لنا دستورنا.. ولهم دستورهم
يكتبها الياس عشي
بعد سبع سنوات ونيّف من القتل، والدمار، والخيانات التي شهدتها الشام، يتنطح المتآمرون للمشاركة في وضع دستور جديد لشامٍ حمتهم برموش عينيها.
لهؤلاء أقول:
لكم دستوركم، ولنا دستورنا:
دستوركم سيكون جسر العبور إلى التطبيع، والاستسلام، وتصفية المسألة الفلسطينية، والاعتراف بالكيان الصهيوني، ودستورنا سيكون صراعاً على وجود «إسرائيل».
دستوركم سيكون دعوة لحريات غير مشروطة، ودستورنا سيكون تتويجاً لحرية الفرد التي تنتهي عندما يُساء استعمالها، ولا سيما في القضايا الوطنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.
دستوركم سيكون الخلفية اللامرئية لداعش وشبيهاتها ولكلّ الذين «تنزهوا» بين اسطنبول، وتل أبيب، وباريس، وواشنطن، والرياض، والدوحة، وغيرها.. وغيرها من عواصم الدنيا، ودستورنا سيكون حضارياً يهيّئ لمجتمع مدني تختفي فيه غريزة التعصّب الديني والعرقي والكره للآخر.
دستوركم لن يرى النور لأنه سيكتب في العتمة، في الغرف المقفلة، وبحبر من النفط. فيما دستورنا سيكتب في حقول الياسمين وشقائق النعمان، وبحبر من دم الشهداء.