ستولتنبرغ يرحّب بالقمة وبريطانيا متخوفة من اتفاق للسلام وألمانيا تؤيد!
في أجواء شهدت الكثير من التوتر في العلاقات الروسية الأميركية، وبعد عام ونصف، على وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وفي بداية ولاية فلاديمير بوتين الجديدة، سيعقد الرئيسان أول قمة ثنائية في 16 تموز في هلسنكي التي تُعدّ أرضاً محايدة.
ويشكل اللقاء الذي يأتي بعد نحو عشر سنوات، على لقاء استثنائي مماثل، خطوة مهمّة ومحاولة جديدة لإنعاش العلاقات التي لم تكن يوماً سيئة مثلما هي اليوم منذ الحرب العالمية الثانية سعياً وراء تحقيق المصالحة بين روسيا والولايات المتحدة.
وأعلن البيت الأبيض والكرملين في وقت واحد أمس، «موعد اللقاء ومكانه» الذي يتمّ الإعداد له منذ أشهر بين رئيسَي الدولتين اللذين لم يجتمعا إلا على هامش لقاءات دولية.
وذكر الكرملين «أنّ لقاء قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب سيُعقد في 16 تموز المقبل في العاصمة الفنلندية هلسنكي».
وذكرت الرئاسة الروسية في بيان أصدرته أمس، «أنّ الرئيسين سيبحثان خلال الاجتماع واقع العلاقات بين موسكو وواشنطن وآفاق تطويرها، علاوة على مسائل ملحّة مطروحة على الأجندة الدولية».
من جانبه، أكد البيت الأبيض «مكان الاجتماع المقبل وموعده»، مضيفاً «أنه سيتناول واقع العلاقات الثنائية بين البلدين، وطيفاً من مسائل الأمن القومي».
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من زيارة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون إلى موسكو حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من جانبه، أعلن رئيس فنلندا، ساولي نينيستو، «أنّ أجندة قمة الرئيسين الروسي والأميركي في هلسنكي ستحدد خلال أسبوعين».
وقال الرئيس في بيان: «أجندة لقاء الرئيسين ترامب وبوتين ستحدّد خلال أسبوعين، لكنهما من المؤكد سيبحثان الوضع الدولي، وآمل أيضاً أن يبحثا قضايا مراقبة الأسلحة والتسلح».
وأضاف «خلال مباحثاتي الخاصة مع الرئيسين أودّ أن يتمّ بحث مسائل التوتر في منطقة بحر البلطيق، إضافة إلى المهام في القطب الشمالي، بما في ذلك الجهود المشتركة لمحاربة انبعاثات الكربون الأسود».
فيما نصّ بيان الرئاسة الفنلندية حول القمّة المزمع عقدها الشهر المقبل في العاصمة الفنلندية هلسنكي على النقاط التالية: «كنتُ قد تلقيتُ الأسبوع الماضي طلباً أولياً مشتركاً من مسؤولين رفيعي المستوى من كل من روسيا والولايات المتحدة بشأن إمكانية الترتيب لمثل هذا الاجتماع في هلسنكي».
وأضاف: «تقف فنلندا على الدوام إلى جانب الحوار في العلاقات الدولية. وخلال الفترة الماضية، عقدت عندنا، من بين أمور أخرى، اجتماعات على مستوى نواب وزراء الخارجية، فضلاً عن لقاءات للقيادات العسكرية في وزارتي الدفاع في كل من روسيا والولايات المتحدة. إن اجتماع الرئيسين في فنلندا هو استمرار طبيعي لهذه اللقاءات بهدف الارتقاء بالحوار إلى أعلى مستوى».
وأشار البيان إلى أنّ «جدول أعمال اجتماع الرئيسين ترامب وبوتين سوف يتقرّر خلال الأسبوعين المقبلين، لكنه بالتأكيد سيتضمن مناقشة مجمل الوضع الدولي، ونأمل أيضاً أن يتطرّق لنزع السلاح والرقابة على التسلّح. نحن نؤمن بأن الخطوات حتى وإن كانت صغيرة في الحدّ من التوتر ستكون في مصلحة الجميع».
وتابع البيان الرئاسي «أنوي في محادثاتي مع الرئيسين أن أتناول ما لدينا من مخاوف بشأن الوضع المتوتر في منطقة بحر البلطيق وكذلك أهدافنا المشتركة في القطب الشمالي، وخاصة الجهود المشتركة لمعالجة انبعاثات الكربون الأسود».
من جانبه، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة ينس ستولتنبرغ بـ «لقاء القمة المقبل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب»، معرباً عن قناعته بـ «ولاء سيد البيت الأبيض للحلف».
وأكد ستولتنبرغ للصحافيين في بروكسل، أمس، في معرض ترحيبه بلقاء القمة المقرّر عقده في العاصمة الفنلندية هلسنكي 16 تموز المقبل، «إيمانه بالحوار»، مشيراً إلى أنّ «اللقاء المقبل يتماشى تماماً مع سياسات حلف شمال الأطلسي».
وأعرب ستولتنبرغ عن «أمله في أن تسهم القمة المقبلة في الحوار بين الناتو وروسيا»، مشدداً على «ضرورة البقاء على اتصال مع موسكو والسعي إلى تحسين العلاقات معها كأكبر جار للحلف».
من جانبها، ذكرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «أنّ بلادها تؤيّد نهجاً مزدوجاً في العلاقات مع روسيا»، وهو الموقف ذاته الذي أعلنه الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ.
وقالت ميركل أثناء خطاب لها في مجلس النواب الألماني «البوندستاغ» أمس: «أشاطر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ موقفه من أنه ينبغي مواصلة العمل مع روسيا في إطار نهجنا المزدوج. وهو الحوار والردع. علينا ترسيخ إمكانياتنا، إلا أن اقتراحنا على روسيا حول الحوار ما زال ساري المفعول».
وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن «على الغرب أن يكون مستعداً للحوار مع روسيا، ولرفع قدراته الدفاعية في الوقت نفسه».
وقالت ميركل: «رد الحلف وقدراته على الدفاع يجب ترسيخهما بشكل جدي.. وبالتوازي مع ذلك، نريد أن نبقى مستعدين للحوار مع روسيا».
فيما تخشى الحكومة البريطانية بدورها، من «اتفاق السلام بين روسيا والولايات المتحدة»، والذي يمكن لرئيسي البلدين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب أن يوقعاه بعد اللقاء المرتقب.
ووفقاً لصحيفة «The Times»، فإنّ «الاتفاق المفترض بين موسكو وواشنطن هو غير ملائم لمنظمة حلف شمال الأطلسي. وتعتقد لندن أنه خلال المحادثات، سيتمكن بوتين من «إقناع ترامب بعدم المشاركة في المناورات العسكرية الخريفية للتحالف في النرويج»، مضيفة «أنه سيتمّ الاتفاق على روسية شبه جزيرة القرم وتغيير نظام العقوبات مقابل وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا».
ونقلت الصحيفة عن عضو في الحكومة البريطانية لم تذكر اسمه قوله: «نشعر بالقلق إزاء الاتفاق المفاجئ المحتمل اتفاق السلام بين بوتين وترامبن حيث يمكن لهم الوصول إلى اتفاق سحب معدات عسكرية كبيرة من أوروبا».