تجديد الثقة بمادورو… فائض كرامة
ديانا فاخوري
أثبتت جمهورية فنزويلا البوليفارية مرة جديدة، بأنها دولة مؤسسات تحترم الاستحقاقات الديمقراطية التي من خلالها يعبّر الشعب الفنزويلي عن خياراته واتجاهاته.
انتخابات الرئاسة في فنزويلا شكلت حدثاً مهماً، فمن جهة أكدت التزام المسار الديمقراطي المعمول به في هذا البلد، ومن جهة أخرى اختيار الفنزويليين نيكولاس مادورو رئيساً لهم، بما يعدّ تجديداً للثقة ليس بـ «البولفارية» وحسب، بل بـ «التشافيزية» اللتين جعلتا من فنزويلا نداً للدولة الأميركية العظمى. وبهذه الثقة ظهر أنّ لدى الشعب الفنزويلي فائض كرامة وعنفوان.
هنا، ليس مهماً الموقف الأميركي المشكّك بنتائج الانتخابات الفنزويلية ونزاهتها، بل المهمّ أنّ القيادة الفنزويلية المناهضة للغرب واجهت كلّ محاولات التطويع والابتزاز والترهيب، وذهبت إلى أكثر من استحقاق ديمقراطي، وحازت ثقة الشعب، وهذا ما عرّى القوى التي تدور في فلك الغرب.
مادورو الآتي رئيساً بأصوات الفنزويليين الأحرار، يرفض ما تتعرّض له بلاده من ضغوط وحصار، ومن تشويه غربي متعمّد لصورتها، وعلى الرغم من حزمة العقوبات الاقتصادية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بُعيْد الانتخابات الرئاسية، كان أوّل قرار للرئيس مادورو الفائز بثقة شعبه مجدّداً، طرد القائم بالأعمال الأميركي من فنزويلا، في قرار حكيم وجريء، لقائد شجاع يعرف معنى الكرامة، ويدافع عنها بنبل وإخلاص.
أمام موقف الرئيس مادورو المدافع عن كرامة شعبه وسيادة بلاده والمنتصر لقضية فلسطين، نعود بالذاكرة إلى مواقف الرؤساء الخالدين، فنستذكر الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كان حاسماً في الموقف، ثابتاً على الحق، متمسكاً بالسيادة والكرامة في مواجهة أعتى الدول وأقواها. فتحية الى رؤساء تحدّوا المشيئة الأميركية، وكرّسوا الحق بالمقاومة.
لفنزويلا قيادة وشعباً تحية الأحرار. أما أولئك الذين يشغلون العروش في العالم العربي، والذين نأوا بأنفسهم عن فلسطين ولا يتجرأون على اتخاذ موقف ضد «إسرائيل»، فهؤلاء أذلاء وجزء من «صفقة القرن».