لقد أبحرت بل أبكرت يا رجل…
يعقوب رياض الصراف
يؤلمني ويعزّ عليّ أن أرثي زميلي وصديقي علي قانصو، بعيداً عن المفردات السياسية المتداولة الغارقة بالممالأة حيناً وبالمديح أحيانا.ً
لقد أحببت هذا الرجل لأسباب أربعة:
ـ مساندته غير المتأرجحة، بل الراسخة، لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومتابعته الحثيثة لكلّ خطواته ومواقفه، في الإصلاح والمبدأ والوحدة والحوار والرؤية.
ـ قناعته الراسخة أنّ الصراع مع «إسرائيل» هو صراع وجود لا صراع حدود وأنّ فلسطين أساس وجوهر والقدس جوهرة والكفاح واجب.
ـ هو رجل ثبات وثورة، له مواقف لم تتبدّل في زمن اهتزت فيه دول وعروش وحدود ومصطلحات فغدا حامل راية دولة صالحة مصلحة منصفة مدنية متقدّمة.
ـ علماني بامتياز ولكنه دافع عن مقامات دينية متسلّحاً بالحق لا بالطائفية.
ـ تمنّعه عن المطالبة، ولو مرة واحدة، بأيّ مطلب لحزبه أو لطائفته طوال فترة خدمتنا معاً في حكومة الرئيس سعد الحريري الحالية، جعله حكماً مصلحاً منفتحاً مقرّباً للمواقف دون التنازل عن الحقيقة والحق.
إنّ الرابع من تموز هو يوم حزين لي، ففي مثل هذا الْيَوْمَ رحل والدي رياض الصراف، وها أنا أودّع الحبيب علي، ففي هذا الشهر نعيش المآسي والبطولات. ومنذ سومر وبابل لا يزال تموز هو الراعي وهو الخصب والتجدّد، والنصر، ومن ينسى نصر تموز 2006؟
رحل علي قانصو في 4 تموز، أربعة أيام قبل رحيل زعيمه في 8 تموز 1949، وكأنّ الله اختار يوم استدعائه لتكريم فكره وعقيدته.
فاذهب إلى جنان الخلود وتمتع بصحبة الأبطال في رياض النصر الكبير، عندما تقدّم الحساب ويرضى الله بأفعالك.
لقد أبحرت بل أبكرت يا رجل…
وزير الدفاع الوطني