اللقاء التسويقي للمحاضر سلامة
إبراهيم وزنه
عندما يستقبل رئيس الجمهورية، عماد الوطن وجامع اللبنانيين، الرئيس ميشال عون حشداً كبيراً من الشخصيات الرياضية ترافقها مجموعة من الإعلاميين الرياضيين وجميعهم، رؤساء الاتحادات الـ 15 والإعلاميون المرافقون، من الطوائف المسيحية الكريمة فقط، ويُصار إلى مناشدته إلى حدّ الاستجداء لإيلاء مقاليد وزارة الشباب والرياضة إلى شخصية رياضية عاشت وجع الرياضيين وتدرك هواجسهم وتملك القدرة على إنهاض الرياضة من الدرك الأسفل إلى جادة الانطلاق نحو الأفضل.
عندئذٍ لا داعي للاستنتاج بأن هذا المشهد المركّب هو من صناعة أحد الطامحين للفوز بلقب «المعالي»، ومن دون أي جهد للاستنتاج أو التخمين لاحظنا كما غيرنا بأن صورة اللقاء جاءت ناقصة لا بل فاقعة، وإن كان المطلب يُصنّف في خانة «كلمة حق يُراد بها باطل».
ومن على جنبات هذا اللقاء التسويقي لفتني ما صرّح به أحد رؤساء الاتحادات في معرض رد الجميل لمن أوصله، للمحاضر الرياضي جهاد سلامة، حيث قال بالحرف: «الفرصة التاريخية تتمثّل بإجماع وطني ورياضي على أن يكون المحاضر الأولمبي الدولي جهاد سلامة وزيراً للشباب والرياضة في الحكومة المقبلة. ونحن متأكدون ان سلامة قادر على إعادة الشباب إلى الطريق الصحيح، وهو الناشط في الحقل الرياضي منذ عقود طويلة. آمالنا كبيرة ونعرف يا فخامة الرئيس أن كلامنا سيلقى الصدى الإيجابي لديكم، ونحن نريد الوزير القويّ إلى جانب الرئيس القوي». عفواً يا «حبيب»، مَن أعطاك صلاحية التسمية؟ ومَن أنت لتتكلم باسم العائلة الرياضية جمعاء؟
أيّها الأحبّة، يا اخواننا في الوطن وفي الملاعب والاتحادات الرياضية، تعالوا لنقلب الصورة، تأملوا لو أن رؤساء الاتحادات الرياضية من الطوائف الإسلامية الـ 15، توجهوا إلى دولة الرئيس نبيه بري، أو إلى دولة الرئيس سعد الحريري، وتمنوا عليهما تسمية إحدى الشخصيات لتولي حقيبة الشباب والرياضة، فكيف ستكون ردّة فعلكم؟ وهل هذه الخطوة وطنية وميثاقية ومنطقية؟ طبعاً ستثور ثائرتكم، وتضج منابركم بالاستنكار ورفض التهميش، فما لا تقبلونه على أنفسكم يجب أن لا ترضوه لغيركم.
ختاماً، كان من الأفضل أن تحضر العائلة الرياضية جمعاء مع رئيس الجمهورية الذي انطلق من ملعب حارة حريك لاعباً في صفوف الاخاء، وفي معركته السياسية الوطنية رفع شعاراً ذهبياً هو الإصلاح والتغيير، ومن غير المقبول أن يُصار إلى توزير مَن استعمل صلاحياته لأجل مصلحة شخصية، مع وافر احترامي وتقديري للسيد جهاد سلامة، وتمنياتي للرياضة اللبنانية بالخير والتقدّم والارتقاء.