جبهة النصرة تحتجز الدفعة الأخيرة من حافلات الفوعة وكفريا.. ودخول 10 حافلات إلى ريف القنيطرة الجنوبي لبدء نقل المسلحين إلى إدلب
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الإرهاب العالمي تلقى ضربة قاضية في سورية، مشيراً إلى أن عملية أستانا ومخرجات مؤتمر سوتشي، تؤسسان لعملية سياسية حقيقية في ذلك البلد. وهذا سمح في الحفاظ على الدولة السورية وخلق ظروف للانتعاش الاقتصادي وعودة اللاجئين.
تصريحات بوتين جاءت في كلمته خلال اجتماع للسفراء الروس في موسكو أمس، حيث أعرب عن تقييمه العالي لدور الدبلوماسيين في التسوية السورية، ودعا إلى تفعيل المساعدة في حلّ المشاكل الإنسانية في سورية، مضيفاً أن هذا الأمر «مهم لسورية وللمنطقة ولعدد كبير من بلدان العالم أيضاً، لأن من شأنه تخفيف ضغط الهجرة على الدول الأوروبية».
وشكر الرئيس بوتين الجيش الروسي، الذي «نفّذ وينفذ بشجاعة، ومهنية واجباته». كما أعرب عن شكره للدبلوماسيين الروسي قائلاً: «وبالطبع فإن الدبلوماسيين الذين يعملون بنشاط وبقوة كاملة في المسار السوري».
وفي السياق، أكد مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرينتيف على استمرار التعاون بين روسيا وإيران على الساحة السورية حتى إعادة الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى سورية.
وقال لافرينتييف خلال لقائه نائب أمين مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد إيرواني في طهران: «الإرادة الروسية لم تتوانَ أبداً عن التعاون مع إيران في مكافحة الإرهاب»، مؤكداً على تعزيز التعاون الأمني والسياسي الروسي الإيراني في سورية.
من جهته، أكد إيرواني على أن إيران وروسيا ستواصلان التعاون لتعزيز قوى الجيش السوري في محاربة الإرهاب وأن «إيران تولي الحوار السوري السوري أهمية خاصة وتدعم أي جهود تصبّ في هذا الإطار»، مشيراً إلى أن «تعاون ومواقف إيران وروسيا إثبات لانعدام تأثير الإجراءات السلبية التي تتبعها إسرائيل على التعاون بين البلدين».
ولفت إيرواني إلى أن الإنجازات الأخيرة في جنوب سورية خطوة فعالة في تقدم العملية السياسية في إطار مباحثات أستانا وسوتشي.
على صعيد آخر، احتجزت جبهة النصرة الإرهابية أكثر من 19 حافلة ضمن الدفعة الرابعة والأخيرة التي تقل أهالي من بلدتي الفوعة وكفريا بعد إخلائهم باتجاه محافظة حلب.
وقال أحد أهالي بلدة الفوعة المحتجز ضمن الدفعة الرابعة إن المسلحين قاموا بإيقاف الحافلات عند معبر العيس وبدأوا بالصعود إليها واستفزاز المقاتلين والمدنيين.
وأضاف أن المسلحين قاموا بعدها بإنزال المقاتلين وتفتيشهم ونزع السلاح من بعضهم والاستيلاء عليه وإفراغ الذخيرة من السلاح الفردي من البعض الآخر مستغلين هدوء المقاتلين الذين لم يردوا على أي من الاستفزازت خوفاً على عائلاتهم من أي رد فعل من المسلحين في حال كان هناك رد على استفزازاتهم.
وأشار المصدر من الأهالي أنفسهم إلى أن المسلحين عمدوا إلى ترك الناس في الحافلات تحت أشعة الشمس لزيادة معاناتهم، ومنعوا عنهم المياه.
واشترط المسلّحون أن يتمّ إخراج دفعة جديد من الموقوفين لدى الدولة السورية بدلاً من الموقوفين الذين تمّ الإفراج عنهم ورفضوا العودة إلى مناطق سيطرة جبهة النصرة.
وظهر القيادي في جبهة النصرة أبو اليقظان المصري في تسجيل مصوّر يقوم من خلاله بالصعود إلى الحافلات وتوجيه الشتائم للمقاتلين وللدولة السورية في محاولة لاستفزازهم بعد فشل أبو اليقظان وجبهة النصرة التابع لها من تحقيق أي انجاز عسكري للسيطرة على البلدتين خلال فترة الحصار.
كما ناشد الأهالي الإسراع بتخليص الحافلات من الجماعات المسلحة وسط صمت من الضامن التركي، في إشارة إلى مخاوف من تكرار سيناريو منطقة الراشدين التي راح ضحيتها أكثر من 120 شهيداً من البلدتين.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء بأن 10 حافلات دخلت قرية أم باطنة بريف القنيطرة الجنوبي لبدء نقل المسلحين إلى شمال سورية.
ومن المقرر نقل المسلحين من محافظة القنيطرة جنوب غرب سورية إلى محافظة إدلب شمالي البلاد، وفقا للاتفاق بين السلطات السورية والمسلحين، الذي تم التوصل إليه بوساطة روسية.
وينص الاتفاق على تسوية أوضاع المسلحين الراغبين في البقاء جنوب غرب سورية وخروج الرافضين للتسوية إلى إدلب، مع تسليمهم سلاحهم الثقيل والمتوسط للجيش السوري.
وكانت شبكة الإعلام الحربي السوري نشرت بنود الاتفاق المبرم بين دمشق والمسلحين في ريف القنيطرة جنوب غرب سورية، والذي تم التوصل إليه أمس الخميس بوساطة روسية.
وحسب شبكة الإعلام الحربي، فإن بنود الاتفاق تنص على الآتي:
– وقف إطلاق النار وخروج الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى إدلب وتسوية أوضاع من يرغب منهم بالبقاء.
– عودة الجيش السوري متمثلا باللواء 90 واللواء 61 إلى النقاط التي كان فيها قبل 2011.
– تسليم السلاح الثقيل والمتوسط لدى المسلحين.
– تسليم نقطتي الـUN في بلدتي إمباطنة ورويحنية.
– يتم الاتفاق على آلية تسليم تل الجابية شمال غرب مدينة نوى للجيش السوري لضمان عدم تقدّم تنظيم داعش إليه.
كما نص الاتفاق على تسليم الفصائل المعارضة سلاحها الثقيل والمتوسط للجيش السوري، »ووقف إطلاق النار الفوري دون أي شروط مسبقة اعتباراً من الساعة السابعة مساء وإلى أجل مفتوح قابل للتمديد .
وتتعهّد الحكومة السورية بموجب الاتفاق بالعفو الكامل وكف الملاحقة الأمنية للضباط والجنود المنشقين، وكف البحث عن المدنيين وتأجيل المتخلفين عن الخدمة العسكرية، على أن يُحاكم من تمّ توثيق جرائمه كالإعدامات الميدانية دون محاكمة.
وتسيطر الفصائل المعارضة منذ سنوات على الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة والقسم الأكبر من المنطقة العازلة في هضبة الجولان السورية المحتلة.
اتفاق القنيطرة تزامن مع انتهاء عملية إجلاء جميع المدنيين المحاصرين أمس الخميس من الفوعة وكفريا في محافظة إدلب شمال غرب سورية باتجاه ريف حلب الجنوبي، تنفيذاً لاتفاق تحرير الآلاف من المدنيين المحاصرين هناك مقابل الإفراج عن عدد من معتقلي المسلحين لدى الحكومة السورية.
كما يأتي الاتفاق بعد التسوية في المنطقة الجنوبية على وقع تقدم الجيش السوري خلال عمليته العسكرية لإنهاء الوجود المسلح في محافظتي درعا والقنيطرة، حيث حرر عدداً من القرى والتلال الحاكمة.