التشكيلية كارولين سمرجيان: الحرب أعطتني دافعاً للاجتهاد
اختارت التشكيلية الشابة كارولين سمرجيان الأسلوب التجريدي بتبايناته المتعدّدة لتكون لها بصمتها الفنية الخاصة في عالم اللوحة التشكيلية، فقدّمت عبر معرضها الفردي الأول بعنوان «إيقاع» 37 عملاً فنّياً تجريدياً بأحجام كبيرة.
وتعدّدت التقنيات التي استخدمتها سمرجيان في لوحات معرضها المقام حالياً في صالة مرسم «فاتح المدرس» بين الزيتي والأكريليك والمائي والأحبار والباستيل كحالة تجريبية لخدمة المواضيع التي صاغتها بتجريد صاخب أحياناً، وبتجريد ينحو إلى التعبيرية في بعض الأعمال، ما خلق حالة بصرية متنوّعة في المعرض وأعطى المُشاهد مدلولات عن الحالة المزاجية المتنوّعة لدى صاحبة الأعمال.
وعن اختيارها الأسلوب التجريدي تقول سمرجيان في تصريح صحافيّ: هذا الأسلوب خياري منذ مشروع تخرّجي لأنه الوحيد الذي أعبّر من خلاله عن إحساسي. وهو يحتاج إلى التأمل والتركيز من قبل المشاهد كي تصل إليه أفكار الفنان رغم وجود احتمال وصول أفكار أخرى غير مخطّط لها. فهذا يحتاج إلى الحوار بين الفنان والجمهور، وهنا يأتي دور النقد البنّاء لتطوير العمل الفنّي.
وتتابع سمرجيان: أحب أن تكون لي بصمتي الفنية الخاصة في عالم الفن كي يعرف المشاهد أعمالي لمجرّد رؤيتها، لأعبّر عن حالتي الداخلية وهواجسي وأفكاري. والحرب أعطتني دافعاً إيجابياً للعمل والاجتهاد أكثر في صوغ لوحتي الفنية الخاصة، مع الإصرار على التعبير عن الذات بحرّية فنّية تعتمد التجريب والخلط بين التقنيات اللونية للوصول إلى نتائج فنّية مختلفة عبر الأسلوب الصاخب أو التفاصيل الصغيرة.
وترى سمرجيان أن الفنّ التشكيلي السوري اليوم عاد إلى النشاط من خلال الفعاليات والمعارض بعد سنوات من السكون خلال الحرب، ما يجعل المناخ الفني مشجّعاً. لكنها ترى أن ظهور الفنان يعتمد على مدى اجتهاده واندفاعه نحو عمله الفني والتصاقه به وإخلاصه له وإلا فإنه سيغادر الفنّ إلى مجال آخر.
وتلفت الفنانة الشابة إلى أن نظراءها من الشباب بحاجة اليوم إلى تنشيط وتفعيل ورش العمل الفنية التي تقدم لهم فرصة الرسم بعيداً عن تكاليف المواد الفنية المرتفعة. كما أن الدعم النفسي لهم مطلوب بشكل كبير لتجاوز آثار الحرب.
وتعبّر الفنانة سمرجيان عن تفاؤلها بالمستقبل وتقول: أنا إنسانة متفائلة ومندفعة نحو الحياة وأرى الافضل دائماً، ولولا ذلك لما قمت بتقديم معرضي الفردي الأول في هذا الوقت. فالرسم بالنسبة إليّ هو حياتي التي أمارسها منذ صغري، وسيكون رفيق دربي في المستقبل لإيصال أفكاري للجمهور.
والفنانة كارولين سمرجيان خرّيجة كلّية الفنون الجميلة عام 2015 وعملت في الإشراف على تنظيم معارض في متحف بول جيراجوسيان في لبنان والمركز الوطني للفنون البصرية، إلى جانب ورش العمل وإدارة مسارح وإعادة تنسيق كتابة المسرحية مع الفنان الراحل جلال خوري، ولها مشاركات بمعارض جماعية في لبنان وسورية.