«سلّتنا» مليانة مشاكل!

إبراهيم وزنه

بالأمس توّج الاتحاد اللبناني لكرة السلّة فريق هومنتمن بطلاً للدوري اللبناني السلّوي، وقبل ذلك بأيام كنا قد شهدنا تتويج «البرتقالي» على منصّة كأس لبنان للعبة الآخذة في التطوّر… اللعبة التي نجح لبنان من خلالها في الإطلالة على «مونديالها» العالمي لمرّات ثلاث. فالحضور الجماهيري اللافت، والمستويات الفنّية العالية التي نتابعها خلال المجريات، والأسماء الكبيرة المنضوية في صفوف الفرق الطامحة، والأداء التحكيمي الحيادي، والمواكبة الإعلامية لبطولاتنا من جهات العالم الأربع، كلها مؤشرات تدلّ على أن «سلّتنا» بألف خير، وكل شيء فيها يدور على ما يرام، لكن الواقع الذي نلمسه ونشهده ونسمع تفاصيله كل يوم يدلّ على عكس ذلك تماماً.

صحيح أن العافية تدبّ في جسد اللعبة على الصعيد الفني، لكن المرض لا يفارق جسدها من الجانب الإداري، صحيح أن الجماهير تواكب بقوّة وفعالية، لكن الجماهير عينها تنسى مهامها في التشجيع الحضاري وتشطح في إطلاق عبارات لم نكن نسمعها حتى إبّان الحرب الأهلية. أعضاء الاتحاد يتابعون المباريات جنباً إلى جنب، لكنهم في الوقت عينه يخرجون ويصرّحون ضد بعضهم البعض. هذا يستقيل ثمّ يتراجع وذاك يحدد موعد استقالته وآخر يطلق صرخته رافضاً فكرة التكاذب.

برأيكم، لماذا هذا التناقض بين ما نشهده من إثارة وفنّيات ونجوم يتألقون بغية إمتاع الجماهير ورفع اسم لبنان عالياً، وبين ما نسمعه ونراه كل يوم من فضائح، تأملوا أن جمهور الرياضي يرفع العلم التركي ويهتف داعش داعش سعياً منه لتوجيه الأذى المعنوي والانساني إلى جمهور هومنتمن، فيردّ جمهور «البرتقالي» هاتفاً لإيران مع حرصه على التباهي برفع علم الجمهورية الإسلامية في مدرّجاته، وحسناً فعل لاعب الرياضي علي حيدر الذي قالها بالفم الملآن بعد فوز فريقه في المباراة السادسة «يا عيب الشوم على هيك جمهور»، وحسناً فعل رئيس الاتحاد بيار كاخيا الذي أعلن عن نيّته بتقديم استقالته وحل الاتحاد، وقبله اعتكف عضو الاتحاد المستضعف من قبل زملائه القويّ بموقفه ورأيه أكرم الحلبي. وأمس أعلن السيد رامي فواز عن قرب التغيير.

يبدو أن ما تشهده المباريات من إيجابيات فنية لا يتناسب مع ما تشهده المدرجات والمكاتب من مناكفات وخلافات. لماذا كل هذا التناقض، بصراحة لأن لبنان لم يتعافَ، وشعبه أصبح شعوبياً.

السياسة فعلت فعلها الخبيث في تمزيق أهله، حيث اللاانتماء الحقيقي للوطن لا تتأملوا خيراً، حيث لا يتوافق الشكل مع المضمون يصبح التكاذب لغة وحيدة بين الناس، والآن، هل عرفتم ما يحصل في السلّة اللبنانية.

الرجاء الانتباه قبل حدوث الانهيار. اللهم اشهد أني قد بلّغت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى