عشق الصباح

قالت: بردت القهوة يا علي، ما الذي يشغل بالك.. انهض يكفيك نوم؟ الشرفة والبحر والقهوة وهذه اللوحة المدهشة المشغولة بالأرجوان أيقظت أنوثتها دفعة واحدة.. همست: أشتهيك . أتدري، في غيابكَ كل شيء يصبح مربكاً. راحت ترقب بعض الغيوم البيضاء تجوب الفضاءات متجهة للشرق.. كم يوجعني هذا الشرق؟ ذلك لم يكن مساء كباقي المساءات. استجرتها الذاكرة لأيام مضت وكيف كانا يلتقيان على شاطئ البحر في ركن زاوية مقهى قديم خوفاً من أعين الوشاة؟ يومها كان موجُ البحرِ الهادئ يتلألأُ بلون اللازورد يمتزج برذاذ الموج المالح الذي يغسلنا، يومها شربنا حتى أسكرنا رحيق القبل الحميمة.. وبعد كلّ قبلة كنت تهمس في أذني… لرحيق ثغركِ طعم النبيذ المعتق! يومها لم نشعر بالزمن ولا بالارتواء! التفت نحوه… حبيبي علي يكفيك نوم.. ضحكت.. ويلك شو حالك ساكت… وأنا عم أحكي لحالي كالمجنونة ؟ يا شحار قلبك يا مريم. وحق السما الزرقا، اشتقتك.. أنت بتعرف، أنا امرأة عاشقة .. أشتهيك يا رجل.. من شهرين.. قلبي متشوّق لضمة بحضنك.. . حبق الشرفة من غيرك بلا رائحة، والقهوة بلا طعم.. والبحر من غيرك.. لا يلهم ذاكرتي بشيء! شو حالك.. تركتني لوحشة الانتظار. وحياة عينيك ها الخضر يا علي، كانت تحكي وهي تكاد تذوب في عينيه.. وعم ترشف قهوتها شفة، شفة.. وترتل مع فيروز.. سلملي عليه… بوسلي عينيه.. يا الله.. شو بتشبه عيونك زيتون حاكورتنا.. اتكأ على صدرها الناهد وراح يستمع لبحة صوتها الشجي ويطوف بقلابته الشغوفة على خديها…. سلمي عليه.. سلّم! .

حسن إبراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى