داعش قد تعود أين ستعود؟

بدأت داعش نشاطاً مكثفاً في دير الزور وفي الحدود السورية العراقية وفي الكثير من محافظات العراق لا سيما كركوك وديالي والسليمانية والموصل…

وتلك نذر وإشارات خطرة، فالمناطق التي تنشط فيها وتعيد هيكلة قوّتها بغالبها هي مناطق انتشار القوات والقواعد الأميركية وأدواتها من المرتزقة، وكانت قد أمّنتها ونقلت قياداتها وحمتها واتفقت معها…

القوات الأميركية في التنف وشمال وشرق سورية بدأت تجهيز عدّتها للرحيل وهذه من بين التوافقات في قمة هلسنكي ومن مؤشرات كرة بوتين لترامب…

أميركا الخارجة بخفي حنين لن تسلّم ولا يؤتمن جانبها، وهي أعلنت الحرب على إيران، وما زالت حربها على حلف المقاومة جارية، وهي وإنْ تفاهم بوتين مع ترامب إلا أنها لن تترك روسيا تزهو بما حققت بل ستعيد معها الكرّة وتسعى لاستنزافها، ودليلنا الإضافي تحرّش «الدرون» بقاعدة حميميم بصورة مستمرة…

والعامل الأكثر خطورة لإعادة إنعاش داعش وأخواتها ولو بأسماء جديدة كالرايات البيض وحراس الدين… هو في الفوضى التي بدأت تضرب العراق ومن جنوبه وفي البيئة «الشيعية» التي شكّلت الحاضن للحشد الشعبي الذي لعب الدور المحوري في هزيمة داعش وتناصبه أميركا العداء لدوره هذا في إفشال مخططاتها لانتزاع مستطيل الحدود السورية العراقية…

المنتفضون في البصرة والنجف وكربلاء عراقيون جاعوا وتُركوا بلا ماء أو كهرباء أو أمن، ودون احترام وتأمين أبسط قواعد وحاجات الحياة العزيزة الكريمة، بينما روائح الفساد والتحاصص والاقتسام تفوح وتزكّم الأنوف…

صبرت محافظات الجنوب ثلاث سنوات بعد انتفاضتها الأولى بانتظار وعود العبادي، وقدّمت الكثير من أبنائها لهزيمة داعش… وانتظرت ولم يتحقّق لها شيء مما وُعِدت به…

المندسّون كثر… ويجب فضحهم وفصلهم وإخراجهم من الحراك المطلبي كي لا يكونوا أدوات في خدمة الأصابع الأميركية «الإسرائيلية» السعودية الإماراتية والتي تمتدّ بكلّ ما فيها من وساخة وتآمر… وايران مستهدفة كما حلفاؤها في العراق…

الحراك والعراق أمام خيارات حاسمة، فإما ان يُستجاب للمطالب ويُصار الى استعادة أموال العراق وتوجيه الحراك لطرد الأميركيين وتصفية قواعدهم ونفوذهم في العراق… لأنهم السبب المحوري في كلّ ما جرى ويجري، وقد أعلن ترامب أنه سيغتصب وينهب نفط وثروات العراق لتعويض خسائر وسداد ديون أميركا والوجود الأميركي، والعملية السياسية العراقية تحت نفوذهم يؤمن النهب والإفساد وترك الشعب العراقي يعيش أبشع معاناة إنسانية في التاريخ، فلم يُعبد طريقٌ ولم يُبنَ صرحٌ ولا أُقيمت مشفى أو مدرسة منذ الغزو الأميركي 2003، فأين ذهبت وأين تذهب أموال وثروات العراق؟

كما العراق يمثل بيئة حاضنة ومولدة لداعش وفصائل الإرهاب، كذلك تونس وأزمتها وطبقتها السياسية ونهبها ومحاصصاتها، والمغرب العربي والأردن وأزمته تشكل منصات جاذبة وحاضنة…

هل ينجو لبنان؟

سؤال برسم معطّلي الدولة والتشكيل الحكومي وخلافات المحاصصة لتمرير الصفقات وعمليات النهب… أمس خرج شبان من الضاحية قطعوا وأحرقوا الدواليب لذات الأسباب «انقطاع الكهرباء»… هل يعي المعنيون ويسارعوا؟ أم هم على فسادهم باقون؟

الزمن يسرع الخطا والمخاطر جمّة!

التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى