رئيس الحزب حنّا الناشف: استمرار دور حزبنا المقاوم في مواجهة الخطر الصهيوني والإرهاب ودوره الرافض مشاريع التقسيم كافة… وإعادة تفعيل مبادرته لقيام مجلس تعاون مشرقي
عقد المجلس القومي في الحزب السوري القومي الاجتماعي اجتماعه السنوي المخصّص للاستماع إلى تقريري السلطتين التشريعية والتنفيذية ومناقشتهما، وذلك في فندق رامادا بالازا ـ بيروت، بحضور رئيس الحزب حنا الناشف وأعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى وممثل الحزب في الحكومة الوزير علي قانصو.
افتتح رئيس مكتب المجلس القومي سمير رفعت الاجتماع ودعا إلى الوقوف دقيقة صمت تحية لشهداء الحزب ثم تلا النص الدستوري حول غرض الاجتماع، بحضور هيئة المكتب.
تقرير السلطة التشريعية
تلا ناموس المجلس الأعلى في الحزب توفيق مهنا تقرير السلطة التشريعية المجلس الأعلى ، تناول فيها أعمال المجلس الأعلى والتشريعات والقرارات التي أقرّها واتخذها.
تقرير السلطة التنفيذية
ثم تلا رئيس الحزب حنا الناشف تقرير السلطة التنفيذية الذي توزّع على أربعة أقسام، القراءة السياسية للمرحلة التي تمرّ فيها أمتنا، القراءة الواقعية لما يمرّ به حزبنا، الاستهدافات لهذه المرحلة وما قامت به السلطة التنفيذية خلال هذه الفترة.
في القراءة السياسية للمرحلة قال رئيس الحزب: تعرّض ويتعرّض وطننا السوري في هذا المنعطف التاريخي، إلى هجمة عدوانية إجرامية من عدوّنا «الإسرائيلي» وحاضنته الولايات المتحدة الأميركية ومحميّاتها العربية، وعلى رأسها السعودية، ومن الدول الاستعمارية الغربية، ظاهرها الربيع العربي الدموي والديمقراطية المزيّفة، وباطنها أحلام السيطرة الصهيوأميركية على أرض بلادنا ومقدّراتها وخيراتها، واختراق بنية أمتنا الاجتماعية للوصول إلى تهميش وتفتيت شعبنا وإدخاله في أتون الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية، وأدواتها قوى الإرهاب وتشكيلاته القتالية في العالم المدعومة أميركياً وصهيونياً.
وقد تمكّنت هذه القوى الإرهابية بمؤازرة مشغّليها من الدول المتآمرة على أرضنا وتاريخنا والمعادية لشعبنا من اختراق نسيجه الاجتماعي وتأليب بعضه على بعضه الآخر معتمدة الوسائل الإعلامية والتهويشية الدنيئة، والخداع والتضليل والوعود الكاذبة. كما استطاعت أن تضع يدَها وظلها المقيتين على أجزاء عزيزة من أرضنا القومية. وعاثت في هذه الأرض فساداً وطغياناً وظلماً وتخلّفاً وألقت بثقل إرهابها الظلامي المتوحش على كلّ ذرة تراب داستها أقدامها، وعلى كلّ نسمة حياة أوجدها حظها العاثر، وفي بعض الأحيان جهلها، تحت قبضتها.
وكان معدّاً ومقدّراً لهذه الهجمة أن تصل إلى أقصى مداها بتحويل أرضنا إلى أرض مستباحة همجياً وظلماً وظلاماً، وبتفتيت شعبنا شراذم متنافرة متقاتلة في حروب عبثية طائفية ومذهبية، وتقسيم أرضنا وتجزئتها ـ وهي المجزّأة أصلاً ـ إلى أقسام وأجزاء متناحرة متحاربة، تستجدي الحمايات الأجنبية، ممن يمدّ لها يد العون ويد الاستغلال.
قوى شعبنا الحيّة أسقطت الرهانات والمؤامرات المعادية
إلاّ أنّ شعبنا بقواه الحية قد أسقط جميع هذه الرهانات. وها هي كما تشاهد كلّ عين ترى، قد انحسرت عن أجزاء شاسعة من أرضنا حاملة معها فشلها وخذلانها وطغيانها. فالإنجازات التي حققها الجيش اللبناني وقوى المقاومة بطرد الجماعات الإرهابية من جرود عرسال وبعلبك شكّلت تحوّلاً مهمّاً أراح الساحة اللبنانية. وأكد أهمية معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وثبّت حالة من الاستقرار الأمني والسياسي على مساحة كلّ الكيان، وأدّى إلى إجراء انتخابات لمجلس نيابي جديد، وإلى رهان سياسي بالمحاسبة والإنماء المتوازن ومحاربة الفساد.
والإنجازات الميدانية باستعادة جزء كبير من أراضي الشام المحتلة التي حققها الجيش ومحور المقاومة والقوى الحليفة، ولا سيما نسور الزوبعة وحزب الله وقوات الدفاع الوطني بمؤازرة القوى الرافضة للهيمنة الأميركية حول العالم وعلى الأخصّ إيران وروسيا، جعل المحور المعادي يتخبّط في خياراته، وجعل نظرية القوة الأحادية المسيطرة على العالم نظرية واهمة بعيدة عن الواقع، وحقّق نوعاً من التوازن في طبيعة العلاقات الدولية، وخفّف كثيراً من الاندفاعات الأميركية المقامرة بمصائر الشعوب. ولعلّ المسار السياسي لحلّ الأزمة السورية من جنيف إلى أستانة إلى سوتشي يؤكد واقع الإنجازات العسكرية وتثميرها في ترسيخ وقائع سياسية تتوافق مع رؤيتنا القومية، ولا سيما تأكيد وحدة الدولة السورية ورفض كلّ مشاريع التقسيم والتفتيت والفدرلة، وتثبيت سيادة الدولة السورية على كلّ أرضها، وإجراء تحديث للنظام السياسي والاجتماعي فيها.
والانتصارات التي صنعها الجيش العراقي وقواه الرديفة والحية، والتي أدّت إلى استعادة مجمل أرضه من سيطرة داعش وأخواتها وإعلان سقوط دولتها المريضة، وإلى إلغاء مفاعيل الاستفتاء الذي جرى في كردستان العراق، وأخيراً إجراء الانتخابات في أجواء ديمقراطية ووطنية، كلّ ذلك ساهم في إفشال المؤامرات الخارجية والإرهابية على العراق، وجعله يستعيد عافيته تدريجياً لأخذ زمام المبادرة وإعادة صياغة مشروعه الوطني.
وعودة فلسطين إلى تصدّر المشهد السياسي حالياً بعد إعلان الرئيس الأميركي حول نقل السفارة الأميركية الى القدس، تشكّل عودة فعلية إلى المقاومة والصراع وحافزاً لإسقاط كلّ مفاعيل مرحلة التفاوض والمساومة والرهانات الخاطئة وإعادة الاعتبار إلى منطق المقاومة، والتمسك بحقنا القومي بكلّ أرض فلسطين.
كلّ هذه العناوين تشكّل تحدّيات للمرحلة الحالية والمستقبلية وأوّلها وأهمّها ترسيخ منطق المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوأميركي لاستعادة حقنا القومي في فلسطين، وفي باقي أجزاء أمتنا السورية، يرافقها ويوازيها تفعيل مشروعنا القومي النهضوي وربط كلّ هذا بعملية التطوير والتحديث لدولنا السورية ببناها وأنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
تزخيم العمل لتطوير الأداء الحزبي
وفي الاستهداف أكد رئيس الحزب العزم على تزخيم العمل من أجل تطوير الأداء السياسي والاجتماعي للحزب نحو المزيد من الفعالية على قاعدة المبادئ الأساسية والإصلاحية، وترسيخ صورة الحزب النضالية في أذهان شعبنا، وانخراطه الفعلي في مواجهة المؤامرات الدولية كافة، وتأكيد وتفعيل الدور المقاوم لحزبنا في مواجهة الخطر الاستيطاني اليهودي في فلسطين، وفي مواجهة الإرهاب في ساحات الأمة كلها، وتفعيل دوره الرافض لكلّ مشاريع التقسيم.
كما شدّد على أهمية المسألة الاقتصادية ـ الاجتماعية والمعيشية والصحية، والانخراط في العمل والمطالبة بإنصاف العمال والمياومين والمتعاقدين وتأمين المسكن والمأكل والطبابة والتعليم للمواطن تحقيقاً للعدالة الاجتماعية.
تجديد الدعوة لتأسيس مجلس تعاون مشرقي
وأشار إلى إعادة تفعيل وطرح مبادرة الحزب حول ضرورة قيام مجلس تعاون مشرقي يضمّ كيانات الأمة والقيام بأوسع حركة على مستوى العلاقات الشعبية والرسمية لشرح مضامينه وأهدافه.
بعد تلاوة التقريرين، جرت مناقشتهما، وقدّم نحو خمسين عضواً في المجلس القومي مداخلات تطرّقت الى مجمل الأمور، وقدّمت ملاحظات نقدية حول الأداء الذي رافق الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان وما تمخّض عنها من نتائج، كما شدّدت المداخلات على ضرورة استنهاض الحزب لمواجهة التحديات المصيرية.
لحماية وحدة الروح في الحزب
وأجاب رئيس الحزب على المداخلات كلها مشدّداً على التقيّد بالدستور والأنظمة وعلى الالتزام بالقسم الحزبي وعلى ضرورة محاسبة الذات قبل الدعوة لمحاسبة الآخرين، وعلى التمسّك بالعصبية الحزبية وعدم الانجراف وراء الإشاعات المغرضة، لأنّ المقصود منها ضرب وحدة الروح في الحزب ودعا كلّ القوميين الى الانخراط في العمل الجادّ والمنتج لأن بذلك يكون إنقاذ الحزب وفلاح العقيدة.