الخبر الثقافي
أثارت وزيرة الثقافة الفرنسية فلور بيلوران ضجة حين عجزت عن تسمية عنوان كتاب واحد للأديب الفرنسي باتريك موديانو، الذي حاز قبل ثلاثة أسابيع جائزة نوبل الآداب، ورداً على سؤال لصحافية من قناة «كانال» التلفزيونية حول كتاب موديانو المفضل لديها، تلعثمت الوزيرة وعجزت عن إعطاء أي عنوان، مبرّرة ذلك بقولها: «أقر من دون أي مشكلة أني افتقر إلى الوقت للقراءة منذ سنتين، أقرأ الكثير من نصوص القوانين والأخبار وأنباء وكالة فرانس برس، لكني لا أطالع كثيراً»!
علماً أنها أعلنت سابقاً أنها تناولت طعام الغداء مع الكاتب الفائز، وصرّحت في 9 تشرين الأول أن منح جائزة نوبل للأديب الفرنسي «يوم سعد للأدب الفرنسي» مضيفة أن «هذا التكريس كان الوحيد الذي ينقص باتريك موديانو، الذي يمثل اليوم في نظر العالم حيوية الأدب الفرنسي وإشعاعه».
الكاتب المغربي بالفرنسية والعضو في لجنة تحكيم جائزة غونكور العريقة طاهر بن جلون قال معلقاً: «أمر مؤسف، فعلى وزيرة الثقافة أن تغوص في الأدب، على الأقلّ من منطلق الواجب السياسي. من غير المعقول ألا تتمكن من تسمية كتاب واحد لموديانو، إنه لأمر معيب. أرى أن ذلك مؤسف فعلاً، لكننا نعيش في مرحلة يتم التعامل بها مع الثقافة بإهمال».
أما مقدم البرامج الأدبية المشهور برنار بيفو فاعتبر «أن عدم قراءة أعمال موديانو لا يعني أن المرء غير ذكي وغير قادر على إدارة وزارة الثقافة»!
جائزتان لفيلم «مريم» في مهرجان صينيّ
حقق الفيلم السوري «مريم» فوزاً سينمائياً لافتاً بنيله جائزة تصويت الجمهور لأفضل فيلم ضمن فعاليات «مهرجان طريق الحرير السينمائي الدولي» الذي اختتمت دورته الأولى في مدينة شيآن وسط الصين. وفاز الفيلم الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما في سورية وأخرجه باسل الخطيب بجائزتين هما جائزة رأي النقاد السينمائيين وجائزة الشعبية الجماهيرية التي أُعلنت نتيجة استفتاء شعبي شمل السينمائيين الذين حضروا المهرجان والصحافيين وجمهور السينما، وتسلم الجائزة مسؤول الشؤون الثقافية والإعلامية في السفارة السورية في بكين عميد حمدان الذي مثل سورية في المهرجان.
كان فيلم «مريم» أحد ثلاثة أفلام سورية شاركت في المهرجان، إضافة إلى فيلمي «العاشق» لعبد اللطيف عبد الحميد و»صديقي الأخير» لجود سعيد، ضمن مئة فيلم سينمائي من نحو ثلاثين دولة مشاركة في المهرجان.
«مهرجان طريق الحرير السينمائي الدولي» تنظمه الصين ويتميز بنطاقه الدولي وشموله واستمراريته، ويقام في مدينتي شيآن وفوتشو بالتناوب سنوياً، إذ افتتحت دورته الأولى في مدينة شيآن عاصمة مقاطعة شنشي في 20 تشرين الأول الجاري وجمع نحو ألف سينمائي من مختلف الدول وأقيم في المهرجان المنتدى الثقافي عن أفلام طريق الحرير، فضلاً عن عرض أكثر من 100 فيلم ممتاز.
حاز فيلم «مريم» سابقاً خمس جوائز سينمائية هي: الجائزة الكبرى في «مهرجان الداخلة السينمائي» في المغرب، والجائزة الذهبية في «مهرجان وهران السينمائي الدولي» في الجزائر، وثلاث جوائز في «مهرجان مسقط السينمائي»، وبهاتين الجائزتين الجديدتين يكون رصيد الفيلم إلى الآن سبع جوائز.
«شام» فيلم حول معاناة أطفال سورية من الإرهاب
يستعد المخرج حسام نور الدين داغستاني لتصوير المشاهد الأولى من الفيلم الدرامي «شام»، تأليف رائد منصور. وينقل الفيلم رؤية واقعية لرد فعل المجتمع السوري، خاصة الأطفال، على التفجيرات الإرهابية التي عانتها سورية، وكيف استطاع هؤلاء تجاوز التأثيرات النفسيّة لهذه الحالات التي رسخت في الأذهان، تاركة صوراً مؤلمة عن الطفولة واستهدافها على يد الإرهاب الهمجي المتستر خلف ستار الدين وهو براء منه.
يؤكد داغستاني أن العمل في هذا الفيلم سيتمّ بطريقة جديدة وبرؤية بصرية مختلفة لرسم صورة حقيقية لتأثيرات الحرب الكونية التي تشن على سورية وأطفالها. ويشير المخرج نبيل شمس، مدير دائرة الإنتاج في المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي والمشرف العام على الفيلم، الى ضرورة الاهتمام بالأعمال التي تركز على الأطفال وتساعدهم في تجاوز المحنة التي يعيشها المجتمع السوري اليوم نتيجة الهجوم الإرهابي الشرس الذي يقف في وجهه جميع السوريين، كلّ في موقعه.
معرض لفنّان تشكيليّ روسيّ في باريس
أقيم في إحدى قاعات متحف اللوفر بباريس معرض للفنان التشكيلي الروسي أليكسي سيرغيينكو الذي كرس لوحات معرضه كلّها لموضوع الوطن، مطلقاً على سلسلة من لوحاته اسم «الوطن» أيضاً. فثمة اشجار البتولا وزهور الأقحوان ودمى «ماتريوشكا» ونجوم الكرملين، إلخ، وترمز إلى الطبيعة الروسية مثلما ترمز إلى الأسرة والوفاء. وجاء الفنان إلى باريس بلوحات بورتريه أيضاً، لكنها مرسومة ليس اعتماداً على أسلوب تقليدي بل مستوحاة الفنان من الفن الطليعي. ولا تزيد أبعاد لوحة بورتريه الرئيس فلاديمير بوتين مثلاً على متر واحد. وارتدى الفنان قميصاً قصير الكم قبل قيامه بجولة في شوارع باريس، وعلى هذا القميص 1200 صورة مطبوعة للرئيس الروسي، وعندما سألوه: كم رئيساً على قميصك؟ أجاب: هناك 1200 رئيس. وقال إن رموز روسيا تحظى بشعبية فائقة في فرنسا، مشيراً وأشار الى الممثل الأميركي ميكي رورك الذي ارتدى قميصاً طبعت عليه صورة بوتين ونشر صورته الفوتوغرافية فى الإنترنت فحصلت على ملايين «لايك».
يحلم الرسام الروسي بإطلاع الأجانب على مشاهير وطنه بدءاً من الشاعر الكسندر بوشكين وانتهاءً بالمغني فيكتور تسوي.
صدرت لدى مؤسسة «شمس للنشر والإعلام» في القاهرة للكاتبة والروائية العراقية نسرين أبو قلام روايتها «عندما يصبح الحدس حقيقة»، في 456 صفحة قطعاً وسطاً، والغلاف من تصميم إسلام الشماع. وتعايش الرواية حوادث حقبة زمنية امتدتْ لأكثر من ثلاثين عامًا، بدأتْ في مطلع ثمانينات القرن الفائت، وتتهادى بطلتها مع حوادث مشرقة تارةً، وتتعثر ببقايا قذيفة مَدفع من مخلفات حرب الخليج الأولى تارةً أخرى. تزكُم أنفها رائحة بارود حرب الخليج الثانية، وتجود عينها مطرًا أسودَ حينما تطرق مسامعها قصص معاناة أٰمهات كلّ ذنبهن غَرْسُ بساتينهن في بلاد ما بين النهرين. وفي مقدمة الرواية نقرأ لمؤلّفتها: «لكلٍ منا ما يُسمى طاقة كامنة، تتفجَّر فيضًا من نورٍ أحيانًا، وتخبو خلف ترَّف الحياة أحيانًا كثيرة… كثيرةٌ هي محاولاتي، وأكثر منها كتاباتي، غارتْ بعيدًا في تجاويف عقلي وذاكرتي، فأقفلتُ عليها في جرَّات كهرَّمانة بعيدًا عن الأربعين حرامي… لم أخطئ في احتفاظي بها كنزًا أبيض أصبح خير معيِّن لي في يومي الأسود… أمضيتُ حياتي فتاة عادية يُفرحها القليل ويُحزنها الأقل منه، زرعتُ بستاني بزهرة قطفتها من جنائن بابل المعلقة وأخرى استلفتها من تاج عشتار، فسقيتها ريًّا ريًّا من دجلة الخالد، صابرةً مع مده وجزره… أثمر بستاني فيَنع به ثلاث صبيان أُسدُّ بظلهم عين الشمس ولهيبها، اتخذتُ من سُمرة بشرتهم وسواد شعرهم كحلاً لعيني أحتفظ به في مكحلتي الذهبية. فاض دجلة… أراد أن يغسل نفسه ويُطهِّرها من دَرَنٍ غَصَّ به قاعه الطاهر، لافظًا زبدًا حديثَ العهدِ به، فزمجرَ سيله… وطافَ غضبه بأروقةِ مدينتي… مُقتلِعًا فُسيفساءِ لوحةٍ فنيةٍ ازدان مدخل مدينتي بها، مارًّا بمأذنةِ سامراء فأحالها خرابًا، حلَّ زائرًا غيرَ مُرحَبٍ به في بستاني…! عبثَ بمكحلتي الذهبية فتحوّلَ كُحلها رمادًا يُذَرُ في العيون، أغمضتُ عيني طويلاً… آلمتني عتمة أيامي!… اكتشفتُ وعثرتُ على طاقتي الكامنة أخيرًا!… عُدتُ لأنهل من كنزيِّ المدفون في إحدى جرات كهرمانة!… أحلتُ رمادي إلى مِدادٍ رويتُ به دواتي بعد ما نضبتْ لطول انتظارها، وبعد طول معاناة أتممتُ كتابي الذي بين أيديكم… مُعايشة أحداث حقبة زمنية امتدتْ لأكثر من ثلاثين عامًا، بدأتْ في مطلع ثمانينات القرن الماضي… أسير الهوينا لا ريث ولا عجل، أتهادى مع أحداثِ مشرقة تارةً وأتعثر ببقايا قذيفة مَدفع من مخلفات حرب الخليج الأولى تارةً أخرى، تزكُم أنفي رائحة بارود حرب الخليج الثانية، تجود عيني مطرًا أسودَ حينما تطرق مسامعي قصص معاناة أٰمهات كل ذنبهن غَرْسُ بساتينهن في بلاد ما بين النهرين!… وأدركتْ شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح».