رسالة

رسالة

ويحدث يوماً أن تبكي وتبكي وتبكي

بلا سبب وبلا دموع

تنظر إلى تقاسيم وجهك في المرآة

فتضحك من شدّة البكاء!

تسلّم رسالة منسيّة

إلى ساعي البريد الأخير في البلد

رسالة

إلى «الله» الجميل

أما بعد:

كم «متراً» على شعري أن ينمو بعد

لتكون ضفائري حبل مشنقة جميلة

مناسبة حول عنقي؟

دموع أمي إلى انتهاء على ما أظن

فكم دمعة عليها الادّخار

كي يبقى لي نصيب ولو بدمعة واحدة؟

أخي الكبير يكسر الجدار

يمسح عنه الغبار

لكنّه يبقي قطرات دمه

كم مرّة عليّ أن أعيد؟

لكي يفهم أن هذا ليس «بعد عناق»

ليس أحمر الشفاه لحبيبته

التي غرقت في البحر هرباً من الموت

لقد ترك لنا جارنا كيساً إضافياً

لكن أخبرني

كم كيساً يحتاج أبي

لكي يجمع أشلاءنا جميعاً

ونرحل معاً إليك؟

لكي نحتفظ بأكياس إضافية احتياطاً!

كم مرّة على الحمامة

أن تُصلَب وتُصلَب على حائط المبكى

لكي تنزف بعدها حرّية؟

أحلف بلعبتي وقلادتي

آخر ما تبقّى لي من جدّتي

التي ماتت من الحزن

سمعته يقول إنّك تكره الشعراء

والفقراء والبائسين

حتى أنك تكرهني أنا؟

متى سيتوقف هذا المعتوه

عن إصدار فتاواه؟

كيف يمكنني قتله؟

محتارة بين أن أعزف بنايي الورديّ

أو أن أطيل شعري

ليقصر عمره

أيّهما أسرع؟

سأظل بانتظار جوابك

وإن كان في كون آخر

وفي جغرافيا الوقت الثانية

بانتظارك!

طفلة عربية

ديمة منصور

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى