الناشف: طالبنا بتمثيل الكتلة القومية في الحكومة لأننا نريد أن نشكل دعماً للتوجه الوطني للعهد
عقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، سلسلة لقاءات حول التطورات السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة الجديدة وحاجات عدد من المناطق اللبنانية. وركّز زواره على «ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة المستجدات».
في هذا الإطار، التقى رئيس الجمهورية وفداً من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة حنا الناشف، ضمّ وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصو وعميد الشؤون السياسية في الحزب قيصر عبيد، وتمّ التداول في عدد من المواضيع الراهنة.
وأشار الناشف بعد اللقاء إلى أنّ «زيارة الوفد لقصر بعبدا، هي زيارة تضامن وتأييد للمواقف الوطنية التي يتخذها رئيس الجمهورية، لا سيما منها في مجال مكافحة الفساد».
وقال: «نستغرب في هذا السياق استهداف الرئاسة، من خلال بعض المواقف التي لا تخدم مصلحة لبنان، الاقتصادية أو السياسية أو الوطنية، علماً أنّ الإصلاح يكون من خلال البحث بهدوء وموضوعية في المواضيع المطروحة وليس من خلال التعرّض للأشخاص». وأعرب عن «تأييد الحزب لموقف رئيس الجمهورية من مسألة النازحين السوريين ودعوته إلى ضرورة عودتهم إلى بيوتهم وبلداتهم وأرضهم، ولا بدّ استطراداً من عودة النازحين إلى المناطق الآمنة في سورية، كما ينادي رئيس الجمهورية». ولفت إلى أنه عرض أيضاً «الملف الحكومي»، وطلب بـ «أن تتمثل الكتلة القومية الاجتماعية في الحكومة لأنّ هذا التمثيل ليس مصلحة للحزب القومي، بل هو مصلحة للبنان، لأننا الحزب شبه الوحيد الذي يحمل مشروعاً إنقاذياً للبنان ويناضل من أجل قيام الدولة المدنية الديمقراطية القوية والعادلة. ولأننا نريد أن نشكل دعماً للتوجّه الوطني للعهد».
وعرض الرئيس عون مع النائب ماريو عون الوضع العام في البلاد والمشاريع الإنمائية في منطقة الشوف، لا سيما شبكة الطرق والمياه ومشروع إنشاء مستشفى حكومي في الدامور. كما تطرّق البحث إلى مواضيع سياسية متعددة.
وبحث الرئيس عون مع نائب كسروان روجيه عازار حاجات منطقة كسروان الفتوح، وضرورة متابعة المشاريع الإنمائية التي كانت بدأت في المنطقة. ولفت النائب عازار إلى أن «ثمة ملفات تتأخر وتحتاج الى مراجعات في إدارات عدة»، وقال: «لمست من الرئيس عون كل حرص على استكمال تنفيذ المشاريع التي خصصت لمنطقة كسروان».
والتقى الرئيس عون، الأمين العام لحزب «الطاشناق» النائب آغوب بقرادونيان، وأجرى معه جولة أفق تناولت مواضيع عدة، أبرزها «تشكيل الحكومة ومرسوم التجنيس ومسألة النازحين السوريين وموقف لبنان منها». وأكد بقرادونيان أن الحزب «طالب بأن يتمثل في الحكومة الجديدة ليساهم في عملية النهوض التي لا بد أن تستمر مع حكومة جديدة ومجلس نيابي جديد».
وفي قصر بعبدا نواب جزين زياد أسود وإبراهيم عازار والدكتور سليم الخوري، ورئيس بلديتها خليل حرفوش مع وفد من كهنة رعية مار مارون في جزين ولجنة الوقف فيها ومخاتيرها.
وفي مستهلّ اللقاء، ألقى كاهن الرعية الخوري الياس الحلو كلمة، استذكر فيها «الآباء والأجداد الذين رفعوا مداميك كنيسة مار مارون قبل 150 سنة، وصلوا فيها وتمكنوا من مواجهة الصعوبات والاحتلالات والتهميش والإقصاء»، شاكراً الرئيس عون «عنايته بمنطقة جزين وأبنائها».
وقال: «جئنا اليوم ندعوكم لتشاركوا الرعية والمنطقة فرحتها وصلاتها في قداس افتتاح سنة اليوبيل. مشاركتكم يا صاحب الفخامة تعني لنا الكثير الكثير، فأنتم إبن المنطقة وتحبّونها، ومشاركتكم وحضوركم يزيدان فرحتنا أفراحاً، وذلك يوم السبت في 28 تموز المقبل».
وردّ الرئيس عون بكلمة، رحّب فيها بالوفد، وشدّد على أن «كل إنسان ينسى جذوره يغدو كالشجرة المقطوعة التي مصيرها اليباس»، متمنياً على الجميع «ألا ينسوا جذورهم ويؤدّوا واجبهم تجاه أرضهم وأهلهم».
واستذكر الرئيس عون «المآسي والآلام التي عاشها أبناء المنطقة، خصوصاً إبان مجازر 1860، إذ إنني متحدّر من عائلة سقط منها شهداء كثر خلال هذه المجازر ولم تنجُ منها إلا امرأة حامل تحدّر منها جد العائلة».
وأعرب رئيس الجمهورية عن فرحته بـ «أن أكون مع أبناء جزين وأشاركهم فرحتهم»، وقال: «أحب أن أرى جزين مزدهرة بأسرها وأن يكون الجزينيون مجتمعين على الدوام، وإن تنافسوا أحياناً. فعلى الجميع في جزين ان يعملوا من اجل جميع ابنائها، من دون اي تفرقة، لا لاسباب سياسية ولا لغيرها، فجزين بحاجة الى التضامن، ولا تدعوا أحداً يتطاول عليها، فهي مرّت بظروف صعبة للغاية وعانت من احتلالات عدة وبقي الجزينيون صامدين». وأكد «الوقوف دائماً الى جانب جزين وأهلها كما الى جانب كل المناطق اللبنانية للدفاع عنها وحماية مصالحها وتطلعاتها».