مالينا الهندي نموذج غزاويّ
تتقدم صفوف المتظاهرين لتشجّع الشبان الثائرين بالتقدم نحو السلك الزائل وعدم التراجع للوراء، وتُظهر ميدانياً مدى الشجاعة والعنفوان الذي تملكه المرأة الكنعانية الفلسطينية.
فمنذ انطلاق مسيرات العودة في ثلاثين آذار الماضي، والفلسطينية أم هيثم تتصدر التظاهرات المندلعة شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.
الثلاثينية مالينا الهندي أم هيثم باتت إحدى النساء الفلسطينيات اللواتي تركن بصمة في مخيمات العودة، وأصبح طيفها وشخصيتها لا يغيبان عن مسيرات العودة، رغم إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، تجدها ثابتة كالجبال غير آبهة بالمخاطر.
فمع كل جمعة تدعو لها الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة تجهّز مالينا نفسها حيث تخرج منذ ساعات الصباح من منزلها الكائن في مخيم حي الأمل غرب خانيونس وقد جهّزت طعام الغداء لأطفالها وزوجها قبل الظهر لتتجنّب التأخر عن واجبها الوطني.
تقول «أطهو في كل جمعة ما توفر من طعام لأسرتي مع ساعات الصباح حيث نتناول الطعام قبل صلاة الجمعة، ومن ثم أنطلق برفقتهم إلى الميدان».
وعلى الرغم من ضيق الحال وسوء الأوضاع المعيشية، تدفع أم هيثم وأبناؤها لوصولهم إلى مخيم العودة من جيبها الخاصة.
وفي كل مرة تتوشّح الشابة الثائرة بالكوفية الفلسطينية، رافعة العلم الفلسطيني ليرفرف أمام جنود الاحتلال، لتبدأ بتمهيد الطريق للشبان لإشعال الإطارات المطاطية الكاوتشوك .
وخلال مسيرة العودة أصيبت الهندي أكثر من مرة بقنابل الغاز التي يطلقها جنود الاحتلال بشكل مباشر باتجاه المتظاهرين ومن ثم تعود مرة أخرى إلى الميدان أكثر عزيمة وشجاعة.
وبلباس عسكري لافت تجهز مالينا أبناءها الأربعة وتحضرهم برفقتها إلى ميدان التظاهرات، رافعين الأعلام الفلسطينية بصورة تظهر التحدّي لجنود الاحتلال.
وبابتسامة تظهر سخريتها من جنود الاحتلال تقول أم هيثم إنّها لا تخاف قناصة الاحتلال ولا آلياته، فهي كغيرها من الفلسطينيين صاحبة حق وتريد استرداده.
وتضيف: «صاحب الحق لا يجب أن ينسى حقه أو أن يتنازل عنه، وسأواصل المشاركة في مسيرات العودة إلى أن نعود إلى بلادنا المحتلة أو نستشهد على ثرى هذه الأرض».
المركز الفلسطيني للإعلام