زرع قرنية صناعية لسبعينية فقدت بصرها سنتين فاستعادته
نجح فريق طبي في مشفى العيون الجراحي لأول مرة على مستوى سورية بزراعة قرنية صناعية لمواطنة سورية سبعينية تدعى تغريد، وأعاد إليها البصر بعد سنتين من فقدانه.
مديرة المشفى الدكتورة رنا عمران التي أجرت العمل الجراحي مع الدكتور سومر درويش وفريق طبي متكامل أوضحت أن المريضة تعاني من داء جوغرن. وهو مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى تكثف بالقرنية وفقدان الرؤية في مراحله المتأخرة. وقد راجعت المشفى مع شكوى من فقدان البصر بالعينين.
ولفتت الدكتورة عمران إلى أن الاستطباب الوحيد لحالتها كان زرع قرنية صناعية في العين اليسرى، باعتبار أن زراعة قرنية طبيعية سيعرضها للمشكلة نفسها. وقالت «مع اتخاذ القرار كان هناك تحدّيان: الأول عدم إجراء هذا النوع من العمليات في سورية على مستوى القطاعين العام والخاص وصعوبة استيراد قرنية صناعية نتيجة الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة على البلاد».
وأضافت «بجهود شخصية لأطباء في المشفى استطعنا استيراد القرنية وإجراء العملية يوم الاثنين الماضي وتمكنت المريضة في صباح اليوم التالي للجراحة من الرؤية بدرجة 5/10».
ومع استعادة المواطنة السورية بصرها فتح باب أمل جديد لعشرات الحالات المشابهة، وخاصة حالات الفقاع والحروق الكيميائية والحرارية، لكن المؤسف أن التدبير الطبي الجديد لا يفيد المرضى الذين يحتاجون قرنية طبيعية.
بدوره عبر الدكتور درويش عن ارتياحه لنتيجة العمل الجراحي والذي تضمن إزالة القرنية وزرع أخرى صناعية بديلة، مبيناً أن هذا النوع من الجراحة كان يحتاج فقط لمبادرة وجرأة وجهود لتأمين القرنية، أما من الناحية التقنية فهو «ليس صعباً»، معتبراً أن واجب كل طبيب أن يبحث عن كل الخيارات الممكنة لعلاج مريضه بدل اللجوء للحلول التقليدية أو إرسال المريض للخارج وتحميله أعباء كبيرة.
وتعود قصة تغريد إلى سنوات عدة كان تشكو خلالها من مشكلة في العينين. وأجرت استشارات طبية من دون تحديد السبب، حسب قريبتها سلمى التي أوضحت أن التدابير كان تقتصر على علاج الأعراض ما تسبّب في انطفاء العين اليمنى وفقدان البصر تدريجياً في اليسرى، مشيرة إلى أن رحلة المعاناة استقرت أخيراً في مشفى العيون، حيث تمّ تشخيص الحالة بدقة واتخاذ قرار زرع القرنية الصناعية.
وتبقى المعاناة الأساسية أمام المرضى الذين يحتاجون لزراعة قرنيات طبيعية هي الانتظار الطويل لصعوبة استيرادها نتيجة الحصار الاقتصادي، حيث يبين معاون مدير المشفى الدكتور جوزيف سلوم «أن المريض قد يضطر للانتظار عاماً وأكثر ليحين دوره وتؤمن القرنية الطبيعية».
ولفت الدكتور سلوم إلى وجود بنك عيون وتشريعات وقوانين تغطّي المتبرعين بالقرنيات، لكنها ثقافة لم تنتشر بعد في المجتمع السوري ما يُضطر الأطباء إلى استيراد قرنيات من الخارج.
سانا