رئيس الجمهورية رعى حفل تسليم سيارات للصليب الأحمر: سأتابع اقتراح اعتبار مَن يسقط منهم خلال الواجب شهيداً

أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نواب بعلبك الهرمل الذين استقبلهم في قصر بعبدا، أن الإجراءات الأمنية التي تتخذ في المنطقة لتعزيز الأمن والاستقرار فيها، «سيواكبها عمل إنمائي متكامل يتناغم وحاجات المنطقة الاقتصادية والحياتية والاجتماعية».

وشدّد على «ضرورة تعاون الأهالي مع الجيش والقوى الأمنية لوضع حد للفلتان الأمني الذي يحصل في المنطقة ولا سيما في مدينة بعلبك»، مؤكداً أن «لا تهاون مع مَن يزرع الفوضى والقلق في نفوس الأهالي ويُلحق الضرر من خلال ممارساته بالحياة الاقتصادية في المنطقة».

ولفت إلى أن المجلس الأعلى للدفاع كان اتخذ قرارات في جلسته الأخيرة يعمل الجيش والقوى المسلحة على تنفيذها تباعاً، لا سيما أن المراجع السياسية في المنطقة أعلنت أنّها ترفع الغطاء عن المخلين بالأمن والمرتكبين.

وكان نواب الكتلة: الوزير حسين الحاج حسن، الوزير غازي زعيتر، وعلي المقداد وإبراهيم الموسوي والوليد سكرية وإيهاب حمادة، قد أطلعوا رئيس الجمهورية على الأوضاع العامة في منطقة البقاع طالبين رعايته لتحقيق حاجات أبناء المنطقة في مختلف المجالات.

وشدد النواب على ضرورة تحقيق أمن مستدام في المنطقة عماده الجيش لا أن تكون أي خطة أمنية ظرفية بالتزامن مع السعي إلى تحقيق المصالحات وتهدئة الخواطر وتسليم المطلوبين.

كما طالب الوفد بإيلاء الشأن الإنمائي أهمية كبيرة، نظراً لما للمشاريع الإنمائية من تأثير إيجابي على الوضع العام في المنطقة. وأشار الوفد إلى ضرورة الإسراع في التعويض عن الأضرار التي نتجت عن السيول في المنطقة. كما أثار الوفد النيابي البقاعي أوضاع المقالع والكسارات.

ونوّه أعضاء الوفد بالاهتمام الذي يبديه الرئيس عون بمنطقة البقاع عموماً وبعلبك والهرمل خصوصاً، متمنين أن تحظى هذه المنطقة بالاهتمام اللازم بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

من ناحية أخرى، أكد رئيس الجمهورية أن «ما يعطيه الصليب الأحمر، في الحرب كما في السلم، يفوق كل العطاءات، وأسمى ما فيه أنه يقوم على العمل التطوّعي، على همة شبان وشابات يقدمون وقتهم وجهدهم، وأحياناً يخاطرون بحياتهم، لمساعدة مريض وإنقاذ جريح».

مواقف الرئيس عون جاءت خلال رعايته احتفالاً، في القصر الجمهوري، لتسليم عشر سيارات إسعاف مقدمة من بنك بيروت إلى الصليب الأحمر اللبناني، لكون رئيس الجمهورية هو الرئيس الفخري لهذه المؤسسة، بحضور اللبنانية الأولى السيدة ناديا عون، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المساعدة الشخصية لرئيس الجمهورية رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزغبي، وأعضاء اللجنة التنفيذية والشركاء ومجموعة من متطوّعي الصليب الأحمر، وممثلين عن المنظمة الدولية للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الدولي، إضافة إلى رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لبنك بيروت الدكتور سليم صفير، وعدد من المسؤولين في المصرف.

واعتبر أن الصليب الأحمر، «رفيق الخطر، واليد المسعفة التي تمتد للإنقاذ فتمتزج مهامه أحياناً بالدماء، ويقدم الجرحى والشهداء»، مشدداً على أن «من أبسط حقوقهم علينا الاعتراف بشهادتهم وبتضحياتهم، من هنا كان اقتراح القانون الرامي الى اعتبار مَن يسقط منهم خلال تأدية الواجب الإنساني، شهيداً، والذي أحيل إلى اللجان المشتركة، وقد وعدت بأنني سأتابعه مع المجلس النيابي الجديد، وأنا على الوعد».

وقال عسى أن تتحول مبادرة اليوم قدوة لكثيرين، فيغدو عطاؤهم فضيلة بل نعمة لا قيمة فحسب. به يساهمون في تحويل الألم عافية، والمحبة فعل حضور. أليس بذلك يتلاقى من بادر الى المساعدة، مع مَن جعل من التطوع للخدمة رسالة، على تحقيق هدف واحد: التزام الإنسان اللبناني؟».

وتابع: «قد لا تعني اتفاقية جنيف شيئاً لبعض للناس وربما كثر لم يسمعوا بها، ولكن الذين عاشوا الحروب والذين خبروا الحياة العسكرية يعرفون جيداً قيمتها كما يعرفون تماماً أهمية الدور الذي يؤديه الصليب الأحمر. إن اتفاقية جنيف تبرز الفارق بين حرب الجيوش وحروب الميليشيات والمنظمات الإرهابية والعصابات. هي حصانة للجرحى والأسرى، هي حماية للمدنيين وللثقافة والحضارة والآثار. باختصار، هي القتال بأخلاق وبشرف، ومن دونها أو بتجاهلها وعدم التقيد بها، يصبح المشهد مشابهاً لمشاهد «داعش» وأخواته».

وبعدما عاين رئيس الجمهورية إحدى السيارات المقدمة، بدأ الاحتفال بعزف النشيد الوطني اللبناني ونشيد الصليب الأحمر.

وألقى الأمين العام للصليب الأحمر جورج الكتاني كلمة أكد فيها أننا «في الصليب الأحمر نسعى بكل قوانا حتى نوفر لمسعفينا الدعم اللازم كي يستمروا، خصوصاً في الظروف الصعبة التي نشهدها، وكذلك تأمين استمرار التدريبات والمعدات اللازمة وكي نطوّر شبكة الاتصالات كما يجب لتأمين الاستجابة، والأمر الأهم هو تقليص الوقت للاستجابة للنداء وبالجودة المطلوبة».

وقال: «تخطينا السنة الماضية الـ 950 الف خدمة ومهمة من أسعاف وطوارئ الى وحدات دم الى عملنا من خلال إدارة الكوارث وصولاً الى العناية الصحية الأولية وانشطة مختلفة وكثيرة. ونشكر فخامة الرئيس العماد ميشال عون، على رعايته الأبوية لنا وعلى دعمه وتشجيعه لهذا المرفق الحيوي في البلاد الذي هو على تماس مباشر مع المواطن، وجل هدفه التخفيف من المعاناة».

والقى الدكتور صفير كلمة أشار فيها إلى «أن بنك بيروت، لكونه جزءاً أساسياً من المجتمع اللبناني، عقد مع الصليب الأحمر شراكة أساسية جند من خلالها عائلته وفروعه كلها، وطور برامج عديدة مكنت زبائنه من المشاركة والمساهمة في هذا العمل الإنساني».

بعدها تحدّث رئيس الصليب الاحمر اللبناني، وقال «تطوّعنا صناعة وطنية وخيرنا أصالة لبنانية، فبجمعهما كان أول جسر عبور بين عقل المال الملتزم وقلب العطاء بلا حدود. إن اتفاقنا هو المستقبل وهو الشراكة النوعية التي نطمح اليها. بنيناها على الشفافية والمصداقية والوضوح، فهكذا يكون الدعم في زمانه ومكانه واستمراريته نبني من خلاله قدراتنا ونحدث تقنياتنا كي نبقى ونستمرّ صمام الأمان واساس الأمن الصحي في لبنان إن من خلال فرق الاسعاف والطوارئ الطبية أو مراكز خدمات نقل الدم أو وحدة إدارة الكوارث، ومراكز الخدمات الطبية والاجتماعية، ومراكز الناشئين والشباب، أو من خلال التمريض والتعليم والتوعية. فمن الحلقة الأولى لعملية إنقاذ الحياة أصبحنا الأساس في منظومة الطوارئ الطبية في لبنان، موقع يتوجب علينا جميعاً المحافظة عليه وتطويره وتحصينه. من هنا كانت الدعوة إلى التمويل المستدام وكانت الشراكة وكان بنك بيروت من أول المساهمين في هذه الخطوة الكريمة والشجاعة».

بعد ذلك، أقيم حفل كوكتيل للمناسبة في حديقة الأعمدة في قصر بعبدا.

استقبل رئيس الجمهورية النائب ستريدا جعجع التي شكرته على رعايته مهرجانات الأرز الدولية «انطلاقاً من حرصه الدائم على تشجيع الفن والثقافة واحتضان كل المناطق اللبنانية».

وأوضحت جعجع أنها «دعت الرئيس عون لحضور الحفل الذي تقيمه الفنانة القديرة ماجدة الرومي في 28 تموز 2018، وذلك بهدف إعلاء اسم لبنان وتكريمه ببعده العالمي من خلال المواقع الأثرية الخمسة المدرجة على قائمة التراث العالمي، وهي: وادي قاديشا وأرز الرب، جبيل، صور وعنجر وبعلبك، ونوّه الرئيس عون بالأهمية السياحية والتراثية لمهرجانات الأرز الدولية، معتبراً أنها «باتت معلماً من معالم الحركة السياحية في لبنان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى