«واشنطن بوست»: تونس تتبنّى الديمقراطية بجرأة وتمثّل حالة استثنائية

علق الكاتب الأميركي جاكسون ديل على الانتخابات البرلمانية في تونس، وقال في مقاله في صحيفة «واشنطن بوست»، بأن يوم أول من أمس الأحد، كان يوماً مهماً للانتخابات حول العالم، فأوكرانيا كانت تختار برلماناً جديداً في أعقاب العدوان الروسي، وكانت البرازيل تصوّت على بقاء رئيستها الاشتراكية المتعثرة أو ذهابها، لكن الحدث الأهم كان في تونس، إذ بدأت الثورات العربية قبل حوالى أربع سنوات، وهي المكان الوحيد الذي لم تكن النتيجة فيه عودة الديكتاتورية أو الحرب الأهلية، على حدّ قوله.

ووصف ديل تونس بأنها الحالة الشاذة الظاهرة في الشرق الأوسط، وفي كانون الثاني الماضي أقرت تونس دستوراً ينصّ على توازن القوى بين البرلمان الذي يتم اختياره في تلك الانتخابات، وبين الرئيس الذي سينتخب شعبياً الشهر المقبل. وأشار الكاتب إلى المنافسة بين حزب «النهضة» والأحزاب العلمانية الأخرى للفوز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان. بينما يدعو «النهضة» إلى تشكيل ائتلاف يضم كل الأحزاب، واختار ألا يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ونقل ديل عن لطفي زيتون، القيادي في حزب «النهضة»، قوله: «لقد تعلمنا الدرس من مصر، إذ أدى انتخاب إسلامي متصلب الرأي إلى الإطاحة به». وأضاف: «قررنا في هذه المرحلة من العملية الديمقراطية أننا نحتاج إلى توحيد البلاد لا إثارة الانقسام في المشهد السياسي».

واعتبر ديل أن تلك الاستراتيجية وواضع رؤيتها، راشد الغنوشي، تبدو بلا شك استثنائية في المشهد العربي. لكن هل تونس تمثل حالة شاذة بالفعل. يجيب الكاتب على هذا السؤال قائلاً، إنها بطرق ما ليس كذلك. فمثل غالبية مناطق الشرق الأوسط، غرقت تونس في حالة من البيروقراطية ونظام تعليمي سيئ و عدد من الشباب غير القادرين على إيجاد عمل. كما أن لتونس نصيبها من التطرف، ويعتقد أن ثلاثة آلاف تونسي قد سافروا إلى سورية والعراق للانضمام إلى «داعش» أو الجماعات التابعة للقاعدة. ويلقي بعض التونسيين باللوم في صعود التطرف على «النهضة» أو على الانفتاح الديمقراطي، وهم بذلك يحاكون كما يزعم الكاتب، دعاية النظام في مصر الذي يسعى مثلما كان يفعل زين العابدين بن علي وحسني مبارك إلى الإيحاء بأنه هو والثيوقراطية الإسلامية المتمثلة في «داعش» البديلين الوحيدين في المنطقة.

وكعادته، استغل ديل مقاله للهجوم على مصر، لا بل انتقد الإدارة الأميركية والرئيس باراك أوباما لمقابلته الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي من دون أن يقوم أو وزير خارجيته جون كيري بلقاء راشد الغنوشي الذي كان في واشنطن في الشهر نفسه.

«نيويورك تايمز»: مشاركة 60 في المئة من التونسيين في الانتخابات البرلمانية تظهر دعم الشعب للديمقراطية

قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، إن الانتخابات البرلمانية التونسية، الثانية منذ بدء «الربيع العربي» والتي شارك فيها نحو 60 في المئة من الكتلة التصويتية، تعزز آمال الشعب التونسي في تحقيق استقرار ما بعد الثورة. وقال مسؤولون ومراقبون إنه على عكس مصر وسورية وليبيا، استطاع التونسيون تجاوز الانقسامات السياسية العميقة ومنع تفكك البلاد.

ويشير مراقبون إلى أن نسبة الإقبال على المشاركة في التصويت، التي تقترب من 60 في المئة، تظهر دعم الشعب التونسي للديمقراطية. ويتنافس حزب «نداء تونس» العلماني الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق باجي السبسي 87 سنة ، على رئاسة الحكومة مع حزب «النهضة الإسلامي»، الذي قاد حكومة ائتلافية لمدة سنتين بعد الثورة. وقد أظهرت نتائج الانتخابات اختيار «نداء تونس» العلماني بديلاً عصرياً للإسلاميين. وفيما تظهر المؤشرات الأولية، تصدر «نداء تونس» عدد المقاعد البرلمانية، فإن «نيويورك تايمز» تشير إلى أنه ليس من المتوقع أن يفوز أي من الحزبين العلماني والإسلامي بغالبية مطلقة، إذ سيضطر الفائز للبحث عن شركاء لتشكيل ائتلاف حاكم.

«إلباييس»: امرأة البرازيل الحديدية انتصرت على تحدّيات للفساد وعدم الاستقرار

قالت صحيفة «إلباييس» الإسبانية تحت عنوان «روسيف التي تغلبت على مرض السرطان… تفوز في الانتخابات على رغم العقوبات»، إن روسيف التي تلقب بالمرأة الحديدية حافظت على منصبها كأول رئيسة للبلاد. وخرجت روسيف المقاومة السابقة التي تعرضت للتعذيب إبان الديكتاتورية العسكرية من ظل مرشدها الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لتخلفه قبل أربع سنوات، وتصبح المرأة الأولى التي تتولى رئاسة البرازيل، والآن تفوز بولاية ثانية. وأضافت «إلباييس»: في كانون الثاني عام 2011 عند تسلمها الوشاح الرئاسي من الرئيس السابق لولا دا سيلفا، قالت روسيف: أنا سعيدة، ولم أشعر بذلك إلا نادراً في حياتي، فالتاريخ أعطاني الفرصة لأن أكون المرأة الأولى التي تترأس البرازيل»، ولكن على رغم أن هذه السنة اعترضت المرأة الحديدية عقب دخول منافس ثان من الجنس الناعم، وهي الخبيرة البيئية مارينا سيلفا، البالغة من العمر 56 سنة على خط الانتخابات، إلا أنها فازت عليها في الجولة الأولى، وفي النهاية فازت على منافسها الآخر من الحزب الاجتماعي. ويشبه معجبو روسيف البالغة من العمر 66 سنة بالمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، إذ تعرف بصلابة مواقفها بما يتناقض مع مرشدها الرئيس السابق لولا دا سيلفا العامل النقابي، الذي أصبح رئيساً للبلاد لسبع سنوات في الفترة الفاصلة بين 2003 و2010 والمعروف ببساطته وقربه من الناس. وكانت روسيف وزيرة للمناجم والطاقة في حكومة الرئيس الأسبق لولا، وشغلت هذا المنصب بين 2002 و2005، ثم وزيرة من 2005 حتى 2010، كما ترأست حينذاك مجلس إدارة عملاق النفط شركة «بتروبرا»، ولم تخض روسيف أيّ انتخابات في السابق، وهي شبه مجهولة بالنسبة إلى البرازيليين، غير أن لولا الرئيس الذي سبقها، فرضها عام 2009 كمرشحة لحزب العمال ذي التوجه اليساري لخلافته في المنصب، على رغم أنها من غير الأعضاء التاريخيين في الحزب. وقد شاركت المطلقة التي قهرت السرطان، كما يحلو لبعض البرازيليين تسميتها، أثناء شبابها إبان النظام الديكتاوري في المقاومة المسلحة المعروفة باسم كولينا قيادة التحرير الوطني ، وفي الطلائع الثورية المسلحة إي آر بالماريس، لمكافحة النظام في الفترة الفاصلة بين 1965 و1984.

«إلموندو»: روسيف غير قابلة للتدمير

علّقت صحيفة «الموندو» الإسبانية على فوز الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف بولاية ثانية من أربع سنوات، بعد حصولها على 51.45 في المئة من الأصوات مقابل 48.55 في المئة لمنافسها مرشح الحزب الاجتماعي الديمقراطي، بعد فرز 98 في المئة من بطاقات الاقتراع. وقالت «إلموندو» في تعليقها: إن رئيسة البرازيل غير قابلة للتدمير، وهي اليوم رئيسة لولاية ثانية بعد فضائح الفساد الكبرى والتظاهرات الاحتجاجية التي كانت تطالب بتنحّيها.

وأوضحت الصحيفة أنه على رغم عدم الاستقرار الاقتصادي وقضايا الفساد، اختار البرازيليون بغالبية غير كبيرة مواصلة مسيرة المكاسب الاجتماعية، التي انتشلت نحو 40 مليون شخص من الفقر، ومن أهم التحديات التي واجهت روسيف أيضاً انقسام البرازيليين، لافتة إلى أنه من الواضح أن منافس روسيف لم يكن لديه القدرة الكافية على المساومة مع البرازيليين كما أنه ليس لديه هبة الكلام التي لدى روسيف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى