قالت له
قالت له: لماذا يكون الحب بين الرجل والمرأة أقوى من حب الأم والأب، أليس لأنه أعظم؟
قال لها: لأننا أنانيون نضع الحب الذي يكون لنا وحدنا فوق حب نتشارك فيه الأخوة مع آخرين. ونضع الحب الذي نتطلع إليه كي يمنحنا الفرح والسعادة في مرتبة أعلى من حبّ نعايشه، ونحن قادرون. وقد صار سبباً لنمنحه بدلاً من أن يمنحنا. وربما فيه تعب وواجبات وليس له عائدات. ونميّز حباً يختلط بين الروح والجسد عن حب للروح وحدها وحباً للأخذ والعطاء عن حبّ لا مكان فيه كما كان في البدايات إلا العطاء وقد جاء دورنا لنعطي.
قالت له: إذن أنت تظن أن حبّ الأم والأب أسمى من حب الحبيبين؟
قال لها: بل على يقين.
قالت: ومَن ينتصر إذا تقابلا؟
قال: حبّ الحبيبين، لأنه أقرب لتكوين البشر. فكم من مرة تنتصر الإرادة المبنية على المصلحة على تلك المؤسسة على الأخلاق. فحب يحقق مصلحة البشر بالتناسل وبالاستمرار يتفوّق على حب يلتزم أدب العرفان بالجميل. وغالباً ما ينسحب حب الأم والأب من المواجهة تنازلاً بدافع الحب نفسه إذا تواجه مع حب الحبيبين.
قالت: لكن بين الآباء والأمهات مَن يحبّ حبّ التملك ويقف عثرة دون حب الحبيبين بهذا الدافع وتلك الأنانية.
قال لها: هذا صحيح. لكنه للبعض. والبعض هنا استثناء كما في حب الحبيبين بعض ينام تحت سقف حب الوالدين ويتمسك بالخشوع لهما في الجهتين. وهذا البعض لا يجوز أن يكون استثناء.
قالت: وماذا تقول للحبيبة بعد أن أصبتها بالسهام؟
قال لها: أقول للحبيبة إنني أحب حتى حدّ أن أراها أماً وأراني أباً، إذا ما تخاصمنا كحبيبين كي لا يكون للزمن فعل التفريق بيننا وكي تكون دائماً في الوجدان.
قالت له: وفي عيد الأب قبلة على جبينك الأبوي لعطاء بلا أخذ.
فعانقها وقال تكونين إبنتي أحياناً وأمي أحياناً أخرى.