لافروف: على جميع القوات الأجنبية المغادرة من منطقة خفض التوتر الجنوبية بسورية
ذكّر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بأن جميع التشكيلات المسلحة الأجنبية يجب أن تغادر منطقة خفض التصعيد الجنوبية الغربية في سورية، مضيفاً أن بلاده تجري حواراً مع أميركا والأردن حول ذلك.
وصرح لافروف في كلمة ألقاها في ندوة «قراءات في إرث بريماكوف» في موسكو أمس، قائلاً «لدينا اتفاقات معروفة جيداً حول منطقة خفض التصعيد الجنوبية الغربية، تم التوصل إليها بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن، و«إسرائيل» تعرفها بشكل جيد، وتفترض هذه الاتفاقات أن منطقة خفض التصعيد هذه يجب أن تعزز الاستقرار وأن هذه المنطقة يجب أن تغادرها جميع القوات غير السورية».
وخلص رئيس الدبلوماسية الروسية إلى القول «أعتقد أن هذا يجب أن يحدث في أقرب وقت ممكن، والآن نحن نقوم بذلك، بما في ذلك بالتعاون مع الزملاء الأردنيين والأميركيين».
لافروف أشار إلى أن الكثير من الحالات التمثيلية لمزاعم استخدام الكيميائي أتت في إطار الحملة الغربية لتغيير النظام في سورية.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف نفى أي علمٍ لموسكو حول ما يقال عن اتفاق روسي «إسرائيلي» حول الحدود الجنوبية لسورية.
وأشار بوغدانوف إلى أنّ بلاده دعمت فكرة عقد اجتماعٍ ثلاثي روسي أردني أميركي حول منطقة خفض التصعيد جنوب سورية، مؤكداً أنّ الاتصالات مستمرة مع الأردنيين والأميركيين حول هذا الأمر.
ولم يذكر بوغدانوف موعداً للاجتماع، قائلاً أنه «كلما كان الاجتماع أسرع، كان ذلك أفضل».
وكان لافروف أكّد الاثنين أن قوات الجيش السوري هي الوحيدة التي يجب أن ترابط على الحدود الجنوبية لسورية، مؤكداً أن الاتفاق على إنشاء منطقة خفض التوتر جنوب غرب سورية نص منذ البداية على أن القوات السورية فقط يجب أن تبقى على تلك الحدود.
وفي سياق متصل، اتفق أعضاء مجلس الأمن الدولي على ضرورة الالتزام بمندرجات القرار 2401 المتعلق بوقف القتال في سورية والسماح بإيصال المعونات وحماية موظفي الإغاثة والطبابة من الأذى، واحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها.
وبعد مشاورات مغلقة قرأت رئيسة مجلس الأمن الدولي ما تمّ التوافق عليه بين الدول الأعضاء في عناصر إعلامية.
وكان المجلس قد استمع في جلسة علنية إلى إحاطة من مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية طلب فيها دعم المجلس لإفساح المجال أمام الوصول إلى مليوني نسمة يصعب إيصال المساعدات إليهم وأكد أن سورية لا تزال أكبر عملية إغاثة إنسانية في العالم.
على صعيد آخر، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية أن أنقرة وواشنطن وضعتا خارطة طريق بشأن مدينة منبج السورية تشمل انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية من غربي نهر الفرات خلال شهر واحد.
وأوضحت الوكالة أن هذه الخطة تمّت صياغتها خلال اجتماع لمجموعة العمل التركية الأميركية في أنقرة الأسبوع الماضي.
ونقلت «الأناضول» عن مصادر قالت إنها شاركت في الاجتماع أن الإعلان عن الاتفاق النهائي حول منبج سيجري خلال لقاء وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مع نظيره الأميركي، مايك بومبيو، يوم 4 حزيران/ يونيو المقبل في واشنطن.
ووفقاً «للمعلومات الاستخباراتية»، التي حصلت عليها «الأناضول»، فإن قادة هذا التنظيم باشروا الخروج من منبج إلى مدينة عين العرب كوباني شمالي سورية، شرق نهر الفرات، ليتوجّهوا منها إلى بلدة عين عيسى.
وتنصّ المرحلة الثانية من خريطة الطريق، حسب «الأناضول»، على تولي عناصر من القوات المسلحة والاستخبارات التركية والأميركية مهمة مراقبة المدينة بعد 45 يوما من الاجتماع المقرر في 4 حزيران/ يونيو.
وستتم إعادة صياغة تفاصيل آلية المراقبة وفقًا لاحتياجات المدينة.
وتنص المرحلة الثالثة على تشكيل إدارة محلية في غضون 60 يوما، ومن المخطط أن يجري إنشاء المجلسين المحلي والعسكري، اللذين سيوفران الخدمات والأمن في المدينة، حسب التوزيع العرقي للسكان.
ولفتت المصادر إلى إمكانية تغيير بعض تفاصيل الاتفاق خلال اجتماع واشنطن، مؤكدة الحفاظ على الخطوط الرئيسية المتفق عليها في اللقاءات.
وكان وزير الخارجية التركي أعلن أن قوات أميركية وتركية ستدير منبج السورية حتى يتم تشكيل إدارة فيها، وقال إن «وحدات حماية الشعب» ستنسحب من المدينة حتى نهاية فصل الصيف، في حال تم التوصل لاتفاق مع واشنطن.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، قد أكدت الثلاثاء، أن «مجموعة العمل التركية الأميركية اجتمعت في العاصمة أنقرة الأسبوع الماضي، وهناك مباحثات ستتم في هذا الشأن يجريها وزيرا خارجية البلدين التركي مولود جاويش أوغلو، والأميركي مايك بومبيو في واشنطن في 4 حزيران/ يونيو المقبل».
من جهته، نفى شروان درويش المتحدث باسم «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قسد»، انسحاب الوحدات الكردية من منبج تمهيداً لدخول قوات تركية إليها.
وقال درويش أمس، لوكالة «هاوار» الكردية إن «التنسيق مستمر بين مجلس منبج العسكري وقوات التحالف الدولي، ولا صحة لما يروّج عن انسحاب قوات المجلس من المدينة». وأضاف: «بعض الجهات تحاول استهداف الأمن والاستقرار في المدينة من خلال نشر أكاذيب عارية عن الصحة»، منوهاً بأنهم على علم باجتماع بين التحالف الدولي وتركيا، ولم يتوصلا بعد إلى أي اتفاق حول مصير منبج.
ولفت درويش إلى أن وفداً من وزارة الخارجية الأميركية زار «مجلس منبج العسكري» يوم أمس، مضيفاً أنهم «أكدوا دعمهم لقوات المجلس».
إلى ذلك، عمت المظاهرات مدينة الرقة شمال سورية مطالبة «قوات سورية الديمقراطية» بالخروج والانسحاب منها على خلفية حملات التجنيد الإجباري للشبان وحملات «اعتقالات تعسفية» بحق الأهالي.
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصادر محلية في المدينة، أن هذه المظاهرات التي انطلقت مساء الثلاثاء من شارع «أبي بن كعب» في حي «المشلب» في المدينة أعقبتها دوريات تابعة لـ«قسد» حاولت فض هذه المظاهرات بالرصاص الحي.
من جهته أشار ما يسمى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى عودة التوتر لمدينة الرقة، إذ شهدت مظاهرات ضمت عشرات المواطنين، طالبوا خلالها بخروج قوات «قسد»، وشملت المظاهرات منطقتي المشلب والرميلة في الأطراف الشرقية والشمالية الشرقية من مدينة الرقة، وتصاعد التوتر بعد وصول دوريات من قوات الأمن تابعة لـ «قوات سورية الديمقراطية» إلى منطقة التظاهر، واعتقلت متظاهرين في المدينة.