عقوبات أميركية جديدة تطال 5 إيرانيين بحجة تزويد «الحوثيين» صواريخ بالستية تقارب مواقف بروكسل وموسكو من الصفقة مع إيران

فرضت واشنطن عقوبات جديدة ضدّ شخصيات إيرانية، فيما حذّرت موسكو من العواقب السلبية لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، في حين أقرّ الاتحاد الأوروبي بتقارب مواقفه مع الموقف الروسي.

واشنطن

في السياق نفسه، أعلنت الخزانة الأميركية عن «إدراج 5 شخصيات إيرانية على قائمة العقوبات» بحجة صلتهم بـ «الحرس الثوري» وبرنامج طهران الصاروخي البالستي.

وأوضحت الخزانة في بيان لها «أنّ الإجراءات العقابية الجديدة اتخذت على خلفية الغارات الصاروخية الأخيرة على مدن ومواقع نفطية في السعودية مصدرها من الأراضي اليمنية»، متهمة هؤلاء المسؤولين الإيرانيين بـ «تزويد جماعة أنصار الله الحوثيين بالصواريخ البالستية».

كما حملت الخزانة الشخصيات المستهدفة بالعقوبات «المسؤولية عن الحيلولة دون جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن وتهديد حرية الملاحة في الطرق البحرية الرئيسة بالمنطقة».

وأشارت الخزانة إلى أنّ «اثنين من هؤلاء المستهدَفين، محمود باقري كاظم آباد ومحمد آقا جعفري، مسؤولان في برنامج الحرس الثوري الصاروخي، حيث يشرفان على إرسال مكوّنات الصواريخ والخبراء العسكريين الإيرانيين إلى دول أخرى».

كما طالت العقوبات كلاً من «جواد بردبار شير آمين، ومهدي آذربيشه، ومحمد علي حدادنجاد طهراني، وذلك لصلتهم بالبرنامج الإيراني الصاروخي البالستي».

وأعلنت الوزارة أنّ «العقوبات تقضي بتجميد أصول هؤلاء وفرض حظر على المسؤولين والشركات الأميركية بمزاولة أي نشاط معهم، كما قد تتخذ خطوات عقابية بحق مؤسسات وشخصيات أجنبية تدعمهم».

وشدّدت الخزانة على أنّ «الولايات المتحدة لن تتغاضى عن الدعم الإيراني للحوثيين الذين يهاجمون حليفتها السعودية»، مطالبة جميع دول المنطقة بـ «منع إيران من إرسال قواتها وأسلحتها وأموالها إلى عملائها في اليمن».

وجاء ذلك بعد يوم من تهديد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بفرض «أشدّ العقوبات في التاريخ» على إيران.

موسكو

على صعيد الموقف الروسي، أكد الكرملين أنّ «اتفاق إيران النووي قائم رغم انسحاب أميركا منه»، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، «إنّ الصفقة نفسها لا تزال موجودة مع غياب واشنطن، وإنّ هناك حاجة لعمل مشترك لتقليل العواقب السلبية للقرار الأميركي».

ورداً على سؤال حول تقييم الكرملين للنقاط الـ 12 التي اشترطها وزير الخارجية الأميركي لتطبيع العلاقات مع إيران؟ قال بيسكوف: «كلّ من الكرملين وطهران وأوروبا أعلنوا التزامهم بخطة العمل المشتركة الشاملة بشأن إيران، وأكدوا عزمهم على البقاء ملتزمين بها. وأعربت موسكو وأوروبا عن أملهما في أن تظلّ طهران ضمن إطار الاتفاق. الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي خرجت منه بكل النتائج السلبية. من المهم أن تسأل طهران بشأن ذلك. الصفقة نفسها لا تزال موجودة مع ناقص واشنطن».

وعن عقد لقاء مشترك «فرنسي، روسي، ألماني» لإنقاذ الصفقة الإيرانية وإيجاد حلّ عام للأزمة، قال بيسكوف: «جميع هذه البلدان تظل ملتزمة بخطة العمل المشتركة الشاملة مع طهران».

ومع ذلك نفى بيسكوف أنّ «تكون المفاوضات التي ستجري مع الرئيس الفرنسي أثناء زيارته لروسيا ستركز حول مسألة إنقاذ الاتفاق النووي مع طهران». وقال: «لا يمكن أن تكون إيران هي الجزء المركزي خلال المحادثات مع ماكرون. القضايا الثنائية وغيرها من القضايا العالمية الراهنة ستكون أيضاً جزءاً مركزياً من المحادثات مع الضيف الفرنسي».

وحول غموض مستقبل هذا الاتفاق بدون الولايات المتحدة، والجهود التي يمكن القيام بها لتعزيزه، قال بيسكوف: «هناك فهم للحاجة إلى عمل مشترك لتقليل العواقب السلبية التي تسبّبت بها واشنطن في انسحابها من هذا الاتفاق».

بدوره، صرّح مندوب روسيا الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ميخائيل أوليانوف بأنّ «المطالب التي وجّهها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى إيران، أول أمس، لا معنى لها».

وقال خلال جسر تلفزيوني من فيينا، أمس: «لا معنى لها، ولا يمكن التوصل إلى أي اتفاق على هذا الأساس».

وأشار إلى أنّ «إيران لا يمكن أن تتخلّى بالكامل عن استخدام البلوتونيوم، كما تطالب الولايات المتحدة». وأضاف: «لا يمكنها الولايات المتحدة فهم أنّ لإيران حقوقاً سيادية بما في ذلك الحق في استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية».

وعبر عن «اعتقاده أنّ أسباب قرار واشنطن حول الانسحاب من اتفاق إيران النووي تعود إلى عجز الإدارة الأميركية الحالية وانعدام الفهم الكامل للصفقة نفسها».

وأضاف «أنّ الأعمال الأميركية تؤثر على الحوار حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية».

وفي السياق، اعتبر عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي، النائب سيرغي جيزنيك، «أنّ مطالب الولايات المتحدة الـ12 للتطبيع مع إيران تبدو كمحاولة للابتزاز السياسي والاقتصادي، وتشكل استفزازاً واضحاً وتهديداً غير مقنع».

وأشار السياسي الروسي إلى أنّ «بومبيو يخلط بين عدم شرعية وجود القوات المسلحة الأميركية في سورية والشرعية الكاملة للطاقة النووية الإيرانية السلمية».

لندن

على صعيد أوروبي، قال المتحدث باسم وزارة التجارة الدولية البريطانية «إنّ بلاده ملتزمة بشكل كامل بتنمية علاقاتها الاقتصادية مع إيران»، وذلك رداً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي حول سياسات واشنطن الجديدة تجاه طهران.

وأضاف المتحدث «أنّ بريطانيا إلى جانب شركائها الأوروبيين متمسكة بتطبيق بنود الاتفاق النووي بشكل كامل».

وصرح «أنّ لندن وبالتعاون مع شركائها تقوم بمشاورات حول سبل تعاون الشركات البريطانية والأوروبية مع إيران في ظل الحظر الأميركي، بحيث تتمكن إيران من الاستفادة من إلغاء الحظر جراء الاتفاق النووي».

الاتحاد الأوروبي

أعلن سفير الاتحاد الأوروبي لدى موسكو، ماركوس إيدرير، أمس، عن «تقارب مواقف أوروبا وروسيا إزاء الصفقة النووية مع إيران».

وقال إيدرير، على هامش المنتدى الثامن للمناطق الشريكة لمقاطعة كالينينغراد الروسية: «مواقفنا إزاء خطة العمل المشتركة الشاملة والصفقة النووية مع إيران متقاربة. وهذا ما يعزز اعتقادي بأن علينا أن نتعاون في مسارات لا تزال قائمة في العلاقات بين دولنا، ومنها الثقافة والعلم والتعليم والتعاون بين الأقاليم».

وأشار الدبلوماسي الأوروبي بهذا الخصوص إلى «ضرورة التركيز على تحدّيات دولية لا تستطيع دولة واحدة مواجهتها بمفردها بل تحتاج إلى جهود جماعية، ومن بين هذه التحدّيات العلاقات مع إيران والصفقة النووية الإيرانية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى