الأستاذ والمربّي مارون خوري
يكتبها الياس عشي
لمارون خوري الاستاذ، والمربّي، والمفكر، والباحث، والكاتب الثائر، والصديق الوفي، بصمات في عقول النشئ الطرابلسي، وأخرى في من يريد أن يرحل بين الكتب بحثاً عن دليل، فإذا مكتبته ذاتُ الثلاثةَ عشرَ ألفَ كتاب في خدمة المعرفة.
مارون خوري اليوم واحد من الكتاب اللبنانيين البارعين الذين ما زالوا مصرّين على القراءة، وعلى الكتابة، وعلى المعرفة، وكأنه يتمثل قول سقراط عندما قال لتلاميذه وقد صار في السبعينات «اليوم صرت فيلسوفاً.. لأنني اكتشفت اليوم أنني لا أعرف شيئاً» وفي مكان آخر كان يردّد «ما زلت واثقاً من جهلي».
مارون خوري تراه اليوم يستعين بمكبّر ليقرأ، يتحدّى عينيه في إشارة واضحة إلى أنّ ما من شيء قادر على إيقاف رحلته في التعرّف على إبداعات جديدة.
ومارون، إلى كلّ ذلك، ما زالت حيفا تشكل الجزء الأهمّ من ذاكرته،
وما زالت فلسطين الجرح النازف الذي يحرّك مشاعره ويغسل عينيه بالدموع،
وما زالت النكبة هاجسه فيما الكثيرون استسلموا لها وتركوا مفاتيح بيوتهم في البيت الأبيض، أو في مجلس الأمن، واليوم في مجلس جامعة الدول العربية.
مارون خوري يستحقّ التكريم من أعلى المستويات..
فهل يصل صوتي ويفعلها المعنيون؟