بين أوروبا وأميركا
ـ في كثير من الأحيان تكون تباينات أطراف الحلف الغربي توزيع أدوار لكن هذا يصحّ في حال الانتصارات والبحبوحة وامتلاك فرص الترف في انتقاء الخيارات، أما في حال مأزوم يحيط به الفشل بالحروب التي خاضتها واشنطن وعواصم أوروبا معاً، والأزمات المفتوحة على كلّ الجبهات، فالأكيد أنّ التباينات تنجم عن تقدير مختلف لنوع وحجم المخاطر الناتجة عن الحروب الفاشلة والأزمات المفتوحة ولطبيعة المصالح الحيوية التي تتمتع بصفة الأولوية على جدول الأعمال، وبالتالي بكيفية توزيع فاتورة الخسائر بين الحلفاء.
ـ بحكم الجغرافيا وموقعها من الساحات الساخنة لا تستطيع أوروبا تحمّل فاتورة الخطة الأميركية لإدارة ما بعد فشل الحروب واندلاع الأزمات وعنوانها أولوية الحلف السعودي الإسرائيلي بوجه إيران واستبدال الفشل العسكري بحروب العقوبات لما ترتبه من توترات في منطقة قريبة لأوروبا ومتداخلة معها تضخّ الحروب فيها مزيداً من النازحين وتشعل نيران المزيد من فوضى يستثمرها التطرف والإرهاب على الساحات الأوروبية ولما ينتج عن العقوبات خصوصاً على روسيا وإيران من ركود يصيب الشركات الأوروبية ويلحق بها الأذى.
ـ بين مصلحة أوروبية بالانخراط في تفاوض ينتج التسويات التي لا تكون فاعلة ومتوازنة بدون أميركا وبين مصلحة أميركية بالاحتماء وراء جدران العقوبات وتعطيل التسويات تقع الأزمة الراهنة بين أميركا وأوروبا وستستمرّ حتى تنضج أميركا للتسويات وبوابة نضوجها «إسرائيلية» والشعور بالقلق على مستقبل «إسرائيل»، وهذا ما تدركه روسيا المهتمّة بإنضاج خيار التسوية والمدركة أنّ حضور إيران هو الطريق لتحقيق ذلك…
التعليق السياسي