لافروف: واشنطن تريد انتهاك سيادة سورية مع أطراف عربية.. شكري: مهمة جيشنا الدفاع عن الأراضي المصرية
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن قوى خارجية تعرقل إطلاق العملية السياسية في سورية، مؤكداً أن مقترح واشنطن بنشر قوات عربية هناك محاولة لتقاسم مسؤولية خرق السيادة السورية.
ودعا لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، سامح شكري، أمس، جميع الأطراف الخارجية المؤثرة في الأزمة الروسية دون استثناء إلى احترام سيادة ووحدة أراضي سورية والامتناع عن اتخاذ أي خطوات استفزازية يمكن أن تقوض جهود التسوية.
وأكد لافروف أن كل الظروف المطلوبة لإطلاق العملية السياسية في سورية قد نضجت، لكن قوى خارجية تعرقل الإطلاق العملي للعملية.
وقال: «لقد تمّت صياغة كل الظروف لذلك، بما في ذلك ضمن نص الوثيقة المفصلة المعتمدة نتيجة مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، والتي أقرها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا. لكن، للأسف، عندما أصبحنا بصدد تبلور الملامح العملية لمثل هذا الحوار، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا اعتداءها على سورية في 14 أبريل بذريعة مفتعلة تماماً هي استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيميائي ».
وأضاف لافروف أن القصف الثلاثي «لم يكن ضربة على أراضي سورية فقط، بل ضربة للتسوية السياسية للأزمة السورية على أساس الاتفاقات التي توصلت إليها عملية أستانة ومؤتمر سوتشي».
وأكد لافروف أن مقترح الولايات المتحدة بدعوتها الدول العربية إلى إرسال قوات إلى سورية يرمي إلى تحقيق غرض مزدوج الأول هو: تقاسم مسؤولية الخرق المباشر والصارخ لسيادة سورية ووحدة أراضيها، والتي لم تدع الولايات المتحدة ولا غيرها من أعضاء التحالف الذي تتزعمها، إلى أراضيها.
والغرض الثاني: هو تقاسم العبء المالي للحملة الأميركية في سورية، وهو ما تتحدث عنه واشنطن صراحة.
وفي هذا السياق، ثمّن وزير الخارجية الروسي «الموقف المصري من الدعوة الأميركية».
وجدّد لافروف موقف روسيا الرافض لحل عسكري للأزمة السورية، مؤكدا الإجماع الروسي المصري بهذا الشأن.
وقال إن التسوية السورية يمكن أن تتحقق فقط عبر الطرق السياسية، من خلال حوار سوري – سوري شامل يتوافق مع القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في مدينة سوتشي الروسية في 30 كانون الثاني الماضي.
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر لا تعتزم إرسال قواتها إلى الخارج، تعليقاً على مقترح واشنطن للدول العربية بإرسال قواتها إلى سورية.
وقال سامح شكري خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع لافروف، في أعقاب الاجتماع الوزاري بصيغة «2+2» لوزراء خارجية ودفاع روسيا ومصر رداً على سؤال حول المبادرة الأميركية بشأن استبدال قواتها في سورية بقوات عربية: «تناولنا هذا الموضوع في إطار ما هو متداول في الساحات الإعلامية في المقام الأول».
وتابع: «كما أوضحت مصر في العديد من المناسبات فإن خروج قواتها خارج أراضيها، والعقيدة العسكرية المرتبطة بأن القوات المسلحة المصرية مهمتها الرئيسية هي الدفاع عن الأراضي المصرية».
على صعيد آخر، أكد مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى سورية رئيس الوفد الروسي إلى محادثات أستانة ألكسندر لافرنتييف أن الدول الضامنة لمسار أستانة أكدت من جديد الحل السياسي للأزمة في سورية عبر الجلوس إلى طاولة مستديرة ورفضت العمل المنفرد.
وقال لافرنتييف في تصريح للصحافيين أمس «إن اليوم الأول من الجولة التاسعة شهد محادثات ثنائية ولقاء ثلاثياً بين الدول الضامنة وكانت اللقاءات إيجابية وضرورية لبحث تطورات الوضع على الأرض ويتم العمل على البيان الختامي».
وأضاف لافرنتييف «أن النتائج التي توصلنا إليها كانت إيجابية جداً، حيث تعززت عملية مكافحة الإٍرهاب وخاصة ضد تنظيم داعش الذي مازال في بعض المناطق المحاذية للحدود السورية العراقية وضد إرهابيي جبهة النصرة والتنظيمات الأخرى المرتبطة بها مهما حاولت تغيير تسمياتها على كل الأراضي السورية».
وأشار لافرنتييف إلى أن محادثات جنيف حول سورية متعثرة ومن الضروري إيجاد مخرج من هذا الطريق المسدود. وقال «يتم عقد مشاورات بين الوفود والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا وبناء على ذلك سنطوّر بشكل مشترك خطواتنا الإضافية لكسر الجمود في جنيف».
وأعرب لافرنتييف عن أسف روسيا لعدم مشاركة واشنطن في اجتماع أستانة الحالي، لافتاً إلى أن ذلك يعني رفض تأييد الجهود الدولية للبحث عن حل للأزمة في سورية.
وكانت انطلقت فى أستانة صباح اليوم الجولة التاسعة من المحادثات حول سورية بمشاركة وفد الجمهورية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري ووفود أخرى.
وبحث وفد الجمهورية السورية خلال لقاءين عقدهما مع رئيسي الوفدين الروسي والإيراني تفاصيل أجندة الجولة الحالية والقضايا التي تهمّ الأطراف الثلاثة.
وفي وقت سابق اليوم أعلن لافرنتييف أن غياب الولايات المتحدة عن الجولة التاسعة التي انطلقت لن يؤثر على محادثاتها التي تهدف إلى تحقيق المزيد من الاستقرار في سورية.
ونقلت سبوتنيك عن لافرنتييف قوله: إن «عملية أستانة تسير كما هو مخطّط لها ورؤساء وفود الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا ينفذون تعليمات حكوماتهم»، لافتاً إلى أنه لا أحد يشكك بجدوى صيغة أستانة لتحقيق المزيد من الاستقرار في سورية سوى الولايات المتحدة وحلفائها، وبالتالي فإن غيابها لن يؤثر على المحادثات.
كما نقل عن لافرنتييف قوله للصحافيين إن موسكو «لا تعتبر أياً من مناطق تخفيف التوتر في سورية ملغاة». وأضاف «لا نعتقد أن أياً من مناطق تخفيف التوتر انتهى وجودها.. فهناك تحوّل مخطط له في سياق عملية التسوية السلمية في سورية».
وفي سياق آخر، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن الجيش العربي السوري أثبت أنه من أقوى الجيوش في المنطقة.