثل هذه الأمور نحتاج فيها عند اتخاذ القرار للوثوق بما تمليه علينا خلايا الدماغ باقتدار واقتناع.
رشا المارديني