الكهرباء والنفايات بين العراق ولبنان… وسورية
ـ يعيش لبنان والعراق خلال أكثر من عشر سنوات في ظلّ خطاب سياسي يتحدث عن عملية سياسية تحظى بالرضا الأميركي وتلقى مديح الغرب رغم حضور مشروع المقاومة الذي بقيت الآمال الغربية بتطويقه وحصاره قائمة دائماً.
ـ عاشت سورية خلال الفترة نفسها مواجهة مع المشروع الغربي الذي تقوده أميركا وانتهت هذه المواجهة بحرب مدمّرة أطاحت بأغلب البنى التحتية والموارد المالية والهياكل الاقتصادية رافقها ولا يزال حصار قاتل.
ـ خلال الفترة نفسها لبنان والعراق ينفقان عشرات المليارات من الدولارات على قطاعي الكهرباء والنفايات ويغرقان في العتمة والتقنين والفوضى والنفايات تشكل همّاً تعجز عنه الحكومات المتعاقبة، بينما سورية تعيش في ظلّ توافر الطاقة الكهربائية بصورة أفضل وأكثر انتظاماً ولا تكاد النفايات تحضر كأزمة في أيّ من مدنها رغم شحّ الموارد وضعف سيطرة الدولة على الجغرافيا وكلّ ما أصاب الحياة المدنية والمؤسساتية.
ـ الفارق والسرّ يكمنان في وجود دولة في سورية ولعبة مزارع طائفية ومحاصصة فئوية لمؤسسات الحكم في لبنان والعراق.
ـ قد لا تكون سورية خالية من الفساد بمفهومه التقليدي المنتشر في العالم، وهذا طبيعي ومفهوم ويشكل همّاً متقدّماً لمشروع إعادة بناء الدولة الخارجة من الحرب بانتصار كبير، لكن في العراق ولبنان فساد من نوع آخر يشبه الأمراض العضال التي لا شفاء منها ولا وصفة لمعالجتها حيث الفساد هو النظام السياسي وليس الآفة التي تهدّده.
ـ يشعر كلّ لبناني وعراقي يزور سورية في الحرب بالفوارق الهائلة في كلّ شيء… النظافة وحال الطرق والكهرباء والدواء والتعليم وكلفة الحياة، ويتساءل عن السبب والجواب هو وجود الدولة التي تشكل وحدها أيضاً سرّ هذا النصر العظيم لسورية…
التعليق السياسي