«ابن عربي»… محاولة لتدجين الشعر على المسرح

يأخذ العرض المسرحي «ابن عربي» الذي يقدّم حالياً على مسرح القباني شكلاً فنّياً جريئاً اتبع التجريب على أكثر من مستوى عن نصّ للفنانين علي صطوف وخلدون قاروط اللذين ذهبا إلى ما يشبه توليفا شعريّاً لحالات شخصية تحاور صوتها الداخلي أو مخيّلتها من خلال ذكريات طفولة يسترجعها الممثل، وهو يتعامل مع قطع ديكور متعدّدة على الخشبة.

وعمل مخرج العرض علي صطوف على إدارة كل من ممثليه خلدون قاروط ورنا ريشة عبر تقنية الحوار العصبي مستحضراً حالة من التماهي، مع ديكور واكسسوار محمد قزق الذي قام بدوره بملء فراغ خشبة القباني بما يشبه ملامح بيت يعيد الممثلان ترتيبه مع تصاعد حالتهما ورواية كورالية للأحداث التي يختلط فيها الشخصي بالموضوعي دون الركون إلى بنية صراع تقليدية في تواتر الأحداث وتدفّقها على مساحة العرض الذي صمّم الإضاءة له بسام حميدي بينما وضع موسيقاه الفنان سامر الفقير مستعيناً بموسيقى فيلم «تحدث إليها»، للمخرج الإسباني بيدور ألمودفار.

وتأتي تجربة الفنان صطوف الثانية بعد عرضه «نديمة» التي قدّمها عام 2014 ليكون هذه المرة أمام تنويع على الصوت وقرينه معتمداً تقنية أقرب إلى مونتاج ضوئي موسيقي يكون فيه مونولوج الممثل وأدواته الانفعالية جسراً مع الجمهور لإيصال مقطوعات من قصص متعددة اعتمدت لغة شعرية لاهثة ورشيقة في محاولة لتدجين الشعر على المسرح والتلوين بين فضاء اللعب وفضاء الفرجة في إشارة قوية لقراءة موضوعات من مثل الحبّ والحرب والإرهاب والموت على مستويات متعددة بين اليومي والصوفي.

يذكر أن عرض «ابن عربي» من إنتاج وزارة الثقافة، مديرية المسارح والموسيقى والمسرح القومي وهو من كتابة كلّ من علي صطوف وخلدون قاروط وإخراج علي صطوف ودراماتورج رانية ريشة وتمثيل خلدون قاروط ورنا ريشة وساعد في الإخراج نوفل حسين وتصميم الديكور والإكسسوار محمد قزق وتصميم الإضاءة بسام حميدي وموسيقى سامر الفقير وتصميم الإعلان والفوتوغراف بسام البدر وتصميم الأزياء والمكياج سهى العلي وتنفيذ فنّي للديكور عروب المصري وتنفيذ الديكور ليلاس عبود وتنفيذ الإضاءة عماد حنوش وتنفيذ الصوت مزاحم عليان ومدير المنصة هيثم مهاوش ومشرف ملابس يوسف النوري وتحريك ديكور محمد مهاوش ومسؤول إكسسوار علي النوري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى