الحريري من بعبدا: الحكومة قريبة وعلى الجميع تقديم التضحيات
عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، آخر أجواء عملية تشكيل الحكومة والاتصالات التي يجريها الرئيس المكلّف في هذا الشأن بغية أن تبصر الحكومة العتيدة النور في أسرع وقت ممكن.
وكان الرئيس الحريري وصل عند الرابعة بعد ظهر أمس، إلى قصر بعبدا، حيث سلّم الرئيس عون تصوّره لنسبة الحصص التي يرى أنه «يجب أن يحصل عليها الأفرقاء السياسيون في الحكومة المقبلة، وأعلن أنه ضدّ أن يبقى أحد منهم خارجها».
بعد اللقاء، تحدّث الحريري الى الصحافيين، فقال: «إن الجميع راغب في تسهيل عملية التشكيل وفي أسرع وقت ممكن، ولكن هذا يوجب من الجميع ايضاً تقديم بعض التضحيات والتسويات، وقد وضعت مع الرئيس عون تصوراً حول الحصص، لأنه علينا تشكيل الحكومة في وقت سريع وألا يكون ذلك على حساب أحد. فالحكومة المقبلة ستُبصر النور بعد انتخابات كانت ناجحة، وحقق البعض إنجازات فيها يجب أن تنعكس بطبيعة الحال على نسبة الحصص في الحكومة. ولكن برأيي، هناك نوع من التضخيم في بعض الطلبات علينا أن نخفف منه، والمواطن يتوقع منا زيادة الفاعلية والعمل، وأنا متفائل وأدرك أن عملية التفاوض والحصول على نسب أكبر من الحصص هو أمر طبيعي».
ولفت إلى أن المغلف الذي حمله الى الرئيس عون يتضمن تصوراً حول الحصص وليس بالأسماء، مشيراً إلى أن الحكومة ستتألف من 30 وزيراً.
وقال:»لا وقت محدداً للتشكيل، ولكنني أعمل بشكل متواصل من اجل تأليف حكومة جديدة. واستغرب فعلاً أن تتحدث وسائل اعلام عن اطالة في فترة التأليف وأنني انتظر بعض التعليمات من الخارج، وهذا أمر مؤسف لأنه يبدو أن مصدر هذا الكلام هو من خارج لبنان»..
وتابع: «أنني أتحاور مع الجميع، ولكن ليس مع حزب الكتائب بعد، ولكن إن شاء الله سيحصل هذا الحوار. إن الرغبة هي في أن تتضمن الحكومة اكبر عدد من القوى السياسية لسببين: الاول يعود الى اننا في مرحلة إقليمية صعبة جداً، وهذا يوجب أن نكون متراصين وموحّدين. أما السبب الثاني فيعود الى التحدّيات الاقتصادية والإصلاحات التي علينا تنفيذها، وستكون صعبة، ولكنها ضرورية لمحاربة الفساد والهدر داخل الوزارات والمؤسسات».
ورداً على سؤال إذا كانت الحكومة ستضمّ وزراء سنة خارج تيار المستقبل، قال إن «حكومة تصريف الاعمال، تضم وزراء من الطائفة السنية لفخامة الرئيس، ولا مشكلة لديّ مع فخامته».
وفي بيت الوسط استقبل رئيس الحكومة المكلف النائب فؤاد مخزومي الذي قال على الأثر: «البعض يطالب بالاستعجال في تشكيل الحكومة، لكن المرحلة صعبة للغاية، خاصة لجهة التطورات في المنطقة. المطلوب أن تكون لديه روية، وأن يعمل الجميع معاً لمصلحة البلد، وإذا أمكن أن يكون الجميع موجوداً فأعتقد أنها ستكون خطوة إيجابية للغاية لمصلحة لبنان واللبنانيين. هناك أشخاص يتعجلون الأمور، ونتمنى على الجميع الهدوء، فالمرحلة التي نمرّ بها صعبة. الوضع الاقتصادي بحاجة إلى روية ورؤية واضحة. وكذلك هناك تغيرات سريعة في الأوضاع السياسية بالمنطقة، لذلك لا بدّ من رؤية واضحة وأن يعمل الجميع معاً».
وأكد مخزومي أن مصلحتنا جميعاً بعد الانتخابات التي مررنا بها أن نحقق ما انتخبنا المواطنون لأجله، وهو أن نعمل جميعاً معاً وليس أن تكون هناك أجندات خاصة. وتمنّى على الجميع أن يمدّوا أيديهم لبعضهم البعض وأن تكون لديهم رؤية واضحة لمسار البلد، وإن شاء الله تكون لدينا مرحلة جديدة بعد العيد، وكل عام وأنتم بخير».
وكان الرئيس الحريري قد استقبل السفير الألماني في لبنان مارتين هوث وعرض معه الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية.
وبحث مع سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، في حضور مستشار الرئيس الحريري نديم المنلا المستجدّات في لبنان والمنطقة.
وبحث الرئيس الحريري مع النائب جان طالوزيان في الأوضاع العامة.
كما استقبل قنصل عام موريشيوس في لبنان سالم بيضون الذي أوضح على الأثر أنّه سلم الرئيس الحريري «رسالة من نظيره في موريشيوس، هنأه فيها بالانتخابات النيابية الأخيرة وبتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة»، مؤكداً على ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والسياحي، ومذكّراً بـ «أن بلاده تدعم لبنان دائماً في مختلف المحافل الدولية».
كما التقى الرئيس الحريري رئيس جمعية حماية ضد عنف الأطفال السيدة فيفيان دباس والسيدة سيلين سرسق.