لافروف: اتفاق المنطقة الجنوبية يَفترض وجود قوات سورية فقط.. وليس من الواقعي توقع انسحاب إيران

قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن الاتفاق بشأن المنطقة الجنوبية لخفض التصعيد في سورية يَفترضُ عدم وجود قوات غير سورية في المنطقة، مؤكداً أن «لا تساهل» مع «جبهة النصرة» و«داعش».

وفي مستهلِّ لقائه نظيره الأردني أيمن الصفدي أمس، أشار لافروف إلى استمرار الاتصالات المفيدة بين عسكريي البلدين والولايات المتحدة، وذلك في إطار الآلية ومركز منطقة خفض التصعيد الجنوبية.

ولفت الوزير الروسي إلى أن اللقاء المقبل بشأن التسوية السورية سيُعقد نهاية شهر تموز/ يوليو الحالي.

ودعا لافروف الدول الضامنة بمنطقة خفض التصعيد الجنوبية بسورية إلى «الكفّ عن استخدام الحيل كي لا تحارب الإرهابيين»، بحسب تعبيره، مشدداً على أن بلاده نفّذت التزاماتها في منطقة خفض التصعيد وأنها تسعى للأمر نفسه من الشركاء.

وفي سياق آخر، رأى لافروف أن الإعلام الغربي يناقش الدور الإيراني في سورية، وفي المنطقة بشكل سطحي ومبسّط، مشيراً إلى أنه ستتم مناقشة الملف السوري بالكامل في هلسنكي.

وقال لافروف، بأنه ليس من الواقعي توقع انسحاب إيران من سورية، وأن لا تلعب دوراً في المنطقة. وأضاف، أن مناقشة الموضوع الإيراني في وسائل الإعلام الغربية تتم في سياق «مبسط» للغاية، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام هذه تقنع متابعيها بأنه يجب على إيران أن تغادر سورية وفي هذه الحالة سيكون كل شيء على ما يرام.

وأضاف: «تشمل هذه المطالب ليس سورية فحسب، بل والمنطقة كلها. ويقال إن على إيران أن تنسحب من كل المناطق وأن تعمل في إطار حدودها، وفي هذه الحالة سيعم السلام في كل مكان. من المفهوم أنه أمر لا يمكن تحقيقه. وليس من الممكن حل مشاكل المنطقة دون مشاركة أكبر دولها بما فيها إيران والسعودية الأردن ومصر وغيرها من بلدان المنطقة».

بدوره أمل وزير الخارجية الأردني أن تتمكّن موسكو وعمّان من تحديد الخطوات المشتركة للتسوية جنوب سورية.

هذا ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم الخميس لبحث الوضع في جنوب سورية.

ويواصل الجيش السوري تقدّمه شرق مدينة درعا ويحرّر نحو 60 من مساحة المحافظة، كما أن مسافة 8 كلم باتت تفصل الجيش عن معبر نصيب على الحدود السورية الأردنية.

على صعيد آخر، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن العسكريين الروس يجرون اتصالات يومية مع ممثلي فصائل المعارضة جنوب سورية، معربة عن أملها في أن تتكلل بنتيجة ملموسة.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، في تصريح صحافي، أمس: «ممثلونا، وبالدرجة الأولى العسكريون، يجرون اتصالات يومياً مع مسؤولي فصائل المعارضة، التي ليست إرهابية وتختار سبيل التسوية السياسية».

وأضاف الدبلوماسي الروسي: «إنني على يقين بأن هذه الاتصالات اليومية ستعود بالنتيجة».

واتفقت روسيا والولايات المتحدة والأردن في يوليو 2017 على إقامة منطقة خفض التصعيد الرابعة في البلاد، والتي شملت المحافظات السورية الجنوبية الـ3، القنيطرة ودرعا والسويداء.

وأكدت موسكو مراراً بعد ذلك أن الجماعات المسلحة التابعة لتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين والفصائل المسلحة المتحالفة معهما تسعى لإنشاء نظام حكم ذاتي في هذه المنطقة.

ويشنّ الجيش السوري حملة عسكرية واسعة منذ 19 يونيو لاستعادة جنوب البلاد بالتزامن مع إطلاق الحكومة السورية عمليات مصالحة وطنية انضمّت إليها بلدات وقرى في المحافظات المذكورة.

وتجري المفاوضات بوساطة العسكريين الروس من مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سورية والتابع لوزارة الدفاع الروسية.

وأول أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن انضمام 30 بلدة وقرية لعملية المصالحة في المنطقة بفضل جهود المصالحة التي يبذلها العسكريون في مركز حميميم.

ميدانياً، أكد مصدر ميداني في ريف درعا الشرقي أمس، بأن نحو 8 كلم فقط باتت تفصل وحدات الجيش السوري عن معبر نصيب على الحدود مع الأردن.

وتحدّث قائد ميداني سوري عن أن هناك صواريخ إسرائيلية ضمن الأسلحة التي كانت لدى المسلحين في ريف درعا الشرقي.

هذا ويواصل الجيش السوري تقدّمه شرق مدينة درعا حيث بات يسيطر على نحو ستين في المئة من مساحة المحافظة، وحرر العديد من القرى والبلدات بعد مواجهات مع المسلحين.

يأتي ذلك بعدما كان الجيش قد حرّر بلدة المسيفرة.

وأفيد بأن سيارات محملة بالمواد الإغاثية والطبية والمحروقات دخلت القرى والبلدات التي انضمّت إلى المصالحات في ريف درعا.

العملية العسكرية تكمل تأمين الغارية الشرقية والغارية الغربية وعودة الحياة إليهما، وتوازي إتمام مصالحة في بصرى الشام، حيث يجري تنفيذها بتسليم السلاح الثقيل والمتوسط للجيش السوري.

وحدات الاقتحام في الجيش السوري وبعد تحرير معظم مناطق ريف درعا الشرقي أصبحت على بعد أقلّ من ثمانية كيلومترات عن معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

وفي هذا الإطار، قال عضو مجلس الشعب السوري عن درعا جمال الزعبي إن الفصائل المسلحة سلمت أسلحتها بمعظمها في بصرى الشام كاملة والغارية الشرقية والغربية وصيدا، مشيراً إلى أن «هذا الأمر مؤشر كبير على قرب انتهاء المعارك».

هذا ونشر الإعلام الحربي مشاهد توثق تسليم مسلحي بصرى الشام في ريف درعا الشرقي أسلحتهم الثقيلة بعد موافقتهم على التسوية مع الحكومة السورية.

في المحور القتالي المقابل تشتعل جبهات طفس بعد نقض مسلحيها التسوية ومبايعتهم جيش خالد بن الوليد واجهة داعش في درعا.

الغارات الجوية والقصف المدفعي امتدّ إلى مواقع المسلحين في نوى والحارة، وفي جبهة الريف الغربي بدأ عملياً بالعمل العسكري مع فتح الأبواب أمام أي تسويات جديدة.

الأعمال العسكرية والمصالحات زادت من مساحات سيطرة الدولة على أكثر من ثمانية وخمسين في المئة من مساحة محافظة درعا، ومهمات كبيرة أنجزت على طريق تأمين كامل المنطقة الجنوبية.

الإعلام الحربي كان قد أعلن الإثنين الماضي أن الجيش السوري واصل تقدّمه في ريف درعا الشرقي، في ظل موافقة الجماعات المسلحة في مدينة بصرى الشام على المصالحة وتسليم الأسلحة تمهيداً لدخول الجيش إلى المنطقة.

ورفع العلم السوري وسط مدينة داعل بريف درعا الشمالي، في ظل انتشار للشرطة العسكرية الروسية في داعل بعد تسوية أوضاع المسلحين من خلال لجان المصالحة.

الحكومة السورية دعت مواطنيها الذين أجبرتهم الحرب والإرهاب على مغادرة البلاد إلى العودة بعد تحرير معظم المناطق من الإرهاب.

مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين كان قد صرّح لوكالة سانا أول أمس الثلاثاء، أن الدولة السورية تدعو المواطنين السوريين الذين اضطرتهم الحرب والاعتداءات الإرهابية لمغادرة البلاد للعودة إلى وطنهم الأم بعد تحرير العدد الأكبر من المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين.

عمان: الممرات الإنسانية لا تعني فتح الحدود

قالت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الأردنية الوزيرة جمانة غنيمات إن الممرات التي تعتزم الأردن فتحها عبر الحدود مع سورية هي إنسانية فقط، ولا تعني فتح الحدود.

وأضافت الوزيرة الأردنية أن «فتح تلك الممرات من أجل إرسال المساعدات إلى الداخل السوري التزاماً بدور الأردن الإنساني بمساعدة الأشقاء السوريين».

وأعلن الأردن عن فتح 3 معابر إنسانية مع سورية اعتباراً من أمس الأربعاء لتسهيل تمرير المساعدات والإعانات للنازحين السوريين داخل الحدود السورية.

وأكدت غنيمات أن فتح تلك الممرات الإنسانية لا يعني فتح الحدود مع سورية.

وكانت صحيفة «الغد» الأردنية قد نقلت عن غنيمات قولها إن «عدد شاحنات المساعدات والإعانات التي عبرت الحدود الأردنية إلى سورية الثلاثاء بلغ 36 شاحنة، ليرتفع العدد الإجمالي لشاحنات المساعدات التي دخلت إلى الجنوب السوري خلال الأيام الأربعة الماضية إلى 122 شاحنة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى