هذا عيب.. فاحتشموا
يكتبها الياس عشي
الهجاء فنّ من فنون الشعر برع فيه كثير من عمالقة الشعر القديم كالحطيئة وجرير والفرزدق والأخطل وابن الرومي ودعبل الخزاعي وغيرهم ممن قالوا أبياتاً تصل أحياناً إلى حدّ التجريح، والبذاءة، ونهش الأعراض، ما دفع الشاعر الفيلسوف أبا العلاء المعري إلى القول:
لو أنصف الدهرُ هجا أهلَه
كأنّه الروميُّ أو دعبلُ
ويبدو أنّ بعض النواب وكدت أقول النوائب ، وبعض الوزراء، قد تفوّقوا على ابن الرومي ودعبل الخزاعي، فقالوا ما لا يُقال، وشنّعوا، فلم يتحرك أحد ليكبح جماحهم كما فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي حبس الحطيئة، ولم يعفُ عنه إلا بعد أن اشترى منه أعراض المسلمين.
أيها «السادة» هذا عيب.. فاحتشموا! وإنْ كنتم من أهل السياسة فلا تقطعوا شعرة معاوية الذي قال:
«لو كان بيني وبين الناس شعرة واحدة لما قطعتها، إنْ شدّوا أرخيت، وإنْ أرخَوا شددتُ».