اعتصام احتجاجي لوقف «مذبحة التقليصات» في الأونروا
احتجّ المئات من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا بغضب داخل مقرّ الوكالة الرئيس بمدينة غزة، رفضًا لقرار بإنهاء خدمات نحو ألف منهم ضمن تقليصات مسّت اللاجئين في قطاع غزة.
وأفيد بوقوع حالات إغماء بين الموظفين بعد تلقّيهم إشعارات خطية بإنهاء عملهم، فيما مزّق عدد آخر الإشعارات، وصرخوا بأعلى صوتهم «ارحل ارحل يا ماتياس» مدير عمليات أونروا في غزة ماتياس شمالي .
وقال موظفون إنهم وعائلاتهم سيستمرون في الاعتصام أمام مكتب شمالي داخل مقرّ أونروا، من أجل الضغط على إدارة الوكالة لوقف «مذبحة التقليصات».
وخلال احتشاد الموظفين، أعلن اتحاد موظفي أونروا عن بدء «نزاع عمل» مع إدارة الوكالة بدءًا من أمس، فيما أعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار إضرابًا شاملًا اليوم الخميس في مؤسسات أونروا في القطاع للضغط على الوكالة من أجل التراجع عن قراراتها بإنهاء عمل مئات الموظفين.
كما أعلن الاتحاد الاعتصام المفتوح داخل وأمام المقرّ الرئيس للوكالة في مكتب غزة الإقليمي ومكتب رئاسة غزة لـ13 ألف موظف عدد موظفي الوكالة وعوائلهم «حتى إلغاء هذه القرار الأرعن».
وقرّر الاتحاد إغلاق كافة مقار رؤساء المناطق في القطاع حتى إشعار آخر، داعيًا رؤساء المناطق ومدراء الدوائر والبرامج لمقاطعة الإدارة وقطع الاتصال معها، وعدم تطبيق قراراتها والانحياز التام مع مصالح الموظفين.
وقال: إن «أملنا من الجميع تطبيق هذا القرار ومَن يُخالف تعليمات اتحاد الموظفين يعتبر شاقاً للصف النقابي».
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا نفذت قرارها بفصل ما يقارب 1000 موظف من برامج الطوارئ لديها، وأرسلت كتباً رسمية تفيد بإنهاء خدمات هؤلاء الموظفين في قطاع غزة.
وأكد رئيس اتحاد الموظفين العرب في الأونروا أمير المسحال أن «إدارة الوكالة وجّهت 125 رسالة لفصل تام لموظفين دائمين يعملون منذ سنوات في الأونروا و580 من الموظفين الذي يعملون منذ أكثر من 20 عاماً بنظام العمل الجزئي وبراتب جزئي حتى نهاية العام والجزء الأخير وحوالي 280 موظفاً لاستمرار العمل حتى نهاية العام».
وذكرت وكالة الأناضول أن «الأونروا» أبلغت نحو 113 موظفاً يعملون في برنامج تشغيل يُعرف باسم «الطوارئ» أنها لن تجدد عقود عملهم «المؤقتة»، التي ستنتهي شهر تموز الحالي.
وقال المسحال: «تجاهلت إدارة الوكالة كل الوساطات والحلول العقلانية ضاربة بجهود الحكومة والاتحادات عرض الحائط، ومنفذة قرارها ومعلنة الحرب على ألف أسرة مهدّدة بإنهاء عملها نهاية العام».
وتحدّث المسحال عن الآثار السلبية لهذه القرارات التي صدرت اليوم الأربعاء، حيث وقعت تسع حالات إغماء نقلت إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، كما استطاعت الحشود المعتصمة داخل مقرّ «الأونروا» في مكتب غزة الإقليمي منع أحد الموظفين من الانتحار حرقا بعد أن أقدم على سكب البنزين على نفسه.
ولفت إلى أن إدارة الوكالة أصبحت في غزة غير مرحّب بها من قبل الموظفين واللاجئين الفلسطينيين الذين دعوا إلى رحيل هذه الإدارة واستبدالها بإدارة جديدة تقوم بإدارة الأزمة بحكمة.
وأكد المسحال أن الموظفين سينظمون إضراباً مفتوحاً عن العمل الأسبوع المقبل بمشاركة 13 ألف موظف كما سينظمون اعتصاماً مفتوحاً مع أسرهم وبعد 21 يوماً ستكون الخيارات مفتوحة إذا لم تحتوي إدارة «الأونروا» هذه الأزمة وهذا الحدث.
وتعاني الوكالة الأممية من أزمة مالية خانقة جراء تجميد واشنطن 300 مليون دولار من أصل مساعدتها البالغة 365 مليون دولار.
الى ذلك، أعلنت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة إضراباً شاملًا في مؤسسات أونروا بالقطاع اليوم الخميس، داعية جميع العاملين في مؤسسات الوكالة للمشاركة في الإضراب «لتوجيه رسائل ضاغطة على إدارة أونروا للتراجع عن قراراتها، والتي تحاول فيها القضم المتدرج والسريع للخدمات».
وأكدت الهيئة، خلال مؤتمر صحافي أمام بوابة أونروا، «مساندتها ووقوفها مع العاملين مع مطالب موظفي الوكالة ودعم صمودهم في مواصلة اعتصامهم حتى إلغاء إدارة أونروا الإجراءات التعسفية بحقهم وتأمين احتياجاتهم».
وقالت إن «هذه الإجراءات سياسية بامتياز، وجرى استخدام الأزمة المالية كغطاء لتمريرها في سياق محاولات إنهاء دور وكالة الغوث والتشغيل اللاجئين انسجامًا مع رغبة الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية».
وشددت على أن «شعبنا لن يسمح ولن يقبل المساس بحقوق أي موظف أو اتخاذ إدارة الأونروا أي إجراءات من شأنها التأثير على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين تحت مبرر الأزمة المالية، كما أنها لا تقبل بخدمات هزيلة على حساب قوت الموظفين وفصلهم، بل يجب القيام بدورها على الوجه الاكمل وتقديم خدماتها دون تلكؤ».