النفط يهبط مع تنامي المعروض الأميركي والروسي والأنظار تتجه إلى قمة سنغافورة اليوم

تراجعت أسعار النفط أمس تحت وطأة تنامي الإنتاج الروسي وزيادة أنشطة الحفر الأميركية إلى أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات.

لكنّ محللين كثيرين يركزون بدرجة أكبر على العوامل السياسية مع وصول كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون إلى سنغافورة لعقد قمة اليوم الثلاثاء قد تمهد لإنهاء المواجهة النووية بين الخصمين القديمين.

وبالعودة إلى أسواق النفط، يتوقع المحللون أن يبدأ تنامي الإنتاج الأميركي في النيل من الجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك لكبح الإنتاج منذ أوائل 2017 والتي دفعت الأسعار للارتفاع بقوة في النصف الأول من العام الحالي.

وفي الساعة 0639 بتوقيت جرينتش كانت العقود الآجلة لخام برنت عند 76.18 دولار للبرميل منخفضة 28 سنتاً بما يعادل 0.4 في المئة عن إغلاقها السابق.

وفي سياق متصل، قال مصدر مطلع أمس إنّ السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم أبلغت منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك بأنها رفعت إنتاجها النفطي ليتجاوز بقليل العشرة ملايين برميل يوميا في أيار، لكنه ما زال في حدود الحصة المستهدفة التي تم الاتفاق عليها.

وظلت السعودية تخفض إنتاجها بأكثر من حصتها في اتفاق خفض الإمدادات الذي تقوده أوبك. وأعلنت المملكة أنّ إنتاجها بلغ 9.868 مليون برميل يومياً في نيسان، مقارنة مع المستوى المستهدف في اتفاق أوبك عند 10.058 مليون برميل يومياً.

وستعلن أوبك اليوم الثلاثاء بيانات إنتاج أيار في تقريرها الشهري.

من جهة أخرى، قال وزير النفط العراقي إنّ على المنتجين ألا يتأثروا بضغوط ضخ مزيد من النفط، معتبراً أنّ القرارات الأحادية بشأن الإنتاج قد تنطوي على انتهاك لاتفاق خفض المعروض بين أوبك والدول غير الأعضاء بما قد يفضي إلى انهياره.

ومع وصول أسعار النفط في الآونة الأخيرة إلى 80 دولاراً للبرميل، مسجلة أعلى مستوياتها منذ 2014، يناقش بعض منتجي الخام إمكانية تخفيف القيود على خفض الإنتاج، وسيجتمعون لوضع سياسة في 22-23 حزيران الحالي.

وقال الوزير جبار اللعيبي في بيان قوي اللهجة إنّ أسعار النفط ما زالت بحاجة إلى مزيد من الدعم والاستقرار، وإن على المنتجين عدم المبالغة فيما يتعلق بحاجة سوق الخام لمزيد من الإمدادات في الوقت الحالي، وهو ما قد يُلحق ضرراً بالغاً بالأسواق العالمية.

وأضاف أنّ هذا ربما يُفسر بشكل خاطئ من جانب المضاربين والمستهلكين، وهو ما قد يؤدي إلى هبوط كبير في أسعار النفط.

ونقل البيان الصادر عن وزارة النفط العراقية رفض الوزير للقرارات الأحادية من بعض منتجي النفط من دون مشاورة باقي الأعضاء المشاركين في اتفاق خفض الإنتاج بين أوبك والدول غير الأعضاء.

وحذر اللعيبي من أنّ ذلك ربما يعد انتهاكاً للاتفاق بطريقة أو بأخرى، وربما يؤدي إلى انهياره.

وجاءت التعليقات من العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، بعدما ورد بأن الحكومة الأميركية طلبت بشكل غير رسمي من السعودية وبعض منتجي الخام الآخرين زيادة الإنتاج، قبل يوم من فرض واشنطن عقوبات جديدة على إيران.

وخفضت أوبك وحلفاء تقودهم روسيا إنتاجهم من النفط الخام بنحو 1.8 مليون برميل يومياً منذ كانون الثاني 2017، ومن المقرر أن ينتهي أجل الخفض بنهاية عام 2018.

وعلى الرغم من ذلك، قالت السعودية وروسيا إنّ الخفض ربما ينحسر تدريجياً إذا كان هناك نقص في الإمدادات في السوق، بعدما تلقت الرياض مطالبات من مستهلكين من بينهم الولايات المتحدة والصين والهند بتغطية الطلب العالمي.

وقال اللعيبي إنّ المنتجين يجب أن يتعاملوا بحكمة وبرؤية تعتمد على الحقائق على أرض الواقع، من دون التأثر بضغوط ومطالبات متعارضة بضخّ مزيد من النفط في السوق، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى