دمشق: التحالف الدولي استهدف المدنيين في الحسكة والرقة ودير الزور.. وبوتين يدعو أوروبا لمساعدة السوريين لتقليص عدد المهاجرين إليها
طالبت الخارجية السورية مجلس الأمن بالتحرّك الفوري لوقف «عدوان» التحالف الدولي عقب استهدافه المدنيين في الحسكة ودير الزور والرقة «عقاباً» على رفضهم الانضمام لقوات مدعومة أميركياً.
وجاء في بيان الخارجية السورية وجّهته للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي: «التحالف المارق على الشرعية الدولية استهدف أهالي عدد من القرى في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور عقاباً لهم على رفضهم الانضمام للميليشيات الانفصالية العميلة للولايات المتحدة الأميركية».
وطالبت الخارجية في بيانها مجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والتحرك الفوري لوقف المجازر التي يرتكبها هذا التحالف، وإنهاء الوجود العدواني غير الشرعي للقوات الأميركية والأجنبية الأخرى على الأراضي السورية.
كما أكدت الخارجية أن استمرار هذا التحالف بارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري وبدعم الإرهاب هدفه الوحيد تقويض سيادة ووحدة وسلامة أراضي سورية، وإطالة أمد الأزمة فيها.
وكانت وكالة «سانا» أفادت بمقتل 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال بقصف جوي نفذته طائرات التحالف الدولي مؤخراً في قرية جزاع شمال الدشيشة في الريف الجنوبي لمدينة الشدادي، حيث يتعمّد التحالف تدمير منازل المدنيين ولا سيما في القرى التي ترفض الانضمام لقوات «قسد» قوات سورية الديمقراطية .
وفي سياق متصل، وجهت منظمة العفو الدولية أصابع الاتهام إلى التحالف الدولي لتسبّبه بمقتل عدد من المدنيين خلال حملته ضد تنظيم «داعش» في سورية «لم يتخذ التحالف ما يكفي من الإجراءات لحماية المدنيين».
ودعت العفو الدولية التحالف للاعتراف بحجم الدمار الذي تسبب فيه، وإلى توفير المعلومات اللازمة لتحقيق مستقل فضلاً عن تقديم تعويضات للضحايا.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ختام محادثاته مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، أمس، أن فيينا مستعدّة للانضمام إلى عمليات إنسانية تنظم لدعم أهالي سورية.
وقال بوتين: «إذا كانت أوروبا تريد تقليص عدد المهاجرين، بمن فيهم الوافدون إليها من سورية ودول الجوار، فيجب أن تساعد الناس على العودة إلى منازلهم وتنظيم الحياة الطبيعية في بلدهم».
وكان الرئيس الروسي أجرى، الذي وصل إلى فيينا في زيارة عمل، محادثات مع نظيره النمساوي، ألكسندر فان دير بيلين، تناولت عدداً من الملفات الدولية والإقليمية، بما فيها الأزمة السورية، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين.
على الصعيد الميداني، أعلنت «وحدات حماية الشعب الكردية» سحب مستشاريها العسكريين من مدينة منبج.
وأوضحت «الوحدات» أن انسحابها يأتي بعد وصول «مجلس منبج العسكري» إلى الاكتفاء الذاتي في مجالات التدريب، وأكدت أنها ماضية في ملاحقة الإرهاب وأن قواتها ستقدّم الدعم والعون لمنبج عندما يقتضي الأمر، وفقاً لبيان «الوحدات».
وزير الخارجية التركيّ مولود جاويش أوغلو قال إن عملية جمع الأسلحة الأميركية من المقاتلين الكرد في منبج ستبدأ خلال 10 أيام، وإنّ خريطة الطريق في المدينة ستطبّق في مدن أخرى.
وفي مؤتمر صحافي من أنطاليا أكد جاويش أوغلو أنّ الاتفاقات مع أميركا في سورية ليست بديلةً من العمل مع روسيا، بل إنّها مكمّلة له، مشدداً على أن لا وجود لأي دور ثالث في منبج، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وبلجيكا.
وكشف جاويش أوغلو أنه سيكون هناك تعاون رباعي في منبج بين تركيا والولايات المتحدة وبغداد وأربيل، وقال «تنظيم PKK تنظيم إرهابي، ولا يمكننا تسليم مدينة لمنظمة إرهابية، ففي مدن الأغلبية العربية سيكون العرب موجودين بالإدارة والأمن، وفي مناطق الأغلبية الكردية، ستكون الإدارة للأكراد غير المرتبطين بالتنظيم الإرهابي»، بحسب تعبيره.
وكانت الخارجية الأميركية أكدت أن خريطة طريق بخصوص مدينة منبج السورية اتفق عليها أول أمس وزيرا خارجية الولايات المتحدة وتركيا تقضي بسحب المقاتلين الأكراد من المدينة إلى ضفة الفرات الشرقية.
وأعلن مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأميركية للصحافيين اليوم أن واشنطن وأنقرة سوف تواصلان مناقشة تفاصيل خريطة الطريق التي اتفق عليها أمس وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو في واشنطن.
وقال المسؤول إن خريطة الطريق هذه تشكّل أرضية دبلوماسية واسعة وتطبيقها سوف يتطلّب الالتزام بالنقاط التي سيجري النقاش بشأنها، استناداً إلى ما يجري على الأرض، مشيراً إلى ضرورة أن تكون هذه النقاط مقبولة لكلا الطرفين.
وأعرب المسؤول عن تمسك الولايات المتحدة بالمسؤوليات المترتبة عليها بموجب هذه الوثيقة في ما يتعلق بضمان انسحاب الوحدات الكردية إلى شرق الفرات.
وشدّد المسؤول على أن الولايات المتحدة لا تزال على اتصال مستمر مع روسيا، عبر القنوات الخاصة بمنع وقوع الحوادث بين الطرفين في سورية، بخصوص الوضع في منبج، مؤكداً اهتمام واشنطن بالحفاظ على هذه الاتصالات.
وذكر المسؤول أن الولايات المتحدة تتوقع أن تسلَّم إدارة المدينة إلى الأهالي «دون مظاهر عسكرية»، مضيفاً أن واشنطن تبحث هذا الموضوع مع أنقرة التي لا تزال على اتصال دائم بموسكو وغيرها من الأطراف المعنية.
وفي السياق الميداني، أمنت وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الحليفة جميع النقاط التي تسلّلت إليها مجموعات إرهابية من تنظيم «داعش» خلال اليومين الماضيين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي وأوقعت في صفوفها خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وأفاد مصدر حربي من دير الزور بأن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة نفذت عملية مركزة على إرهابيي تنظيم «داعش» الذين تسللوا خلال اليومين الماضيين إلى عدد من النقاط العسكرية والمناطق المهمة باتجاه بلدات الجلاء والحسرات والسيال عند الضفة الغربية لنهر الفرات في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.