الأحزاب: يوم القدس هذا العام يكتسب أهميته من لحظة اشتداد التآمر على فلسطين
أكد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية أنّ الاحتفال بيوم القدس هذا العام يكتسب أهميته من كونه يأتي في لحظة اشتداد التآمر على القدس وفلسطين في سياق ما يسمّى «صفقة القرن».
جاء ذلك في بيان للقاء عقب اجتماعه الدوري أمس، في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي، بحضور منسّق اللقاء النائب محمد خواجة.
وتداول المجتمعون التطوّرات والمستجدات المحلية وعلى صعيد المنطقة، وتوقفوا خصوصاً عند حلول يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان «والذي حدّده الإمام الراحل روح الله الخميني ليكون يوماً تعبِّر فيه شعوب العالمين العربي والإسلامي عن دعم نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته وانتفاضته، وعن تمسّكها بتحرير القدس وفلسطين من الاحتلال الصهيوني».
وأكد اللقاء «أنّ الاحتفال بيوم القدس هذا العام يكتسب أهميته من كونه يأتي في لحظة اشتداد التآمر على القدس وفلسطين في سياق ما يُسمّى «صفقة القرن» الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية. كما يكتسب أهمية من تزامنه مع مسيرات العودة الكبرى التي ينظّمها الشعب الفلسطيني، ليعانق هذه المسيرات ويستنهض الشارع في العالمين العربي والإسلامي لدعم القضية الفلسطينية وهويتها وحق الشعب بالعودة إلى أرضه ووطنه وصون مقدساته».
كما لفت اللقاء إلى «أن الاحتفال بيوم القدس يتزامن أيضاً مع انتصارات محور المقاومة في سورية على أشرس حرب إرهابية كونية استهدفت إسقاط سورية والمقاومة وتوفير المناخات المؤاتية لتمكين العدو الصهيوني من فرض مشروعه التصفوي لقضية فلسطين وإعلان دولته العنصرية على أرض فلسطين».
وأكد اللقاء «أن انتصارات محور المقاومة في سورية بدّدت رهانات أميركا وكيان العدو الصهيوني والأنظمة الرجعية، وأوجدت بيئة تعزّز خيار المقاومة المسلّحة في مواجهة الاحتلال الصهيوني».
وتوجّه اللقاء من الجمهورية الإسلامية الايرانية، قيادة وجيشاً وشعباً «بالتحية والتقدير على الدور الذي تقوم به في دعم نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال والذي يشكل إحياء يوم القدس العالمي تجسيداً عملياً لهذا الالتزام الذي تكرس مع انتصار الثورة الاسلامية الإيرانية».
أحزاب البقاع
بدورها، عقدت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع اجتماعها الدوري في مقر حزب الاتحاد في الخيارة – البقاع الغربي، وجرى البحث في الأوضاع المحلية والإقليمية، وأصدرت بياناً، هنأ خلاله المجتمعون «حزب الاتحاد بالفوز المدوّي لرئيسه النائب عبد الرحيم مراد في الاستحقاق النيابي الأخير، والذي إنْ دلّ على شيء، فعلى تحلل عدة الشغل السابقة القائمة على تثوير الغرائز والعصبيات واستخدام الشعارات البائدة، التي ثبت بما لا يقبل الشك، أنها لم تعد صالحة للتسويق والاستهلاك، وأضحى القول الفصل للفعل التنموي الهادف وتلبية حاجات الناس، وهذا ما جسّده عبد الرحيم مراد من خلال إمبراطورية المؤسسات التربوية والاجتماعية التي نقلت البقاع من حال الحرمان والتهميش إلى حضن التنمية والتطور والنهوض الحقيقي، وبالتالي اقترع الناس لخيار التنمية لا لخيار العصبية».
ودعا المجتمعون إلى «الإسراع في تشكيل حكومة ائتلاف وطني، تعكس الحاصل النيابي وتتنكّب شؤون وشجون البلد تقييماً ومعالجة، وعلى وجه الخصوص التردي الاقتصادي والمالي الذي بات ينذر بعواقب وخيمة، والتصدّي للمناورات الإسرائيلية والأطروحات التي تبلغتها الدولة اللبنانية وتشي بنيات خبيثة، وأطماع بثرواتنا البحرية والبرية وأرضنا، سواء عبر طرح مسألة الترسيم الملتبسة أو المقايضة الوقحة من الجانب الإسرائيلي التي تقوم على الأرض مقابل النفط، على أن يمثل البقاع الغربي والأوسط بالحكومة العتيدة، لا سيما من الشخصيات التي حققت نقلة نوعية وحضوراً متميّزاً على مستوى النتائج، لأن البقاع بحاجة لأمثال هؤلاء نظراً لقدرتهم وحيويتهم في المتابعة والمعالجة للعديد من الملفات الملحة».
وأكدوا «أن الرد الحقيقي للحفاظ على سيادتنا الوطنية ومواردنا يرتكز على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة كوسيلة ردع مثلى وقوة صد لأي عدوان محتمل».
وحذروا من «مخاطر انزلاق لبنان إلى دائرة الخطر تحت وطأة الوضع المالي والاقتصادي الضاغط غلاء وبطالة وفقراً»، لافتين الى ان «ملامح إفلاس بدأت تتمظهر ويلمح المسؤولون لمخاطرها صراحة، على أمل بذل الجهود لتلافيها بخطة اقتصادية جذرية تجفف منابع الفساد والهدر واللصوصية المشرعنة».
وكرروا الدعوة إلى «المباشرة بمعالجة التلوّث الكارثي في نهر الليطاني، لا سيما بعد تحوّل هذه المعضلة الى خطر بالغ على حياة الناس من جهة، وإلى سلعة دعائية يتم توسّلها للقول بأن الاهتمام ظاهر والصوت عالٍ، لذا، كفى متاجرة دعائية بهذا الملف والذهاب الى خطة معالجة سريعة وجدية، بدل التباكي والتباهي بالحديث عن ملف بالغ الحساسية والخطورة».
ونبّهوا «من المماطلة والتسويف والمناورة في ملف النازحين من السوريين من قبل مفوضية اللاجئين والمنظمات الدولية، غير الحكومية، التي تسعى لتكريس مصطلحات خطيرة كالاندماج وغيرها، في سياق مخطّط يخدم مصالح الغرب وإسرائيل، ومموّلي الحرب على سورية من أعراب وغيرهم من القوى المتآمرة، في حين ان العودة باتت ممكنة بعد انتصارات الجيش السوري وتنظيف العديد من المناطق من الإرهابيين وقوى الشر والعدوان».
وأضافوا «لهذه الغاية، لا بد من فتح قناة اتصال جدية ودون مواربة أو تذاكٍ بين الحكومتين اللبنانية والسورية لطي هذا الملف الخطر على لبنان كياناً ووجوداً»، وحيّوا «الصمود الأسطوري والبسالة المشهودة للشعب الفلسطيني في وجه العدو الصهيوني، الذي أثبت انه رغم تآمر الأعراب وبيع القضية الفلسطينية بصفقة من هنا، وتآمر من هناك، استطاع هذا الشعب البطل كسر شوكة الاحتلال بالدم والتضحيات الجسام، مؤكداً ألاّ خيار سوى خيار المقاومة لاسترجاع المقدسات والارض السليبة، وأن القضية الفلسطينية ستبقى حية في الوجدان ولن تسقط مجدداً في براثن البيع بالمزاد الأعرابي الصهيوني».